السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٤ مساءً

تتجمد الدماء ولا يتجمد الأمل ..!!

عارف أبو حاتم
الثلاثاء ، ٠٦ يناير ٢٠١٥ الساعة ١٢:٣٠ مساءً
لست متأكداً إذا كان الإعلام قد اعتدل أم لازال يتعامل مع الشعب بوصاية وأبوية.. فالحقيقة في وسائل الإعلام لها أكثر من وجه، وكل وسيلة تدعي صدقية ما تقول.

إلى فترة قريبة كان الإعلام الرسمي يخفي على الناس حقيقة درجة الحرارة في فصل الشتاء، فإذا كانت درجة الحرارة في المحافظات الجبلية المرتفعة 5 درجات تحت الصفر خرج الإعلام يقول أنها واحد تحت الصفر، ويبرر كذبته بالخوف على المواطنين من الهلع، بدلاً من توعيتهم وإرشادهم لطرق التدفئة الصحية.

هذا الأسبوع قال مركز الإرصاد الجوي إن درجة الحرارة في المحافظات الجبلية تتراوح بين 4-6 دراجات تحت الصفر، ما يعني أننا سنشهد حالات وفاة بين الأهالي إما بسبب التدفئة الخاطئة، أو بسبب قسوة البرد خاصة لأولئك الذين شردتهم الحروب وأخرجتهم من ديارهم، إلى بطون الأودية وسهول الجبال ينتظرون ما تجود به أيادي إخوانهم أو ما ستهبه منظمات الإغاثة.

تكاد تتجمد دماء الفقراء في عروقهم، لكن لا يتجمد الأمل في نفوسهم، فلهم أخوة وأنصار وأحباب يتحسسون أوجاعهم ويلتفتون إليهم في شدة ورخاء، ولا يزال الخير معقوداً بنواصي اليمنيين حتى ينقطع النفس، فهم أهل لكل بر وإحسان، ولا يمكن لشخص أن يختبئ تحت ملبوسات فاخرة ويلتحف بأفخر الأغطية وهو يعلم أن هناك إنساناً ما ليس له ما يقيه قسوة الشتاء.

لقد مارست مؤسسات الدولة سابقاً أدواراً سلبية للغاية تجاه المواطنين وأقلها أكل أموال المساعدات القادمة باسمهم، لكن ذلك لا يعني التعويل على الدولة ومؤسساتها، وترك الفقراء والمساكين ينتظرون الفتات متى سيتنزل عليهم، بل يجب التواصي فيما بيننا وأن نلتفت إلى كل ضعيف ومحتاج، وإلى كل عزيز يخجل أن يقول: احتاج عونكم.

" الجمهورية نت "