الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١٢ صباحاً

تعداد المطبات!

محمد حمود الفقيه
الثلاثاء ، ٢٠ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٢:١٥ مساءً

المراقب لنمو وتنمية المصالح والمنافع في بلادنا ، يجد أن مؤشر عملية سيرها يسير في اتجاهات متدنية سنة تلو أخرى ، إلا "المطبات" فقد لوحظ في السنوات الأخيرة انتشارها بشكل "مروع" وبعدد يتزايد يوماً بعد يوم ، والجدير ذكره هنا ان صناعة المطبات يتم وفقاً للحاجة المزاجية وليس طبقاً لقوانين السير في بلادنا ! حيث يجد المارون في شبكة الطرق المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية رئيسية كانت أو فرعيه مطبات بأعداد قياسية غير مسبوقة ، فبائع الجزر على قارعة الطريق أمامه مطب تم إنشائه ليتوقف المارة على الأقل لينظروا إلى هذا البائع حتى ولو لم يشترون منه الجزر ! وقياساً على ذلك صاحب البطاطا والطماطم وغيرها من السلع التي استغل أصحابها قارعة الطريق ملاذاً آمناً لبيعها .
لا يختلف اثنان على ان هناك أماكن موجبة لوضع مطبات في الطريق ، في مداخل المدن والقرى
وأمام المدارس والأسواق العامة ، لكن ما يعرفه الكثير ان مثل هذه المطبات توضع تحت إشراف إدارة البلديات والسير ، وبأحجام مناسبة كي لا تؤثر على السيارات التي دائماً ما تمر من فوقها ، وتكون وضيفتها هنا الحفاظ على الارواح وتنظيم وتهدئة السير والحيلولة دون وقوع الحوادث التي تزهق الارواح والممتلكات ، لكننا نجد في بلادنا غير ما هو مألوف عند غيرنا من البلدان ، فقد أدى انتشار المطبات وشكلها إلى إتلاف المركبات المختلفة والتي يتحمل أصحابها عبء ما تسببه هذه المطبات، والجدير بالذكر ايظاً ان كثير من هذه المطبات قد تسببت بوقوع حوادث لا طائل من ورائها وأزهقت بسببها أعداداً كبيرة من الأنفس والأرواح وأتلاف الممتلكات .
ان المتأمل في شوارع المدن اليمنية ، يستحي ان يقبل بوضع مطبات في تلكم الشوارع ، نظراً لان شوارعنا تمتاز بكثرة الحفريات التي تسببها الأمطار وسببتها مواصفات الشق والرص لهذه الشوارع التي غالباً ما تمتاز بالجودة العالية خصوصاً عندما يكون الإنتاج وطني بامتياز !!!

وطالما نجد غياب السلطة والمسؤولية عن كثير من المؤسسات الخدمية للمواطن اليمني ، فان عدم وجودها في الشوارع والطرقات قد ظهر جلياً وعلم به القاصي والداني ، وبالتالي فإننا كمواطنين اعتدنا على ان لا لوم على السلطة خصوصاً عندما يزداد إيماناً وكذلك إثبات التجارب المتلاحقة عن أفول الدولة اليمنية المرجوة سنة تلو أخرى ! لذلك نقترح على من يهمه أمرنا ان تتشكل هيئة جديدة تتبع وزارة الإسكان تعنى بتعداد هذه المطبات أسوة بتعداد السكان والمساكن والمنشئات ، وتضاف إلى برنامج التعداد العام ليصبح عنوانه وقتها (( التعداد العام للسكان والمساكن والمنشئات والمطبات )) ، وتصبح المطبات جزء من ثقافة المجتمع اليمني الكبير ....!