لا شيء يبدو مسراً... كل شيء جميل ينحسر لصالح القبائح التي تتمدد من حولنا لتخلق فيك موجة من الاضطراب والخوف من غرق البلاد في دوامة من العنف المميت ، تتضاءل فرص الحياة امامك مع انتعاش الموت الذي اصبح يتخطف الناس من حولك ،ليغدو ووقوفك المرتعش على رصيف الحياة انجازاً.
نماذج الموت في الشام والعراق هي من تسيطر علي ذاكرتك الان، تتعاظم خسائرك وانت تتلفت ملهوفا يمنةً ويسرة مع رؤية كيانك يتدحرج ككرة ثلج الى جحيم العنف غير قادر على الناي به عن هذا المصير المفجع .
يبدو العنف نتيجة طبيعية لتغول المليشيات على حساب الدولة لكنه في المحصلة النهائية ايضاً انعكاسا طبيعياً لحالة الفشل الاخلاقي والاجتماعي الذي تتسع مساحته يومياً بيننا دون ان نتمكن من التقاط الفرصة لملمة خيباتنا بغية التضييق عليه.
فزع الفرنسيون الى قائدهم اولاند فكان حاضراً في المشهد يطبب جراحاتهم ظهر وكأنه قائداُ ثوري توعد بإلحاق الهزيمة بالقتلة والمجرمين وتقديمهم للعدالة ،وعلي النقيض تماماً كان هادي في هذا الوقت لايزال يغطو في نومه ولم يوقظه الانفجار المرعب الذي استهدف طلاب كلية الشرطة .
كان الفرنسيون يلوذون بأولاند بينما كنت تقف وحيداً على رصيف الذهول تلوذ بروحك المرتجفة بين ضلوعك والمفجوعة بفقدان صديق او حبيب كان يوماً ما قريباً الى قلبك وامام خيبات المقارنة المضنية هذه لا يمكنك الا ان تتمسك بأملٍ قد يبدو ساذجاً إلا انه لا حيلة لك غير
