الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١١ صباحاً

كأس ودمع!

عباس القاضي
الأحد ، ١١ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٣:٢٣ مساءً
قبل عام من قيام الوحدة المباركة اي عام 89 ،،، كنت بزيارة لعدن ،،، ولاشك أن الساحل الذهبي ( جولدمور) كان قبلة الزائرين القادمين من الشمال ،،، فقد كانوا يتواصون بزيارته .

وفي النادي هناك ،،، جلست مع رفيقي بالقرب من طاولة فيها ثلاثة يحتسون الخمر ،،، كنت متشوقا لسماعهم ،،،واهتماماتهم ،،، فابتعدت عن طاولتي بعض الشيء لأسترق السمع ،،، وفجأة أنسكب كأسا بجانب أحدهم ،،، فقال أحدهم : أووووه خسارة ،،، رد عليه صاحب الكأس المهروق : ايش من خسارة ؟ العن عاره ،،، وأردف : إيش من خسارة ،،، هل هو ماء زمزم .؟

فقلت في نفسي عجيب لذلك الاستدعاء الغريب في هذا الزمان والمكان ،،،واصلت التصنت وواصلوا الحديث ،، خاطبه الآخر : هل زرت بيت الله الحرام ؟ رد عليه : لا والله ،،، ثم غير من نبرة صوته ،،، افكر بالزيارة ،،، لكنني مش عارف كيف باستطيع أن أتحمل جسدي وأنا أشاهد الكعبة بيت الله الحرام ،،، وبكى بكاء محرقا والكأس بيده ،،، حتى أبكاني .

وقد رأيت رفيقيه يدلفون الكأس وعيونهم تفيض من الدمع .

وقبل أشهر ،،،رأيت غيرهم يحزون رقاب مسلمين وهم يضحكون .