الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٠ مساءً

التقارب الإصلاحوثي !

عبد الخالق عطشان
الاثنين ، ٠٨ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٢٧ مساءً
ليس جديدا على الاصلاح الدخول في تحالفات سياسية فهو صاحب خِبرة فيهذا الأمر بل وان الامر البيّن هو ان اي تحالفات تقام بمعزل عن الاصلاح بينبقية المكونات السياسية فإنما جُلها هي ضد الاصلاح .

سبق وتم الإشارة إلى أن الإصلاح دخل مع المؤتمر في عدة تحالفات. أما أولها فهو في 94 غير ان الاصلاح يتجرع مرارة هذا التحالف إلى اليوم فعلماء الإصلاح متهمون بأنهم هم من افتى لصالح بحرب 94 وشبابه هم وحدهم المجاهدون الذين نهبوا المدن والمعسكرات ، هذا التحالف لم يشفع للاصلاح عند صالح وجاءت انتخابات 97 فلم تكن الا وبالا ومزيدا من استئثار صالح بمقاعد البرلمان مستخدما كل الوسائل المشروعة واللا مشروعة في تحجيم الاصلاح في البرلمان وتكبيله في الوزارات التي منحه اياه صالح هادفا من ذلك احراقه بعدم قدرته على ادارتها.

لم يستوعب الاصلاح دَرس 97 ومضى في تحالف آخر في 99 مع صالح واختيار الاخير مرشحا لاول انتخابات رئاسية كان صالح سيفوز فيها دونا عن الاصلاح إلا أن الاصلاح رأى في المشاركة والحلف مع صالح ترسيخا لمبدأ الديمقراطية وحفاظا على الوحدة وتحاشيا لمنافسة ستقود لمزيدا من الخسائر والتضحيات وعلى أن صالح هو صاحب الاستحقاق الديمقراطي وصاحب خِبرة ووعود سمعها الاصلاح من صالح لمزيد من الارباح السياسية سيمكنه اياها وتحت شعار ( جِني تعرفه ولا انسي ماتعرفه) تلك مبررات ذلك التحالف من وجهة نظر اصلاحية غير أنه لا يجب اغفال الدور الخارجي والذي كان له دور كبير ، سرعان ما جنى الاصلاح ثمار هذا التحالف مع صالح وكان أهمها تصويت البرلمان المؤتمري بالغاء المعاهد العلمية الرافد الثقافي والفكري للاصلاح بالتزامن مع سماح صالح للحركة الحوثية بالنمو وفتح مزيد من مراكزها الدينية نكاية بالإصلاح .

دخل الاصلاح في تحالف اوسع ( اللقاء المشترك ) والتقى الاسلامي بالليبرالي والعلماني والقومي فانتُقد الاصلاح من داخله وثارت حوله الشبهات من خارجه ( مؤتمر صالح) فمضى الاصلاح يُدافع عن هذا التحالف ويدلل على مشروعيته والغاية منه والتي كان اهمها المطالبة بمزيد من الحقوق والحريات الديمقراطية ومناهضة حكم الفرد و عبثيته في الحكم ووقفه لحروبه الاسترزاقيه في صعده وصولا إلى آخر مطلب هو رحيل الحاكم المستبد واسقاط دعوته للتوريث تكلل ذلك في ثورة الشباب 2011.

اللقاء المشترك في مُجملهِ لم يكن إلا حاضنا لبعض شركاء المشترك ومانعا لهم من الاندثار فتمددوا سياسيا وجغرافيا واضحى الاصلاح شريكا عاديا متُنازلا يُؤثِر بينما غيره يستأثر ولم يشفع له هذا الإيثار وتنازلاته فيه من مكر حلفائهوغض النظر عم جرى له عقب الثورة الشبابية من تشويه وافتراء ...

يدخل اليوم الاصلاح في تحالف جديد مع الحوثيين غير أن فاعلين في الحزب انتقدوا ولاموا من انتقد تحالفهم وكأنّ من انتقدهم من وجهة نظر قادتهيطلبُ من الاصلاح أن يكون محاربا لامحاورا ، عسكريا لاسلميا ، ولذلك فقد لخص المحرر السياسي (للاصلاح نت) ذلك بقوله (الصراع ليس قدرنا ) . وكما أن الصراع ليسقدر الاصلاح فالتحالفات الغير مدروسة والتي إثمها اكبرُ من نفعها ايضا ليست ايضا قدرا على الاصلاح وكان لقيادة الاصلاح أن تدرك ذلك وأن خطأ التوقيتللتحالفات هو ما يعاب أيضا لا التحالفات نفسها فليت كان هذا التحالف معالحوثي كان قبل التضحيات والقرابين البشرية والمادية التي قدمها الإصلاحقبل خروج عمران عن الجمهورية ومقتل القشيبي و سقوط جامعة الإيمان و و ...

إن الامور بمقاصدها وغايتها ومالا يدرك كُله لايُترك جُله وهذا التحالف الاخير(الإصلا حوثي) نرجو ألا يكون الهدف منه الاستعداد لجولات من النِزالاتالعسكرية والمكر الساسي وأن تكون الغاية منه هو حفظ الارواح وحماية النسيج المجتمعي من التمزق بمِشرط العصبية والمحافظة على الثوابت الوطنية ويكون فاتحة خير لطي صفحة الماضي المُكرسة للعداوة والتعصب تُستعاد به الحقوق المنهوبة وتعالج به الجراح الدامية يكون قائما على الثقة والمصداقية وحسن الظن مراعيا الظروف الآنية بانيا لمستقبل أفضل وأن أي تحالف جديد لن يُكتب له النجاح إذا كرّس أخطاء التحالفات السابقة ولم يتعظ بنتائجها ..