الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠١ صباحاً

الفاجعة!!

عباس القاضي
الخميس ، ١٨ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً

عاد من صلاة الجمعة ،،، منكس الرأس ، دامع العينين ،،، طرق الباب بعد أن لف الشال على وجهه ،،، فتحت له الباب : عاطف ، ما بك ؟ ما الذي حصل ،،، تتساءل زكية و هي مدهوشة لحاله .

رد عليها بصوت متحشرج ، و هو ينظر إلى أصابع قدميه : سرقوها عليَّ ،،، نظرت إلى موقع نظره ،،، و صاحت بعد أن ضربت صدرها براحة يدها : وااااااا نهبتاااااااه ،،، كيف مكنتهم من سرقتها ؟ لما ذا لم تضعها في مكان آمن ؟ ألم أقل لك اترك الصندل ،،، وخذ الشبشب مثل كل مرة ؟ .
قال لها : يا زكية ،،، عندما لبست المئزر الجديد الذي اشتريته في العيد ، استحسنته وقلت ما يصلح لهذا المئزر إلا الصندل الجديد ،،، و تسللت خفية و أخذته من محرزه دون أن تدري ،،، لأنني متأكد أنك سترفضين هذه الفكرة الشيطانية ،،، و استطرد : و أنا في طريقي إلى المسجد ،،، لم أرفع نظري عنها ،،، كانت مليحة ،،، يا زكية ،،، و انفجر بالبكاء .

لم تكن زكية بالتي تهدئه بل كان بكاؤها نحيبا ،،، و كانت بين الحين و الآخر تلطم خدها و تشد شعرها ،،، و هو يكتفي بضرب صدره بقبضة كفه و يصيح : و ااا صندلاااااه ،،، كل هذا و الغداء في المطبخ و أولادهما الصغار لا يفقهون ما يجري في مدخل الشقة ،،، لكنهم كانوا مرعوبين .

قال لها : زكية ،،، هل تذكرين ، عندما التقطت صوره في العيد و ركزت على أسفل قدمي ؟ قلت لك حينها : لما ذا فعلت هذا ؟ قلت : ذكريات ربما تضيع عليك و تبقى الصورة تذكرنا بها ،،، أنتِ ، أنتِ ،،، كان ،، فألكِ سيئا قالت له : لا بل أنت كان تصرفك خاطئا ،،، لديك كوت ،،، كان بإمكانك أن تضع كل فردة في جيب ،،، و تعود بالصندل ،،، آه يا غبني .
فجأة ! شهق شهقة اهتز لها صدره و ارتخت بعدها قدميه و شخصت عيناه ،،، و ارتمى على الأرض فوق البلاط ،،، جثة لا تتحرك .

عاطف ، عاطف ،، ايش اللي جرى لك ؟ كلمني ،،، لكنه لم يفعل و بعد يأسها ،،، خرجت تجري من شقتها إلى شقة الجيران ،،، تطرق الباب بشدة ،،، افتحوا ،،، افتحوا : عاطف لا أدري ما الذي جرى له ؟ ،،، هرع الجيران رجالهم و نساؤهم كبارهم و صغارهم ،،، فأشارت إليهم بأصبعها نحوه و هي تبكي ،،، عطر ،،، بصل ،،، لا جدوى .
احملوه ،،، قال لهم كبيرهم ،،، و أخذوه إلى المستشفى ،،، معاينة ، تفويق ، فحص ، ترقيد ،،، أعادوه بعد ثلاثة أيام ،،، و قد خسر في المعالجة قيمة عشرين صندلا .