الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:١١ صباحاً

مليشيات تغرد خارج التاريخ

أنور الأعور
الاثنين ، ٢٩ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١٢:٣٠ مساءً
من قمامة التأريخ طلت علينا جماعة متحذلقة مُلتحية في جوفها رِمال الصحراء ودسائس البغض والنفاق وعفن الكراهية واللؤم على الاسلام والمصيبة انها تدعي الاسلام , ظهرت تردد علينا كلمات وعبارات لم ينزل الله بها من سلطان ولم يقلها رسول الاسلام والسلام , تردد علينا عبارات : نحن احق الناس في الاسلام، نحن اختارنا الله وفضلنا عليكم ، نحن من غزاء اجدادنا ، نحن من ورث الرسول الكريم وهو جدنا (نحن اصحاب الحق الالهي في الارض )!!

اعتقادهم بأنهم على الدين الصحيح لانهم فقط من نسل رسول الله هي حماقة لا أكثر نتيجة الخروج عن الفطرة و الوعي المُطلّق الذي يزرعه ابائهم واجدادهم في أذهانهم منذ الصغر . يتتبعوا مناهج لا يعلمون مدى مصداقيتها و شرعيتها , ويتفادو التفكير وإجهاد العقل بما هو مُبّهم , قيدوا عُقولهم وأسروها "بباستيلات "الاعراف والعادات غير واضحة المعالم الذي توارثوها عن طريق اجادهم ..!!
ان من المؤسف ان نفهم الدين بشكل الذي تمثله هذه الجماعات الاجرامية، فما تعكسه مفاهيم تلك المليشيا أن الدين الاسلامي هو دين الخوف والرعب والقتل والتهجير والتكفير والتدمير وانتهاك حرمات الغير... بل وكأنهم حيوانات مستوحشه أتت من البراري التي لم يحظوا حتى بسماع صوت خرير الانهار وهديل الحمام وزقزقة العصافير على غصون الاشجار كباقي الحيوانات المتوحشة التي تستوطن الغابات , أتى متبجحاً شاهرا سيفه وبكل قواه ليلتهم كل شيء امامه لم يسمع بمعنى الانسانية ولا الطفولة ولا العار ولا الكرامة ,إذا دخل قريه يسكنها جماعة من الناس جعلها قرية مستوطنه للأشباح لم يترك فيهم أحداً الا وقتلة او صوبة او فجر بيته ولن يسلم منه الا من ترك بيته وهاجر بعيداً عن قريته وموطنه أو من ضاجع أفكاره الوحشة المنحرفة وخضع لعبوديته .

يفتون مرة بالقتل ومرة أخرى بزواج المتعة ومرة أخرى بالفساد و سرقة المعسكرات والاموال العامة ونهب بيوت الناس باعتبارها غنيمة حرب ,ثم يدّعون أنهم من أهل البيت وأنهم اصحاب الحق الإلهي " قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )) سورة البقرة - الآية 93.

يقطعون رؤوس الناس, يمثلون بالجثث كما فعلوا ذلك بجثث الجنود في منطقة شملان اثناء اجتياحهم للعاصمة صنعاء ,يعتدون على من اختلف عنهم في الفكر والاعتقاد ,ثم يدّعون أن الله ورسوله أمرهم بهذا .. وأنهم اصحاب المسيرة القرآنية (( وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)) سورة الأعراف – الآية 28 .

ها هم يفجرون بيوت الله ومراكز تعليم القرآن الكريم, يقتلون حفظة القرآن وهم عن الله جاهلون وها هم في القرآن كافرون, فلا تغركم عمائمهم تلك, ولا تصدقوا أن الإسلام هو ما بدا منهم.

نفتح التلفاز لنرى المجازر والمذابح يوميا ، والقتلى يسقطون هنا وهناك بالعشرات ، وكل ذلك باسم المسيرة القرآنية الاولى مدرع ، ومع التكبير دائما بالموت لأمريكا والموت للإسرائيل، ألهذه الدرجة هو سفاح رب هؤلاء ونبيهم ؟!، ألهذه الدرجة ربهم ورسوله متعطش للدماء الأبرياء والاطفال ؟

ربهم هذا هو ليس ربي وانا كافر بهذا الرب الذي يعبدون من دون الله، و أقولها بأعلى صوت أنكم لستم مسلمون .

سأعلنها وأقولها بأعلى صوت أني كفرت بربكم الجائع الي لحومنا , كفرت بربكم المزمجر في وجوه اطفالنا ,كفرت بربكم الدي تعبدون من دون الله .

إن الكفار هم الذين يخرجون على الله في سلوكهم، وليسوا الذين يبحثون عنه بأفكارهم وفي تاريخ اجادهم حتى و لو لم يهتدوا إليه."
فكّروا في الله قبل أن تفكروا في عصبياتكم وسلالاتكم ومناهجكم واسيادكم وأنانياتكم ،فكروا في انسانيتكم قبل الانسان ، لأن الكل سوف يقف أمام الله ليجادل كل واحد عن نفسه, لن تنفعكم شفاعة رسول الله من عذاب الله فالله ورسوله أعدل من ان يشفعوا للقتلة الأطفال والنساء وتجار الدماء .

حرروا عقولكم واكتشفوا لذة الحرية وخصوصا لذة حرية الفكر.

الاستخفاف بالعقول هو أن يتوقف بنا الزمن ونتناقش فيمن كان أحق بالحكم "علي أم عمر" بعد أربعة عشر قرناً.

أما آن لنا أن نتعلم أن الله هو السلام المؤمن ، ورسوله بشير الإسلام وحامل راية السلام والأمان والايمان وأننا نستطيع أن نعبد الله ونسعى اليه بنفس الطريق التي سلكها محمد أبن عبدالله، بعيدا عن تعاليم وأحكام اسيادكم ممن حرفوا الدين ونقلوا الكلام من غير مواضعه .

الله سبحانه وتعالى يبحث عن أي سبب ليغفر لنا ويرحمنا, وانتم يامن تتحدثون بإسمه تبحثون عن أي سبب لتكفرونا وتخرجوننا من رحمته.

لا تحتفلوا بمولد الرسول بل احتفلوا بتحقيق أهدافه وغايته وتطبيق شريعته واعماله والله إن رسول الله لبريء مما يقولون ..!!

ايها المراؤون .. توقفوا في دفاعكم عن الله ورسوله وآل بيته بانتهاك حرمات الله والتجريح في بيت أطهر خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم والطعن في صحابة رسول الله الاخيار ..

دافعوا عن الانسان وانتصروا للإنسانية كي يتمكن الانسان من التعرف الى الله ورسوله .