الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٧ مساءً

انتخابات تونس عقاب للترويكا !

أنور الحذيفي
السبت ، ٢٧ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ٠١:١٠ مساءً
بعد سيل الاحباطات التي جرفت احلامنا بمستقبل ظلينا ننشده لسنوات وضياع فرصة بناء الدولة التي تحقق العدالة لكل ابنائها وتفكك عرى الثورات وسقوط معاقلها واحد تلوى الاخر يتحتم اليوم على قوى الثورة في بلدان الربيع العربي ان تستجوب ذاتها وتحقق في عوامل الفشل بما في ذلك اعادة النضر في طبيعة العلاقة بين مكونات الثورة ذاتها.

ركنت قوى الثورة الى فكرة الحق في ما تحمله من مشروع واغفلت الاهتمام بالاطار الاجتماعي للقضايا والمشكلات السياسية غير قادرة على فهم حركة المجتمع، وماهية المحركات الرئيسية والمصدرية له ولأفراده.

التغير معناه ان يجد المواطن الدولة حاضرة في قسم الشرطة في المحكمة في المشفى في المدرسة في تامين حاجيته الاقتصادية لكن شيئا من هذا لم يحدث.

في تونس اسفرت نتائج الانتخابات الرئاسية في جولة الاعادة عن فوز مرشح نداء تونس الباجي قائد السبسي المحسوب على المنظومة القديمة ،على منافسه الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي المحسوب على قوى الثورة.


رغم ما يقال عن الملابسات التي صاحبة الحملة الانتخابية للسبسي الا ان هذا يبقى مجرد كلام من الصعب ان يسمح به في ظل وجود مجتمع مدني قوي يمثل راس حربة الى جانب الاحزاب السياسية في حماية الديمقراطية.

منحت المناطق الاشد فقرا في الجنوب التونسي خيارها الانتخابي للباجي قائد السبسي فيما بدا على انه عقاب للترويكا التي حكمت خلال الفترة الماضية وفشلت في ملامسة هموم المواطنين المعيشية.

اذ ان قراءة دقيقة في نتائج الانتخابات التونسية باعتبارها حدثا سياسيا يظهر بجلاء سيطرة تأثير الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية على سير نتائج الانتخابات في نسختها البرلمانية والرئاسية.

وهو ما يثبت ان الظواهر والاحداث السياسية لا يمكن تفسيرها دون الاخذ في الاعتبار الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي انبثقت منها هذه الظواهر.

اين تكن نتائج الانتخابات الا انه من المؤكد ان الشعب التونسي هو الفائز في الحفاظ على المسار الديمقراطي الذي انخرطت فيه البلاد.