الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤١ صباحاً

الإصلاح يخطو خطوة سياسية صائبة

فضل عبدالكريم الجهمي
الأحد ، ٣٠ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ١٠:١١ صباحاً
حزب الإصلاح أخيرا تفهم الواقع وقرأه جيدا وخيرا أن تصل متأخرا من أن لا تصل نهائيا.

خيرا فعل الإصلاح عندما ترك كبريائه جانبا وذهب إلى صعده لفتح صفحة جديدة للأمل ولكبح حلف مُدمر
أدرك الإصلاحيين أخيرا إن السلاح الذي استخدمهُ خصومهم للانتقام منهم هو نفسه السلاح الذي يمكن أن ينفذوا منه وينفذ الوطن معهم إلى بر الأمان وهو السلاح الذي سيتمكنون من خلاله من ردع خصومهم وكبح تصرفاتهم المدمرة ، فقد يكون الدواء أحيانا هو من نفس الداء وهذا بالضبط ما أدركه الإصلاحيين.

وبعين فاحصة وبعقل رصين وحكيم وبعيدا عن العاطفة تعامل حزب الإصلاح بواقعية مع الواقع الحالي وهذا في حكم النادر في حياة الحزب فذهب بعيدا عن أكثر التوقعات المتفائلة لا لإنفاذ ذاته ولكن لإنقاذ الوطن من حلف مُدمر فيما إذا استمرت مكابرة الإصلاح ومكابرة الآخرين وتركوا حركة انتصار الله هيا ذاتها ضحية لهذا الحلف الذي لا هدف له إلا الانتقام من خلال هذه الحركة الصاعدة التي ينقصها الخبرة والدراية الكافية
ذهاب الإصلاح إلى صعده شجاعة نادرة وتضحية ايجابية محسوبة جيدا وخطوة كبيرة وصائبة نحو المستقبل الذي يكاد إن يخطفهُ الماضي البائس.

في حياة الإصلاح السياسية خطوات ايجابية وفي حياته السياسية أخطاء فادحة وقع فيها كما وقعت فيها حركة أنصار الله فتحالفاته السياسية مع النظام القديم افقدهُ زخمه الجماهيري وافتقد الوطن مع هذا التحالف الأمن والأمان والوحدة الوطنية.

وفي حياة الحزب خطوتان ايجابيتان محسوبتان ومثمرتان الخطوة الأولى تحالفه مع الحزب الاشتراكي والذي أثمر عن انبثاق اللقاء المشترك والذي نتج عنه سقوط المخلوع وعائلته من سدة الحكم والخطوة الثانية والأكثر أهمية من الخطوة الأولى وهيا ما خطاه الحزب ويخطوه رغم انكساره نحو طي صفحة الماضي مع أنصار الله لمنع تقسيم المجتمع طائفيا ومنع تفتت اليمن سياسيا وجغرافيا.

قد تبدو الخطوة صغيرة تنازل في غير محله ولكنها في الواقع خطوة صائبة وكبيرة بحجم الوطن قياسا لما يعانيه الوطن من انقسامات وما يتعرض له من مؤامرات.