عيد الفطر في اليمن.. غارات الطائرات الأمريكية بدلا عن الألعاب النارية

قد يعجبك أيضا :

ن المخاوف الأمنية والآمال بانفراج الأزمة السياسية قضى اليمنيون عيدهم كمن حاله بين الخوف والرجاء .. وضع أمني هش فرضته حالة الإضطراب السياسي الذي تعيشه البلاد منذ بدء المرحلة الإنتقالية وتنازل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح عن السلطة مجبرا بفعل ثورة الشباب التي اندلعت في العام 2011 ألقى بظلاله على الأيام الأخيرة من شهر رمضان وخلال أيام عيد الفطر؛ ربما شعر اليمنيون خلال هذا العيد ببعض التحسن في وضع البلاد الأمني والسياسي، لكن هناك من جعل العيد مناسبة بنكهة البارود بفعل غارات الطائرات الأمريكية بدون طيار التي شنت على عدد من المناطق اليمنية مسجلة بذلك رقما قياسيا تجاوز العشر غارات خلال أسبوع، وهو رقم في عيد لم يسبق لليمنيين أن شهدوا مثيله، بل الأفدح من ذلك حضورها بقوه في خواطر السكان لتحتل مكان الألعاب النارية.

الوضع السياسي
معطيات عدة ربما قد تحسب في صالح إتجاه البلاد نحو الإستقرار السياسي من بينها تلك الزيارة الرسمية التي أجراها الرئيس الإنتقالي عبد ربه منصور هادي للولايات المتحدة والتقى خلالها الرئيس أوباما وكبار المسؤولين الاميركيين لبحث مستجدات الملف اليمني لدى واشنطن التي تعتبر من أكبر الفاعلين الخارجيين فيه تكللت الزيارة بالنجاح كما تحدثت بذلك المصادر الرسمية، إلى جانب زيارة أجراها هادي للسعودية عقب عودته من واشنطن والتي هي الأخرى لا يقل تأثيرها على الملف اليمني عن أميركا، وكلا الزيارتين التي اختتمت قبيل حلول العيد أثمرت كما قال هادي في جلب المزيد من الدعم السياسي والمالي لليمن.

داخليا بدا الشارع اليمني متفائلا بقرب إكتمال المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني من رسم ملامح الدولة اليمنية الحديثة رغم وجود بعض الإشكالات التي لا يعتقد أنها تؤثر على سير الحوار.

الوضع الأمني
رغم تنفيذ أجهزة الأمن اليمنية خطة خاصة لإحلال الأمن في العاصمة ومدن المحافظات منذ بدأ شهر رمضان، إلا أن صنعاء تفاجأت بموجة الرعب التي دشنتها أمريكا وعدد من الدول الأوروبية في العالمين العربي والإسلامي بإعلانها إغلاق سفاراتها ومقراتها الدبلوماسية في أكثر من 15 دولة من بينها اليمن قبل أسبوع من حلول إجازة العيد بمبرر وجود مخاوف من هجمات يشنها تنظيم القاعدة الأمر الذي قلل من شأنه المراقبون والمحللون المهتمون الذين اعتبروه لداوع أخرى وليس للمخاوف الأمنية، لكن الشاهد في الموضوع هو أن الإجراء الذي اتخذته الدول مع اعتباره شأنا داخليا إلا أنه أضر بمصالح الكثيرين خصوصا مع إقتراب إجازة العيد.

وتخلل إجازة العيد بعض الحوادث الأمنية مثل حالات الموت بالعبث بالسلاح والحوادث المرورية والغرق وأخرى بالصاعقة الرعدية بفعل الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة صنعاء ومحافظات.

الوضع الإقتصادي
كحال كل عيد يتحدى اليمنيون كل معاناتهم ويبذلون كل ما بوسعهم حتى لا يحرم أطفالهم وذويهم من فرحة العيد فاكتظت أسواق الملابس والمكسرات واللحوم بالمشتريين منذ بدء العد التنازلي للعيد متحدين بذلك انخفاض دخلهم مقابل إرتفاع الأسعار نسبيا عنها في العام الماضي وتبديد حكومة الوفاق لحلمهم في الحصول على راتب إضافي أو بما تعرف بـ" إكرامية رمضان"، وهو ما كان يشهدوه في بعض الأعوام من الحكومات السابقة.

المدن والمحافظات الأكثر إستقبالا لزوار العيد
إحتلت مدينة عدن رغم موجة الحر التي تشهدها إضافة إلى كثير من المحافظات الساحلية اليمنية إقبالا كبيرا من الزوار سواء المحليين أو من السياح الخليجيين الذين قدرت السلطات عددهم بنحو أربعة آلاف سائح، إحتلت بعدها محافظة إب الخضراء التي كانت هي الأخرى قبلة للزوار خلال العيد بسبب طبيعتها الخلابة ساهم في ذلك تزامن موسم العيد مع موسم حلول الأمطار الغزيرة عليها واعتدال مناخها، كما ان الملفت في عيد هذا العام أن العاصمة صنعاء لم تبدوا شبه خالية كحالها في أعياد الأعوام الماضية ربما لكون الأجواء فيها كانت جميلة إثر هطول الأمطار، وهو ما يعلل اكتظاظ الحدائق والمتنزهات فيها بالزائرين.

الخبر التالي : منسقية الثورة اليمنية تدعو الشعب للنزول إلى الشارع للتنديد بجرائم الانقلابين في مصر‎