الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:١٩ مساءً

صارع صراعك

جمال أنعم
الثلاثاء ، ٢٣ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١٠:٥٩ صباحاً
تحتاج لأن تصارع صراعك في كثير من الاحيان ..
قد نصير صرعى صراعاتنا اللاواعية وغير العادلة وفي خضم الصراع قد ننسى لماذا نصارع ومن نصارع وكيف واين ومتى؟؟؟ أسئلة الوجود الكبرى كل صراع لا يجيب عنها هو صراع مجانين .
وأسوأ الصراعات تلك التي تفقدك جوهرك وتصير إدمانا مدمرا تضيع فيها الوجهة والهدف وتنتفي منها القيمة والمعنى
احيانا نترك للصراع مصائرنا وأقدارنا وندع للخصومة والعداوات والأعداء مهمة تعيين وتحديد المعركة ونسلم قيادنا للحروب الرعناء على طول الخط .
وقد يأسرنا الصراع بشخوصه وأدواته واساليبه وشروطه المكانية والزمانية وحساباته .
وقد يأسرنا الخصوم لطول الصراع معهم .
فيغدون هم شرط القوة والضعف وشرط الحضور والغياب نقوى ما داموا أقوياء ونضعف ونسقط بسقوطهم وتهاويهم ونغيب متى غربوا .
ثمة صراع اكبر مكسب أن لا تخوضه وثمة معارك واجبة الترحيل والتأجيل وثمة خصوم ينبغي عدم الاستجابة لمنازلتهم بالسهولة التي يأملونها وثمة تحديات يتوجب مواجهتها الان وأخرى غداً ومنها ما تقتضي الترك والإهمال ومنها ما يمكن ان نواجهه نحن ومنها ما يمكن تركه لسوانا ومنها ما يمكن تركه للزمن والواقع ومنها ما يمكن معالجته بالرفق واللين والفطنة .
مشكلتنا اننا نقوم غالبا بتجميع كل شيء دفعة واحدة في حلبة واحدة امامنا وربما كانت المرحلة تقتضي تفتيت القوى المضادة وتطوير اساليب المواجهة ووضع الاستراتيجيات المناسبة وتحديد الأولويات والمهام وتصنيف القضايا والعداوات والخصوم وبذل الطاقة بالقدر المطلوب للتخلص والتجاوز والتركيز على فعل المقاومة وعدم تبديد الجهد فيما هو ثانوي وهامشي وغير ذي بال .
ادارة الصراع عمل مهم وخطير يبدأ من داخل العقل والروح بعقلنة الصراع وأنسنته وإعادة تأطيره ضمن القيمة والمعنى وتفكيكه والتعامل معه بوعي ومحاذرة وبروح سامية لا تصارع كي تصرع ذاتها .

* من حائطه على الفيس بوك