السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٠ صباحاً

أحلام وردية !!

عباس القاضي
الاربعاء ، ١٩ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٢:١٠ مساءً
قال لي ،،، والقلب المتيم خافقٌ : أخاف أن يذهب ذوو اليسار بالحسناوات ، ولم يبق لي سوى النطيحة والمتردية وما أكل السبع ،،، وأردف وبأنفاس لاهثة : بين رغباتي وإمكاناتي بون شاسع ،،، أخاف أن يتبعثر شبابي مع تقدم عمري، وتخفت نضارتي بتعاقب الليل والنهار،،، وتنهد بحرقة ثم قال : أليس لهذا الليل من ألعاب نارية تضيء عتمته ،،، وأنا أسمع : رشوا العطور الكاذية على العروس الغالية ،،، ثم نظر إلي نظرة المغشي عليه من الموت ،،، وهو يتمتم : نعم هي غالية ،،، غالية جدا ،،، وكأنه يستحثني بأن أنطق بما تعود عليه من خيال محلق ،،، يعيش فيه لحظته بغض النظر عن مر واقعه .
فقلت له : نصيبك موجود في بيت ما، يربونها لك أنت لا سواك ،،، يحافظون عليها كما يحافظون على الدرة الكريمة ، ويخافون عليها من الهواء الطائر ،،، وفي لحظة ما سوف يحرك الله العيون بالنظرة ،،، والقلوب باللهفة ،،، والجيوب بالمال ،،، والألسن بالزغاريد ،،، وسوف يسخر الله لك أناس يجرون كأنهم الجان أمام وخلف سيارة فاخرة مزركشة فيها أنت وعروسك .

ومكتوب لك ثور خلقه الله من أجلك ،،، وأنبت له عـَلـَفـَه ليكتنز لحما وشحما ،،، حتى السكين ،،، قدر لها صانعا يصنعها لتذبح بها الثور جزورا لعرسك ،،، أما النسيج والنساج فحدث ولا حرج ،،، تحرك المصنع والصانع ليصنع قماشه ،،، ثم يكون علي عروسك فستانا وعليك بدلة .
أقول هذا ،،، وهو فاتح فاه مغمض عينيه ،،، يحرك رأسه يمينا ويسارا طـَرِبٌ بما يسمع ،،، وقفت عن الكلام ،،، وهو مازال يحرك رأسه فقلت له : هييييه ،، أين أنت ،،،؟ فقام فزعا وهو ينظر إلى نفسه وملابسه ،،، يغمض ويفتح عينيه ،،، وكأنه يبحث عن البدلة وحكاية النسيج والنساج ،،، ولما لم يجد من الحلم شيئا ،،، سقطت من عينه دمعه ،،، وقعت في فوطته ،،، تمددت ،،، تمددت هذه الدمعة حتى تبللت الفوطة ،،، ثم مضى وهي تقطر من دمعته وهو يردد : وووونا وووونا وااااباه ،،، وووونا وووواااانا وااااباه .

وهكذا يمر علي كل عام يشكو ضيق اليد ويتنهد حرقة ،،، وأنا أعطيه خيالا يخدره إلى حين ،،، رغم بلوغه الستين .