الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٥ مساءً

من أجل استقرار اليمن

رأي البيان
الاربعاء ، ٢٤ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١٠:٣٥ صباحاً
غداة إعلان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن مسودة الدستور الجديد ماثلة الآن للمراجعة، وستكون جاهزة خلال أيام، هزت انفجارات عنيفة صباح أمس، أحياء متفرقة من العاصمة صنعاء، وكأنها رسالة دموية من المتطرفين رداً على بوادر الوفاق الداخلي اليمني، ومحاولة لعرقلة إحدى أهم خطوات انتقال السلطة، بما يبقي البلاد في دوامة من العنف وعدم الاستقرار.

مسودة الدستور، التي تأتي تنفيذاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل، ووفقاً لمقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ستكون مقدمة للانتخابات البرلمانية اليمنية في العاصمة الاتحادية والأقاليم، بعد طرح الدستور للاستفتاء، ما يعتبر خطوة جيدة وحتمية في طريق إتمام عملية الانتقال السلمي للسلطة، التي طال انتظارها، استناداً إلى العدالة والحرية والمساواة، وضمان الحقوق العامة في دول اتحادية قوامها ستة أقاليم متجانسة اجتماعياً وثقافياً وبيئياً، بما يكرس الأمن والاستقرار المنشود في البلاد، ويعزز أداء مختلف أجهزة الدولة.

إلا أن الهجمات المتتالية، التي عادة ما تنسب إلى تنظيم القاعدة الإرهابي، تأتي لتعكر صفو أجواء الوفاق اليمني، لتكون عقبة أمام تحقيق أماني وطموحات وآمال هذا الشعب، الذي ينشد منذ أعوام العيش في أمن واستقرار ورخاء، لأنها تستهدف نسف هيبة الدولة ومؤسساتها العسكرية والسياسية والدستورية، بما يبقي صفحة الخلافات والتناحر والصراعات وكذلك الفوضى مفتوحة.

في ظل هذا المشهد المقلق، يبقى التأكيد على أن الطريق السوي للخروج الآمن من المحن والأزمات في اليمن هو التمسك بمخرجات الحوار الوطني، وتنفيذ بنوده كافة، والالتزام بتنفيذ وثيقة السلم والشراكة الوطنية، وبما يضمن المضي إلى الأمام وتحقيق النجاحات المطلوبة، وتعزيز مؤسسات الدولة لا سيما الأمنية والعسكرية، بما يمنح عناصرها القوة الكافية للتصدي للمتطرفين، وتقويض كل تحركاتهم التي ينجحون في تنفيذها في مناطق عدة من البلاد.