الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٠ مساءً

يا ريّس: حمارنا بلا سُبلة!!

عبد الملك شمسان
الخميس ، ٢٢ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠١:٠٥ مساءً
سألني صديق في المقيل بشأن الاتفاق بين الحوثيين والرئاسة وماذا حصل عليه الإصلاح من مكاسب مقابل ما حصل عليه الحوثي، وماذا حصل عليه بشأن الاعتداءات المستمرة على كوادره وناشطيه؟ وماذا سيكون نصيب المشترك من القرارات الرئاسية المرتقبة؟ فقلت له باختصار: المشترك حماره بلا سبلة!!

وهذه القصة الظريفة لهذا المثل لمن لا يعرفها:
قالوا إن لصا دخل السوق وقت الزحام، وهناك سرق شيئا من أحدهم وانطلق هاربا والرجل يركض وراءه. وفي طريقه وهو هارب أراد أحد اليهود أن يمسك به، فضربه السارق في وجهه وفقأ له إحدى عينيه، واستمر في الهرب.

ضاعف من اندفاعه في الهرب، وأثناء ذلك اصطدم بامرأة حبلى فأسقطت جنينها. فضاعف من سرعته، وبينما هو يركض وجد حمارا واقفا فأمسك بـ"سبلته" -أي بذيله- وشدها إليه بقوة ليتمكن من القفز إلى نقطة بعيدة، فانسلخت سبلة الحمار في يده.
ذهب الضحايا إلى القاضي بعد الإمساك بالرجل، وجرت المحاكمة على النحو التالي:
التفت القاضي نحو اليهودي وسأله عن شكواه، فشكا إليه أن اللص فقأ عينه، فحكم القاضي على اللص أن يفقأ العين الثانية لليهودي ويفقأ اليهودي عينا من عيونه بالمقابل، لأن عين المسلم باثنتين من عيون اليهودي!! ذهل الحاضرون وصاح اليهودي وهو يقول أتيت إليك وأنا مفقوء العين لتنصفني وإذا بك تريدني أن أخرج من عندك أعمي مفقوء الثنتين.. ظل اليهودي يصيح ويولول، ولكن دون جدوى.

راح القاضي يطلب الشخص الآخر ويسأله عن دعواه؟ فقال له إن اللص تسبب في إسقاط جنينه من بطن أمه، فحكم القاضي على زوجته بأن تمكن اللص من نفسها لتحمل منه بجنين بدلا عن الذي أسقطه!! صاح الناس من جديد محتجين لكن القاضي لم يعرهم اهتماما والتفت ينادي على الضحية الثالث وهو يقول: أين صاحب الحمار الذي انتزع السارق سبلته؟ وهنا نهض صاحب الحمار من بين الحاضرين وهو يرتعد من هول الأحكام السابقة، وراح يقول: أنا حماري بلا سبلة (أي ليس له أي ادعاء، فقد تذكر في تلك اللحظة أن حماره خلق بلا سبلة)!!
الحوثي اختطف أحمد بن مبارك -مدير مكتب الرئيس. وكل ما تم الاتفاق عليه هو الإفراج عن ابن مبارك. حسنا، وماذا عن جريمة الخطف، ومصادرة حرية إنسان، فضلا عن أن الرجل مسؤول كبير، فضلا عما في ذلك من إهانة للدولة والرئاسة، ومصادرة تلفونه والعبث بمحتوياته، وإلى آخر هذه التوصيفات والتفاصيل للجريمة!؟ لا شيء، فقط يتكرم الحوثي بالإفراج عن ابن مبارك، وعلى الأخ أحمد بن مبارك أن "يحمد الله ويحدف كلب" لأنه لم يطالَب بدفع قيمة العشاء والغداء الذي أكله لدى الحوثيين خلال فترة الخطف، ولم يطالب برد الاعتبار لمليشيات الحوثة بسبب تشويه سمعتها بخبر اختطافه!!

الحوثي أشعل حربا في العاصمة وسيطر على عدة مواقع، وترك عددا من القتلى والجرحى، واقتحم دار الرئاسة، ومنزل الرئيس، ونهب –حسب الشرق الأوسط- (300) دبابة، و(120) راجمة صواريخ، و(23) مضاد طيران، و(120) سيارة مدرعة. وكل ما تضمنه الاتفاق بعد هذا هو أن يسحب مليشياته من حوش منزل الرئيس وقصر الرئاسة والتبة المطلة عليها، ويا ليت أنه سيلتزم بهذا أساسا.

بعد هذا وصاحبي يسأل: ماذا حصل عليه الإصلاح مقابل ما تعرض عليه من عدوان، وماذا سيحصل عليه المشترك من قائمة قرارات التعيين الرئاسية المرتقبة؟
بالطبع لا شيء، وما دام عبدربه رئيس جمهورية، فأساساً الإصلاح والمشترك حمارهم بلا سبلة!!