الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٣ صباحاً

الحوثي: من قتل البشر إلى تدمير الحجر

نسيم القواس
الثلاثاء ، ١١ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٤:١٧ مساءً

بين أثر قديم تركة الآباء والأجداد وتوارثه الأبناء والأحفاد..وبين جماعة الحوثي المسلحة التي تترك أثرها بالحرب وبقوة السلاح بين أجداد تركوا لنا آثار نعتز ونفتخر بها وبين جماعة تحمل مشروع الموت للإنسان ولحضارته ولثقافته ولكل معنى جميل للحياة..تقتل الإنسان فتدمر ماضية و مستقبله .. تدمر الماضي فتدخل القلاع والحصون والأماكن التاريخية والأثرية ..لتجعلها ثكنات عسكرية وأماكن لتمركز عناصرها المسلحة

..تدمر الماضي فتدخل القلاع والحصون والأماكن التاريخية والأثرية ..لتجعلها ثكنات عسكرية وأماكن لتمركز عناصرها المسلحة.

وفي جولة سريعة لخارطة مواجهاتها بدءاً من الجوف شرق البلاد مروراً بعمران شمالا والحديدة غربا وليس انتهاء بالبيضاء وسط اليمن ترك الحوثيون بصماتهم على المعالم الأثرية ولكن ليس بالحفاظ عليها وترميم ما يحتاج منها وإنما بتحويلها إلى ثكنات عسكرية ومواقع منصات لمهاجمة خصومهم.


وكانت البداية من براقش التاريخية في الجوف التي يسيطر عليها الحوثيون منذ عام 2011 إبان الثورة وما يزالوا للآن ولم يبالوا بما ستتعرض له جراء تحويلها إلى ساحة صراع أثناء حربهم الأخيرة مع الجيش والقبائل المساندة له.وكرر الحوثيون الأمر نفسه بمدينة ثلا التاريخية بعمران التي تعد إحدى أهم خمس مدن يمنية ضمن مواقع ثقافية مؤقتة مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو والتي يرجع تاريخها إلى فترة حمي.

ولم تسلم قرية "القابل" التي يقع فيها معلم "دار الحجر التاريخي", في وادي ظهر قرب العاصمة صنعاء وسط صمت رسمي غير مبرر عدا بيانات خجولة لوزارة الثقافة تدعو طرفي الصراع للنأي بالمدن التاريخية عن الصراعات.

وانضمت كذلك قلعة الكورنيش التاريخية في الحديدة إلى قائمة ضحايا الحوثيين التي احتلوها وجعلوها مقرا لتمركز مسلحيهم كما هو الحال في قلعة رداع التاريخية بمحافظة البيضاء والتي تعرضت لأضرار جزئية جراء استهدافها خلال المواجهات الأخيرة

وهكذا في كل مره ينقل الحوثيون حروبهم من الجبال والأودية إلى الأماكن التاريخية القديمة كالقلاع والحصون، وهنا نقف لنتساءل من يحمي المواقع التاريخية والأثرية من الصراعات المسلحة وكيف سنحمي موروثنا الحضاري والثقافي, في حين أننا نواجه جماعة مسلحة لا تعترف بقيم الإنسانية وهذا ما سيكون له تداعيات سلبية على البلاد نفسها ومن ذلك احتمال خروج بعض المواقع التاريخية من قامة التراث العالمي لأسباب كثيرة من بينها الإهمال وعدم الترميم.

ونوجه سؤال آخر لجماعة الحوثي مع اعتقادنا أنها لن تستطيع الإجابة عليه وهو كيف سنبني المستقبل الذي نحلم به والجماعة تدمر الماضي الذي نفتخر به..وتقتل الحاضر الذي نعيش فيه ..

من صفحة الكاتبة على " الفيس بوك "