الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٨ صباحاً

سقوط تحالف القبيلة والدولة وانهيارهما معاً

منى صفوان
السبت ، ٢٤ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠١:٠١ مساءً
كان الصراع في اليمن لعقود بين الدولة التي كانت ضعيفة وبين القبيلة التي كانت دولة داخل الدولة، وكان هناك تحالف غير معلن بينهما لبقاء الاولى في الواجهة الدولية امام العالم، مقابل الواجهه الاجتماعية للثانية .

غير ان احداث السنوات الاخيرة 2011-2015 أكدت هشاشة الدولة كمؤسسة عسكرية مركزية، وقوة اقتصادية، لكن شكل الدولة بقى متواجدا في حده الأدنى، مقابل اكتساح نفوذ القبيلة .. وسجل العام 2011بدء انهيار التحالف بين القبيلة والدولة، او من يمثلهما، وكان هذا يعني تغير خارطة الصراع بالقضاء على من يمثل الدولة لصالح من يمثل القبيلة .

حتى جاءت احداث الأشهر الاخيرة، واستهدفت القبيلة بشكل واضح، ولأول مرة يحدث اعادة تموضع داخل القبيلة اليمنية، "اكبر القبائل " فتقوى القبائل الصغيرة للانقضاض على راس القبيلة، وهو امر اطاح بالعرف الاجتماعي جانبا، بعد ان اطيح بقوة القانون، وهيبته المؤسسية وان كانت هيبة شكلية.

فسقط القانون والعرف معا، تحت اقدام الصراع القبلي- الايديولوجي، وبرزت قوى جديدة خارج إطار الدولة والقبيلة. أي خارج عرف القانون، ومشروعية العرف، قوى تفوض نفسها بقوة السلاح ، وتجدد خريطة الصراع في اليمن ، بطريقتها.
هذه القوى الجديدة، سمحت بتنامي قوة "العصابات القتالية " التي تتشكل ليس وفق مفاهيم وأعراف اجتماعية ، او قيم سياسية ، بل وفقا لمصالح انية بحتة.

فالعصابات القتالية ، التي قوضت رأس القبيلة، لا يجمعها عرف او عَصّب او قيم، بل مصلحة متمثلة بالقضاء على الخصم القبيلي ، وقد تكونت من أعضاء من داخل القبيلة نفسها ومن خارجها، جماعات لايجمع بينها الا الثار اللحظي . وان كانت مؤقتا تحت رأية الحوثيين ، لكنها ليست قوى حوثية أصيلة وكذلك القوى التي تتشكل مؤقتا تحت راية القاعدة ، التي تجد لها حاضنا شعبيا، وقبليا بسبب اجتثاث القبيلة، واقتلاع المؤسسة العسكرية، فتنتهز القاعدة الفرصة لتكون البديل المسلح او المقاومة الشعبية "تماماً كما حدث في العراق".
لكن النية التوسعية عند الطرف الابرز في الصراع، يعمل على إسقاط ما تبقى من شكل ديكوري للدولة، مقابل بقاء البديل غائبا ، وهذا لا يعني الا توسع رقعة العصابات القتالية ، اما تحت راية الحوثي او تحت رأية القاعدة .

وًاي شكل جديد للدولة ، سيكون اضعف وأقل قدرة على الحسم، وسيجبر ان يتبع احدى العصابات القتالية، ليبقى محايدا، وضعيفا، ويؤكد انتهاء عصر العرف و القبيلة في اليمن.
والافضع هو سيادة الحرب اللاخلاقية، وهو امر يحدث لأول مرة في تاريخ الصراع الدموي الذي كانت تحكمه قيم واعرف تعرف بثقافة السلاح ، تمنع انزلاق الوضع او عشوائية الحرب.