الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٨ صباحاً

اليمن بين حلم الأفراح ودوامة الأتراح !

محمد حمود الفقيه
الاربعاء ، ١٧ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١٢:٣٠ مساءً
لا تتحقق الأحلام حتى تصبح حقيقة ، هكذا حال من يحلمون في الحياة ، يؤمنون ان الحلم يظل حلماً حتى تشعر الحقيقة بوطء قدمه عليها ، أما من لا يؤمن بالحلم ان يتحقق ، فهم يوقنون ان الأحلام أشبه بزائر أتى على صاحبه ومكث قليلاً ومضى .

وتعدافراحنا مناسبات سنويه للذكرى فقط كايلول ومن وبعده يوم أيار ، ولا ننسى أعراس الديمقراطية التي تحدث كل خمس سنوات حلماً نتجلى به للنهوض بهذا الوطن ( السقيم ) ، وهكذا عندما نتحدث عن أحلامنا في وطننا نحن نتحدث عن أحلام ناهزت الخمسين عاماً واكثر من بدايتها ، وطيلة عمرها هذا أبت ألا تتحول إلى حقائق ، إيماناً منها أنها أحلام فقط وأضغاث بعيدة عن الواقع ، بل وربما حاملي هذه الأحلام يتوافق إيمانهم واعتقادهم بان الحلم يظل حلماً واهن الحقيقة مالم يتحقق .

عندئذ حلم اليمنيون في فجر السادس واعشرين من سبتمبر المجيدة بوطن جديد امن مستقر ، وسعى اليمنيون للتضحية والفداء وتقديم الشهداء تلو الشهداء ثمناً عالي الكلفة ليشترون بهم الحرية والكرامة واستبدال الحال من ضنك العيش وعوز الفقر إلى رغد الحياة والستر وسد الفاقه ، ولقد عرفنا وعلمنا التاريخ اليمني ان ذلك الخروج الثوري انتصر على أأمة الظلم والجهل والعبودية ، لكن تلك الثورة لم تصمد كثيراً أمام موجة العهر السياسي ، فكانت النتيجة ان الحلم اليمني تحقق لثلة قليلة من الشعب خصوصاً من تولوا زمام أمور البلاد ، بترت أحلام اليمنيين على ايديهم عندما جعلوا نفوذهم الممنوح لهم من الشعب فرصاً ثمينة لتحقيق مصالحهم ومكاسبهم من جسد الوطن الطاهر ، وقد كان هؤلاء سبباً في بلوغ الحلم اليمني ذروة الياس! وسبباً في قتل ملايين الآمال والطموحات التي مكثة في قلوبهم وعقولهم عشرات السنين ينتظرون تلك أحلامهم وأمانيهم ان تتحقق ، ولكن دون جدوى .
• الذي تحقق في بلادنا وعلى أعداد قياسية هي ( الأتراح ) ، فأتراح بلادي مثل غيوم الخريف ، تتوزع على خارطة الثكالى والأرامل والأيتام ، أما خارطة الفقراء فهي تغطي مساحات واسعة في هذا الوطن الكبير ، الخوف يطرق العديد من الأبواب ، حيث لا أمن على نفس ولا مال ولا طمأنينة في البال ، كل ما يدعو إلى السكينة مخدوش لا يصلح لاستمرار البقاء في هذا الوطن .

•في كل بقاع الدنيا لا يوجد مواطن يوجه رصاصاته إلى صدر الوطن إلا وطني يدك بأيدي أبنائه ، شرخ في صعده وآخر في عمران ، وجرح في سيئون وآخر في شبوه ، وأتراح هي الأخرى موزعه في المستشفيات على أسرة المرضى وأرصفة الجوع ...الخ