الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٧ مساءً

ماذا وراء هذا الاختطاف المشين؟

ياسين التميمي
السبت ، ١٧ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٤:١٤ مساءً
عملية اختطاف الدكتور بن مبارك في وسط العاصمة، تشكل نقطة مفصلية في العلاقة الهشة القائمة بين الرئيس والحوثيين، بين الدولة الافتراضية والدولة الواقعية، بين الحقيقة السافرة، وحالة النفاق السياسي التي تتصدر واجهة المشهد وتهيمن على موقف الرعاة الدوليين للتسوية السياسية في اليمن.. ترى ماذا سيقول هؤلاء الرعاة الذين يقفون بكل قوة وراء ما حصل في اليمن، وكان على رأس ذلك سقوط صنعاء.

لم يبق إلا الرئيس، لم يختطف، وحتى حراسته على كثرتها العددية لا تكفي لتوفير حماية تُبقيه رئيساً في صنعاء لفترة طويلة، إذا ما اندلعت حرب تصفية لإرث الشراكة الوطنية، وتسيَّد منطقُ فرض الدولة الطائفية.. لم يُبق الخاطفون شيئاً يمكن ادخاره لاستمرار العلاقة بين الحوثيين والرئيس، على هذا النحو المثير للاشمئزاز.. أعرف أن بن مبارك مستهدف من النظام السابق، وقد يكون المسلحون من أتباع الرئيس المخلوع.. ولكن هذا لا يعفي الحوثيين من المسئولية فهم المسئولون أمنياً عن الذي يحدث في صنعاء ثم سنرى طبيعة ردة فعل الحوثيين لنحكم هل كانوا هم الفاعلين، أم هم الغطاء أم أنهم على الضد من عملية الاختطاف المشينة هذه.

ما يجب أن نلفت إليه أن ما وقع اليوم، يذكرنا بالأحداث التي شهدتها البلاد وكان على رأسها الحرب الدائرة في الجوف وفي منطقة الحدود المشتركة مع محافظة مأرب، كان الجميع ينظر إلى نتائج تلك المعركة للحكم على من سيفرض رايه في صنعاء،لكن الذي حدث هو أن الرئيس سلم صنعاء بإيعاز من المجتمع الدولي عندما فشل الحوثيون في حسم معركة مأرب.

اليوم يبدو أن الحوثيين لم يعودوا يراهنون على الانتصار في مأرب ولهذا قرروا الحسم في الميدان الأسهل صنعاء.

وعلى الرغم من أن بن مبارك ليس شخصية وطنية ثقيلة الوزن ولكنه مسئول كبير، وينتمي إلى المحافظات الجنوبية، وهنا يمكن الحديث أيضاً عن مسمار جديد يُدقُّ في نعش الوحدة اليمنية.