السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٥ صباحاً

انقلاب 21 سبتمبر

سامي غالب
الأحد ، ٠٢ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٢:٣٧ مساءً
ليس من المعقول ان يعجز "انصار الله" عن إيجاد شريك حقيقي ذي صفة تمثيلية في اليمن غير الرئيس السابق علي عبدالله صالح و"حزبه الحاكم" الذي صار حزبا نصف حاكم بعد 2011.

في مؤتمر "الحكماء" الافتراضيين أمس الجمعة بدا المشهد مماثلا _ وهذا ما توقعته عقب خطاب عبدالملك الحوثي قبل أسبوع ودعوته الى هذا المؤتمر _ لمشهد اجتماع "المجلس الوطني" لثوار 2011. سنتذاك دعا اللقاء المشترك إلى تشكيل مجلس وطني لغرض فرض توفير مظلة للمنضمين الى الثورة الشبابية، وبخاصة "انصار الثورة"، أي مساعدي وحلفاء الرئيس صالح وعلى رأسهم علي محسن الأحمر. لقد فشلت المبادرة لأن الغرض كان فرض حقائق سياسية لمصلحة اطراف في الثورة دون غيرها.

"أنصار الله" ليس لديهم كما يظهر حتى الآن "انصار ثورة" لأن ما جرى في 21 سبتمبر هو انقلاب في العاصمة اطاح بأنصار الثورة السابقة من دون أن يتوفر لهذا الحدث عنصر الشعبية ولا الجوهر الثوري التقدمي. فالأكيد أنهم انتصروا على جناح داخل السلطة وفرضوا تغييرا حكوميا واجبروا السلطة القائمة على التراجع عن جرعة سعرية اعلنتها قبل شهرين ونصف تقريبا. لقد حققوا مطالبهم المعلنة باختصار.

ماذا أيضا؟
انتشر مسلحو الجماعة في العاصمة ونزلوا غربا وشرقا وجنوبا محفزين الذاكرة الشعبية في هذه المناطق التي ما تزال تحتفظ بصور الفتوحات الإمامية التي حدثت مطلع القرن الماضي مسببة شرخا عميقا في الوحدة الوطنية في "اليمن الشمالي" وبعض المناطق الجنوبية مثل لحج والضالع والصبيحة.

ماذا أيضا؟
يقول الحوثيون إنهم يريدون حلا عادلا للقضية الجنوبية، وينتقدون الرئيس هادي لأنه لم يقم باتخاذ القرارات التي تساعد على حل هذه القضية وتحقق الإنصاف للجنوبيين.

هذا صفوة القول في القضية الجنوبية. لكن لماذا لم يحرك الحوثيون ساكنا عندما كان لديهم عضوان في اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني؟

لماذا لم ينضم أي من ممثليهم إلى العضوين المستقلين رضية المتوكل وماجد المذحجي (اللذين اضطرا الى الاستقالة لاحقا) لأن جميع زملائهم في اللجنة الفنية قرروا الانحياز الى هادي وتمرير موقفه الرافض للتهيية للحوار؟.

ثم إن من يأخذ على هادي موقفه المتلكئ وغير المسؤول من القضية الجنوبية ورفضه اتخاذ قرارات، عليه أولا ان يعتذر عن تقصيره هو (وممالاته للرئيس هادي قبل عامين)، وعليه ثانيا ان يمارس الضغط على هادي من العاصمة وفيها، بدلا من اطلاق مبادرة خرقاء من مؤتمر ليس له صفة وطنية يضم "الحكماء" الذين يدينون بالولاء ل"الأنصار الجدد" في العاصمة.

القضية الجنوبية لن تحلها لجنة مشتركة بالمناصفة، ولو كان الأمر كذلك أيها الحكماء لتوفر حل مثالي للقضية في موفنبيك، حيث المناصفة والمحاصصة والاغلبية في فريق القضية الجنوبية وبإشراف دولي ومباركة من حكومة القناصل الأجانب!
انصار الله يتحاذقون في العاصمة، ويمارسون الاعيب سخيفة كثيرا ما لعبها اسلافهم الذين انقلبوا عليهم في 21 سبتمبر. عليهم أن يكفوا عن الترهات والخزعبلات والسير في الطرق الالتفافية لفرض الأمر الواقع.

إن ارادوا حلا عادلا للقضية الجنوبية فليبحثوا عن شركاء حقيقيين في العاصمة وعدن، وليسهموا في تشكيل حكومة شراكة من موقع الندية بين أطرافها ولغرض استعادة الدولة في العاصمة أولا _ العاصمة أيها "الحكماء"_ والذهاب بالدولة وليس بالميليشيات، إلى الجنوب والمشرق و"اليمن الأسفل".

ماذا أيضا؟
يقول الحوثيون إنهم في ثورتهم السبتمبرية (!) ارادوا تنفيذ مخرجات الحوار الوطني كاملة.
مساء أمس لم يسمع أحد أية إشارة إلى هذه المخرجات.
هذا تطور يسرني شخصيا. فأنا اعتبر ما حدث في موفنبيك, وبمباركة من الحوثيين أنفسهم، مؤامرة كبرى للالتفاف على تطلعات اليمنيين.
لكن "الحكماء" في لقاء أمس لم يقولوا لنا موقفهم من هذه المخرجات.
هل حدثت ثورة داخل الثورة الحوثية بعد 21 سبتمبر فأسقطت أبرز أهدافها؟
هل انقلب الحوثيون نهائيا على مخرجات الحوار؟

من صفحة الكاتب على " الفيس بوك "