الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٤ صباحاً

2014 لن ابكيك ما حييت ؟!

معاذ الجلال
الاربعاء ، ٣١ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٣:٢٠ مساءً
انقضى عام 2014 بكل أفراحه ، وأتراحه ، وآلامه ، وأحزانه ، ومصائبة ، ومآسيه.. انقضى بكل مساوئه ، ومحاسنه ، وسيئاته ، وحسناته ان كانت له حسنات أصلا" .. انقضى والشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه يحلف بالله صادقا ليس حانثاً ولا كاذبا أنه أسوأ عام مرّ عليه .. كيف لا ، وفيه تلاشت دوله بكل عدتها وعتادها ، ومؤسساتها ، وأجهزتها العسكرية ، والاستخباراتية ، والأمنية ، والمدنية بشكل غامض لا يعرف الشعب سر هذا التلاشي إلى اليوم ، كيف لا وفيه خرج سكان الكهوف والجبال شعثا غبرا ليلتهموا دولة بكل مقوماتها ، التهموا القصور والدور ، ونهشوا اللحوم ، وشربوا الدماء ، وأكلوا اﻷخضر واليابس ، كيف لا وفيه صار للجهل أتباع وصار ﻷتباعه صولات ، وجولات ، ومكاتب ، ونقاط تفتيش والأمر من ذلك صار لهم لجان تدعي أنها ثوريه تحارب الفساد ، وهم من يبكي الفساد من إفسادهم ، كيف لا ومن يفجر المساجد والمدارس ويقتل المعلم هو من يكرم المتفوقين في الثانويه العامة ، كيف لا والقتل حسب الهوية واقتحام المنازل حسب الانتماء وحتى غرف النوم الخاصة لم تسلم منهم ، التقطوا فيها صورا للذكرى وبقدره قادر رحلت ملابس النوم الخاصة جهارا" نهارا" من صنعاء الى مملكة صعده ، كيف لا والمساكن لم يعد لها حرمة ، والمساجد لم يعد لها وقار ، والجامعات لم يعد لها عصمة ، كيف لا ومن يعصون الله ورسوله ويقتلون النفس التي حرم الله ويكذبون كما يتنفسون يحتفلون بميلاد خير خلق الله الرحمه المهداة ، من جاء بالدين والخُلق العظيم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، كيف لا والموت ﻷمريكا والقتيل يمني من رداع ، والموت لإسرائيل والتفجير في الرضمة ، واللعنة على اليهود والإقتحامات في الحصبة ، والنصر للإسلام والقاتل مسلم من صعدة والمقتول مسلم من إب ، كيف لا وأنصار الرب يقتصون لمظلمة يدّعونها حدثت قبل 1400سنة ليس للشعب اليمني كااافه فيها ناقة ولا جمل ، كيف لا يكون أسوأ عام وأغلب الوجوه القبيحة قد اعتلت المشهد اليمني وصارت هي الآمره الناهيه وصار أنصارها أبو فلان وأبو علان هم أنصار الرب يقتلون بإسمه ، ويذبحون بإسمه ، ويفجرون بإسمه ، ويأسرون ويهجرون ويتملكون بإسمه .. كيف لا يكون أسوأ عام ودراجات الموت في كل أزقة العاصمة وبقية المدن تخطف اﻷنفاس الزكية الطاهرة بلا حسيب أو رقيب .. كيف لا يكون أسوأ عام وفيه اليمنيون يرحلون عن الوطن فرادا وجماعات ، ضاق بهم وطن كبيييير واتسعهم منفى ضيق ، كيف لا يكون أسوأ عام ورئيسه لا شكر له فقد كان جزء من مآسي هذا العام رئيس يعيش في سبات عميق ، لا يعرف ماذا يدور من حوله وأنا أجزم أنه يعرف ويريد أن ينتقم من شعب ثار نصف ثورة على نظام هو ركن من أركانه ، وظن الشعب بأن هذا النظام صار بائدا وقد انتهى .. كيف لا يكون أسوأ عام على اﻹطلاق وقد اختلط الحابل بالنابل ، وصار وضع البلد يحيّر اللبيب ، ويتوه فيه الفهيم ، ويعجز عن وصفه العاقل ، وبالمعنى العامي ( يجنن بالذي مايجنن ) ..
( 2014 ) ، بالرغم من فرحتي الغامرة جدا بقدوم توأمي ( همس ، ومحمد ) إلا أنني لم أحبك البته ، ولن أحبك ولن أبكيك أبدا" بل سأبكي حال من فقدناهم ومن حصدتهم آلة الموت ، واختطفتهم أيادي الغدر والخيانة والعبث ، سأبكي حال وطن تبخر ، وأحلام وئدت في المهد ، وأمنيات اغتيلت ، ودور علم وعباده فجرت ، ومساكن نسفت وأُسر شردت ، وأعراض انتهكت ودماء سفكت على قارعة الطريق وبكل برووود .. 2014 والله لن أبكيك أبدا" بل سأبكي حال زوجة ترملت ، وأطفال صغار يُتموا ، وأم كبيره طاعنة في السن فُجعت ، وشيخ كبير عيناه من الحزن والكمد دمعت ، وأخت من الحسرة واﻷلم ماتت .. 2014 لن أبكيك وأقسم اني لن أعترف ما حيت بأي حزب أو جماعة أو أنصار أو فئة أو طائفة كانت السبب في كل هذا اﻷلم ، والوجع ، والقهر ، والتشرد ، والتشرذم ، والتخلف الذي حصل فيك .. اقسم اني لن أعترف بهم حتى لو يفتحون بيت المقدس ويصلون الفجر فيه رغم أن بيت المقدس ليس من مخططاتهم.

مرحبا 2015 أهلا" وسهلا" بعام جديد من أعوام العمر المعدود .. أنا متفائل " كعادتي فأرجوك نريد أن نبتسم ، نريد أن نضحك ، نريد أن نعييييش فاهدنا الفرح والحب والسلام والوئام يكفينا ما مضى فمآسي العام الذي سبقك كافيه ﻹن تدمي قلوبنا مدى الحياااااة