الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٧ صباحاً

ثلاثية التناقض والزيف ؟!!

عبد الإله الحود
الخميس ، ٠٦ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٠٣ مساءً
هناك قاعدة تقول "عدو عدوي صديقي " تفسر هذه القاعدة العديد من العلاقات المشابه ويمكن من خلالها تبرير كثير من التحالفات التي تظهر بشكل مفاجئ من طرفين متناقضين .

ثلاثية القاعدة والحوثي وامريكا يمكن أن نضعها في اختبار المثال السابق وتفسير علاقة الطرفين بناء عليها ، تعادي جماعة الحوثي أمريكا وتعتبر ذلك جزء من عقيدتها الدينية وشرط في الانتماء إليها يؤكد ذلك الشعار التي ترفعه الجماعة منادية بالموت لأمريكا وحلفائها لكنها مع ذلك لم تقم بأي عمل على الواقع يثبت مصداقية عداءاها مع إمكانها ذلك ، خصوصاً بعد وصولها إلى السفارة الامريكية بعد اسقاط صنعاء .

و هناك جماعة أخرى تناصب أمريكا العداء ايضاً في اليمن وهو جزء من عقيدتها وتعد العدة لمواجهة ما تسميهم الصليبين بالرغم من عدم تبنيها لشعار تخص فيه عداءها لأمريكا كما هو الحال في جماعة الحوثي ، لكنها على الارض تسعى لضرب المصالح الامريكية ولا تتأخر في ذلك متى توفرت الفرصة لها اذاً نحن أما جماعتان لها عدو مشرك يتمثل في الامريكان يمكن التنسيق بينها في ضرب عدوهما المشترك أو على اقل التقديرات ان تسير كل جماعة في خطها لهدم وايجاع عدوها لكن لا يمكن وفق القواعد السابقة تصديق تصارع الجماعتين بينما أمريكا تنعم بالسلام .

هنا يمكن أن نعود لنقول أن إحدى الجماعات ليست صادقة في عداوتها .
لكن من تكون ؟ هذا ما نحاول من خلال القاعدة السابقة توضيح أي الجماعتين كاذبة ومدعية عداوة أمريكا .

في الجانب الآخر أمريكا القوة العظمى لن تقف مكتوفة الايدي تجاه ما يهددها فلديها جماعتان أيدولوجيتان تناصبها العداء ولا يمكن الانتظار حتى قيام إحدى الجماعتين بعمل يضر بها وتكتفي بالإدانة اذ ستعمل استراتيجية لضرب هاتين الجماعتين وفقا لأبجديات سياسة الامن القومي الامريكي , وفعلاً ظهر شعار الحرب على الارهاب كتحالف تقوده أمريكا سريعاً ما قام هذا التحالف بشن حروب ضد عدوه المتمثل بتنظيم القاعدة الارهابي فغزو افغانستان والعراق والآن وسوريا وصولا إلى اليمن .

في اليمن الامر مختلف فلم يعد الامر يقتصر على القاعدة فقط فهناك جماعة أخرى تحمل نفس الخصائص الديمغرافية للقاعدة تظهر عداوتها وتنادي بالموت لأمريكا وحليفها الاستراتيجي اسرائيل ولا بد أن يضع في حسبان قيادة التحالف عدوان هما تنظيم القاعدة وجماعة الحوثي كونهما يعتبران الأمريكان عدواً مشترك لكن، الامر اختلف فاختارت أمريكا الحرب على القاعدة واستبعدت الحوثي مما يشكك في مصداقية شعار الحوثي في عدائه الذي انعكس في عدم بروز تخوف أمريكي ينتج عنه ضرب لهذه الجماعة ، اتضح الامر أكثر عندما برزت جماعة الحوثي لحرب عدو عدوها أمريكا المتمثل في "تنظيم القاعدة " ليصل الامر لتحالف عدوان لحرب عدو غير مشترك يفترض أن يكون بشكل يجمع الحوثي مع القاعدة لا أن يجتمع عدو أمريكا الحوثي مع عدوه لضرب عدو عدوه , لأن ذلك يصب في مصلحة العدو الذي ضج الناس وهم يسمعوا عن عداوتهم له.