هل ستصمد اليمن أمام الأمواج ( تقرير )

قد يعجبك أيضا :

�تأ أن تهدأ الأوضاع في اليمن؛ إلا ومشكلة أخرى "تنبت" وتثقل كاهل البد الذي بات مهدد بالتمزق والتفتت الطائفي والمناطقي، وعودة البلد الموحد إلى عهد السلطانات في الخمسينيات.

ولعل المسيرات الشبابية التي خرجت يوم 14 يناير، وما زالت مستمرة، تزيد أيضا من مأساوية البلاد التي تمكث على "رمضاء" من المشاكل يزيد الوضع تعقيدا، إضافة إلى ما تعيشه حاليا.

ويقول منظمي المظاهرات الذين أطلقوا عليها "حملة إنقاذ 14 يناير" لإسقاط حكومة " باسندوة" أنهم شبابا ثائرون على الأوضاع المأساوية التي وصلت إليها اليمن، من تردي الأوضاع المعيشية، والأمنية، واتساع رقعة الحرب الطائفية، والعنف التي تشهده المحافظات الجنوبية، وحملات الطائرات الأمريكية بدون طيار على مناطق عدة في اليمن، بحجة ضرب أعضاء في تنظيم القاعدة، انتهاكا صارخا للسيادة اليمنية.

اتهام صالح

واتهم اللقاء المشترك " تكتل أحزاب يمنية" الذي يسيطر على نصف مقاعد الحكومة حاليا، المتظاهرين بانتمائهم إلى حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، معتبرين أن صالح يقود ثورة مضادة قريبة إلى الثورة في مصر التي أطاحت بحكم الإخوان المسلمين فيها، وعرقلة مؤتمر الحوار الوطني.

نفي المؤتمر

ونفى المؤتمر الشعبي العام وحلفائه في بيان لهم صلتهم بتلك المظاهرات، داعيين إلى عدم الانجرار إليها، مؤكدين رفضهم لأي فعاليات تسعى إلى إيجاد "أزمات" لا تخدم روح التصالح والوفاق في ظل الظروف التي تعيشها البلاد.

دولة شيعية

غير أن مراقبون يرون أن مقربون من الرئيس اليمني السابق وحركة الحوثيون في البلاد يدعمون المظاهرات، الهدف من ذلك إرباك الأوضاع وتقويض العملية السياسية، وإضعاف الدولة، ليكون ممرا سهلا لسيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، وإعلان اليمن دولة شيعية بمباركة إيرانية.

وخاض الحوثيون في اليمن ستة حروب سابقة مع الحكومة اليمنية، كانت تنتهي بصلح قبلي، غير أنها تعود مرة أخرى بعد أن تستعيد الحركة " عافيتها"، وكادت الحرب الأخيرة في عام 2010 أن تقضي عليها، إلا أن التدخل القبلي عاد مرة أخرى ليقف تلك الحرب التي راح ضحيتها آلاف القتلى من الجانبين.

حرب طائفية

وسمحت الأحداث السياسية في اليمن التي أطاحت بالرئيس اليمني السابق، بفرض الحركة الحوثية سيطرتها على محافظة صعدة" شمال اليمن"، واثبات تواجدها في مؤتمر الحوار الوطني، فضلا عن نشر فكرها إلى معظم محافظات اليمن، وهو الأمر الذي أثار حفيظة السلفيين في اليمن لا سيما في مدينة دماج إحدى مدن محافظة صعدة "معقل السلفيين فيها"، وشنوا حربا واسعة على الحوثيين، مما أدى إلى إشعال فتنة طائفية في المنطقة.

وبين سيطرة السلفيين على مناطق في دماج كانت قابعة تحت سيطرة الحركة الحوثية، والتفريط بها بعد معارك شديدة، زادت الحرب الطائفية رحاها، في ظل صمت الجيش اليمني عن ما يدور في البلاد.

مناطق صراع

وبعد ثلاثة أشهر ونيف من الحرب، شكل الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي لجنة رئاسية لحل النزاع الطائفي، توصلت إلى رغبة الحوثيين، بتهجير السلفيين من أبناء محافظة دماج بعيدا عن المحافظة، رضخت اللجنة الرئاسية لمطالبها، واختارت الحديدة مكانا لتهجير السلفيين إليها، وهو الأمر الذي أدانه الكثير من المنظمات الحقوقية والحركات السياسية في اليمن، واعتبروا أن ذلك بداية لتقسيم اليمن إلى مناطق صراع طائفي.

الجنوب وطمس الهوية اليمنية

من جانب ليس ببعيد عن الأحداث السياسية المعقدة التي تعيشها اليمن، ترمض المحافظات الجنوبية، بنار المطالب "المعقدة"، حيث تسعى طائفة من أبناء الجنوب إلى فك الارتباط، وأخرى تبحث عن الانفصال، وعودة اليمن إلى ما قبل 1990 م، وأخرى تطالب بطمس الهوية اليمنية أصلا من تلك المحافظات.

ويرى متخصصون في الشأن اليمني، أن نائب الرئيس اليمني السابق، علي سالم البيض، وبدعم إيراني، يسعى إلى طمس الهوية اليمنية من اليمن، وإطلاق على المحافظات الجنوبية دولة تحت اسم " الجنوب العربي"، تخطيطا منها للمد الشيعي والسيطرة على الجزيرة العربية، بينما هناك آخرون يسعون إلى إعادة اليمن إلى ما قبل عام 1990م، وبدعم من دول خليجية، الهدف من ذلك إبقاء اليمن في صراعات داخلية خدمة لأجندتها.

وبين تلك الأحداث التي تمر بها اليمن، والمظاهرات التي يعج بها الشارع اليمني، يبقى السؤال الذي يطرح نفسه.. إلى أي مدى ستصمد اليمن أمام تلك الأمواج؟.

الخبر التالي : شباب الثورة يحيون الذكرى الثالثة لاندلاع شرارة الثورة الشعبية بالعاصمة صنعاء