الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:١٤ مساءً

يحدث في اليمن

أحمد الضحياني
الخميس ، ٠٨ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٢:٤٧ مساءً
يصدر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، قرارات باعتبار ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف الطلاب في كلية الشرطة شهداء وضمان راتب لهم. وهذا ينال من الضحية ويهين كرامة شعب، فالدور الذي يجب أن يقوم به هادي، كمسؤول أول، معرفة الجاني وتقديمه للعدالة. ليس للأرواح ثمن. هادي والحوثيون يتحملون المسؤولية الكاملة لما يحدث في اليمن.

لم تنغص هذه الحادثة والجريمة الإرهابية، التي ارتفع ضحاياها إلى 33 شهيداً و65 جريحاً، هادي الذي بدا منتشياً، يتسلم مسودة الدستور الذي انتهك كل مواده، وأفرغها من كل مضمونها. إنه يصطاد في الماء العكر، لم يعد هناك أي فرق بينه وبين مليشيات الحوثي، فيما يتعلق بالإجهاز على الدولة، وإرهاق الشعب في جرائم وصراعات وفوضى أمنية خلاقة. يشعر بالخيانة كل يمني شريف، أراد الوصول باليمن إلى كيان "مشروع الدولة" و"دولة المشروع"، حيث مليشيا استهدفت الأمل والطموح فينا، قبل أن تستهدف مقدرات دولتنا لتقتلنا وتفجر منازلنا ومساجدنا.

سيذكر التاريخ رئيساً سلم دولة لمليشيا تقتل شعبه. سنتان فقط عرفناه رجلاً لا يرتاح إلا عندما يستخدم الآخرين للدغ شعب بأكمله. كنا نعلم، ونحن في زخم الثورة التي أوصله فعلها السياسي إلى كرسي الرئاسة، أنه ضعيف يستهويه الظل دائماً، فقد أمضى 18 عاماً بجانب المخلوع علي عبد الله صالح، لم يبد موقفاً تجاه ما يحدث من ظلم في الجنوب، عوضاً عن أن يكون مسهلاً لتخفيف الظلم عنهم. تنبأنا بضعفه سريعاً، ونحن في الساحات وأيدينا المتشابكة ترسم معالم وطن عنوانه القوة. لكن، لم نتوقع أن يولي ظهره لشعب منحه الثقة، وشد من أزره، ليصنع قراراً وطنيّاً خالصاً، من دون أن يستجدي المخلوع، أو يتصل بسفراء الدول العشر.

في عهده، أُهين الجيش، وفقد شرفه العسكري. في عهده، قتل 7000 من اليمنيين في عام واحد. في عهده، احتلت مليشيا الحوثي مؤسسات الدولة، ونزعت سلاح الجيش. في عهده تمت تصفية الشرفاء من أمثال العميد حميد القشيبي وغيره. في عهده، نزعت أهداف الثورة من ترويسة صحيفة الثورة، وأصبحت المليشيا هي من تدير خطابك الإعلامي والسياسي. أنت وحلفاؤك الجدد من يتحمل مسؤولية ما يحدث في اليمن الآن.

مفازة الدستور التي تريد تمريرها كما تريد لن تمر إلا بما يريده اليمنيون. ورقة تقسيم اليمن التي تلوح بها روتين قديم يفهمه الجميع. وأي أوراق أخرى، تزيد الفوضى والعنف والتفجيرات التي تطال الأبرياء من اليمنيين، لفرض واقع جديد تريد تمريره، أنت ومليشيات الحوثي المسؤولون عنه.

"العربي الجديد"