الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٣ صباحاً

أهلا حكومة الشراكة .. تريد برنامجا واقعيا ينفذ

عارف الدوش
الاثنين ، ١٠ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠١:١٨ مساءً
وأخيراً رأت حكومة الشراكة الوطنية النور بوجوه جديدة قديمة برئاسة خالد بحاح نستبشر فيها الخير فنحن دوماً برغم مصائبنا ومكائد الزمن وتغول بعضنا على بعض في هذا البلد المنكود المنحوس بنخبة وسياسية وناسه البسطاء العاطفيين ، برغم ما اصابنا من جروح وحروب وأزمات متفائلون بالغد وبالوجوه الجديدة القديمة في الحكومة.

وأي حكومة في الدنيا وليس في بلادنا إذا لم يكن لديها برنامج عملي مختصر وواضح وليس كما عهدنا برامج الحكومات طويلة عريضة وكلام حالم وانشائي ويجلس الوزراء على الكراسي وقبل أن يجف حبر برامج الحكومات المتعاقبة تكون العشوائية والمزاجية وتبدأ التغييرات وشغل " الجروبات" والشلل هذا ينفع وهذا ما ينفع وهذا مع عهد الوزير السابق وذاك محسوب على " فلان" والآخر محسوب على " زعطان"

اتذكر حديثي مع زميل إعلامي من سلطنة عمان القريبة جداً منا قال معاتباً حكوماتنا وقادتنا ونخبنا السياسية والاقتصادية في اليمن بما معناه اليمن فيها خيرات كثيرة وبلد متنوع التضاريس وتملك أياد عاملة نشطة تختلف عن الكثير من الأيدي العاملة في المنطقة العربية كلها فهي بلد اقتصادي وزراعي وسياحي وثقافي ولكن! فقلت له ولكن ماذا ؟.

كانت إجابته صادقة صريحة هناك غياب البرنامج الدقيق والواضح في ذهن القادة والحكومات والنخب وهذا صحيح، الصديق الإعلامي العماني أشار إلى أن المتابع عندما يقرأ قوانين اليمن وبرامج حكوماتها يشعر بأن هذا البلد يسير في الطريق الصحيح ولكن ما ينقصكم يا اشقاءنا في اليمن غياب الإرادة السياسية وعدم الثبات في الإدارة وتراكم الخبرات، التغييرات مستمرة ومتلاحقة.

وضرب لي مثلاً حول النهضة العمانية وما حققته قيادتها وحكومتها بعيداً عن الحجج الواهية الإمكانيات ويواصل أنتم في اليمن محظوظون المساعدات تأتيكم من كل حدب وصوب مشكلتكم في العشوائية وكما سمع من دبلوماسي يمني لدينا قاعدة " ما بدا بدينا عليه" فقلت للصديق العماني ما هو أبرز ما تتميزون به في عمان على صعيد التنمية " الجوع والأمن ".

فكانت إجابته قوية وباختصار شديد تتركز على الإيمان بالمشاركة السياسية حيث استطاع قابوس بن سعيد إدماج كل الفئات المعارضة للحكم في شراكة سياسية ومجتمعية في ظل سيادة القانون وكذلك موضوع الدولة وهيبتها فهناك صرامة قوية تبدأ من قوانين المرور وتنتهي في قمة هرم الدولة والحكومة.

الأمر الهام بل في غاية الأهمية هو أن هناك تركيزاً على مواقع الضعف في التنمية والاقتصاد وتخصيص أعوام كاملة لها فكل عام يخصص لموضوع واحد يعمل الجميع في سلطنة عمان من القمة إلى القاعدة من أجل إنجاحه ورسم برامجه التفصيلية والعملية ووضع آلياته التنفيذية وتركه يعمل تحت رقابة والانتقال في العام التالي لموضوع آخر وهكذا.

والأهم جداً هناك الحب لسلطنة عمان من قبل الجميع وهناك قانون يحمي الجميع وهناك انصياع لهذا القانون ومن يخرج عليه لا تهاون معه مهما كان ولهذا لا نرى أن عمان تعرضت لهزات أو معارضات أو فوضى أو احتراب أو أزمات بفعل المنهج الصارم وعدم القفز على الواقع مع أنها تعيش في وسط يموج بالهزات والتناقضات لقربها من إيران وموقعها في الخليج أيضاً لكنها لم تخاصم إيران بل وسعت تجارتها معها ومدت مصالحها مع الهند ولها علاقاتها مع دول الجوار في الخليج تخضعها لمصلحة الشعب العماني وليس لأفراد منهم فقط كما هو حاصل معنا نحن في اليمن .

فعُمان أولاً لدى قيادتها ونخبها وشعبها ولهذا حققت مقتضى الآية القرآنية " الذي اطعمهم من جوع وأمنهم من خوف " وقد قرأت تصريحات لرئيس حكومة الشراكة الوطنية يتحدث فيها عن أهم أولويات الحكومة وهي " أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف " نشد على يديه وأيدي الوزراء وليستفيدوا من التجربة العمانية واليمن بها خيرات كثيرة وموارد كثيرة لكن تسودها العشوائية والتخبط وغياب البرامج الواقعية وليس الإنشائية وغير الواقعية والتي تكتب لوسائل الإعلام والخارج والمنظمات الدولية فقط.

وأخيراً: نريد برنامج حكومة صغير وواضح وأولويات يستطيع الوزراء وما دونهم تنفيذها لا نريد ملازم لبرنامج الحكومة كما عملت الحكومات السابقة فتظل مكتوبة ورائعة والواقع في واد آخر وأهم أولوية لدى اليمنيين التخفيف من الفقر وتوجيه المال بشكل صحيح وتأمين الأمن والأمان وموضوع النظام المالي للبلد "قربة مقطوعة" ولكن إلى تناولة قادمة.