السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٣ مساءً

تعاون كل الأطراف ضرورة لاستقرار اليمن

صحيفة عمان
السبت ، ١٧ يناير ٢٠١٥ الساعة ١٠:٣٩ صباحاً
بالرغم من الأحداث والتطورات الكثيرة والمتتابعة، التي تشهدها المنطقة، والعالم من حولها أيضا، إلا أنه يمكن القول أن التطورات في الجمهورية اليمنية الشقيقة باتت تفرض نفسها، على نحو واضح، وربما أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، من ناحية، وتلك التي صدرت عن قوى يمنية مختلفة من ناحية ثانية.وإذا كانت الحكومة اليمنية برئاسة خالد بلحاح تسعى جاهدة من أجل القيام بدورها، ومحاولة شق طريقها، في ظل محاولات متعددة لتعويقها أو إثارة العقبات في طريقها بشكل أو بآخر، فانه من الأهمية بمكان التأكيد على حقيقتين أساسيتين، أولهما أن الجمهورية اليمنية الشقيقة تتمتع بالكثير من الأهمية، ليس فقط بحكم موقعها الاستراتيجي بالغ الأهمية، وبقدرتها على التأثير في محيطها، ولكن أيضا بحكم ما يتوفر لها من قدرات وإمكانات وعلاقات طيبة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومع مختلف القوى والأطراف الإقليمية والدولية، وعلى نحو يهيئ المجال لأن تكون الجمهورية اليمنية قوة وطاقة مضافة لصالحها ولصالح المنطقة من حولها أيضا. ومن المؤكد أن كل الأطراف المعنية تدرك إبعاد هذه الأهمية .

أما الحقيقة الثانية فإنها تتمثل في أن الجمهورية اليمنية الشقيقة، استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية أن تضع نفسها على الطريق الصحيح عبر الحوار الوطني، الذي شمل كل الأطراف اليمنية في الواقع، والذي استطاع، وبدعم من جانب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية – عبر المبادرة الخليجية – من تجاوز الكثير من العراقيل، حيث تم طرح ومناقشة مختلف القضايا التي تهم الأشقاء في اليمن، ومن ثم تمخض الحوار اليمني عن مخرجات ونتائج للانتقال باليمن الى حيث يتطلع الأشقاء اليمنيين.

ثم جاء اتفاق السلم والشراكة، الذي وقعته كل الأطراف اليمنية أيضا في سبتمبر الماضي، وفي حضور الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وممثل الأمم المتحدة جمال بنعمر، ليكون إطارا للتحرك لمتابعة الانتقال باليمن الى حالة من الاستقرار تمكنه من التركيز وحشد الطاقات لمواجهة آثار الفترة الماضية واستحقاق التنمية في مختلف المجالات.

وإذا كان التقاء وتفاهم وتوافق كل الأطراف والقوى اليمنية، هو مفتاح النجاح، سواء فيما يتصل بالحوار الوطني، أو ما يتصل باتفاق السلم والشراكة، فانه من المهم والضروري أن يتم بذل الجهود الصادقة والمخلصة من أجل استخدام مفتاح النجاح ذاته لإخراج اليمن من الوضع الراهن، واستئناف العمل والتوافق والالتقاء والتعاون بين كل الأطراف اليمنية، وعلى أرضية الاتفاق على المصالح الوطنية اليمنية العليا.

وبقدر أهمية ذلك لحاضر ومستقبل اليمن، شعبا ودولة ومجتمعا، في الحاضر والمستقبل، فانه مهم كذلك للمنطقة ككل من حوله، بل وللعالم الأوسع كذلك، ومن ثم فانه من المأمول أن تتعاون كل الأطراف والقوى اليمنية والإقليمية والدولية المعنية لوضع اليمن على الطريق الصحيح وبما يخدم مصالحه في الحاضر والمستقبل.