الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٩ صباحاً

11 / 11 يوم لن ننساه

موسى المقطري
الثلاثاء ، ١١ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ١٠:١٤ صباحاً
يوم الجمعة 11 / 11 / 2011م في ساحة الحرية بتعز يوم لن أنساه ما حييت .
في تلك اليوم المشهود تجلى الحقد على أبشع صوره , واختلط صوت الرصاص المنهمر على الساحة مع تكبيرات المصلين وابتهالاتهم إلى الله أن يرينا في الظلمة يوما أسوداً .
كان القصف قد اشتد على المدينة منذ الصباح وقرر الأزلام أن يمنعونا من الصلاة في الساحة فكانت العزيمة أقوى والهمة أشد .
أغلقوا مداخل المدينة ونشروا النقاط في الشوارع التي يسيطرون عليها وصبوا نيران أسلحتهم على المدينة وخصوا الساحة بالكثير .
لازلت استعيد المشهد وبوضوح .
مكبرات الصوت تلهج بالتكبير والدعاء والرصاص المنطلق من مستشفى الثورة يوقع الجرحى والشهداء بين ظهرانينا والساحة مكتظة بالمصلين .
ياله من مشهد عجيب يهز الوجدان ويكبر في نفوسنا العزيمة التي تحلى بها الثوار .
يومها لم يخرج احد من الساحة ومن استطاع الوصول اليها حمد الله على ذلك .
حين يئس القتلة من صد الناس عن التوجه إلى الساحة والصلاة فيها واكتظت الساحة بالمصلين ومع استعداد الخطيب لإلقاء الخطبة هزت قذائفهم الساحة وأصبح مصلى النساء ساحة لمجزرة دنيئة ....
( تفاحة , زينب , ياسمين ) كنَّ عرائس المشهد ذلك اليوم ، فزنَ بالشهادة ... وياليتني فزت مع من فاز .
استماتت عزائمنا وأكملنا شعائر الصلاة والرصاص لا زال ينهمر والشهداء والجرحى يُحْمَلُون إلى المستشفيات .
وحين أدركوا أنهم فشلوا في صد العزائم توجهت قذائفهم إلى مستشفى الروضة التي أسعف إليها الجرحى ونفذوا مجزرتهم الجديدة .
لقد تجلى الحقد الأسود في أبشع صوره في ذلك اليوم , أوقع فينا شهداء وجرحى لكنه لم يوهن من عزائمنا وزادنا إصرارا .
لا زالت أحداث تلك اليوم تمر أمام عيني وكأنها حدثت بالأمس .
لا نامت أعين القتلة .