السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢٠ صباحاً
المثقف مستهدف من السياسى الذى يخاف صوته وفاعليته بالمجتمع
مقترحات من

الشاعرة العراقية وفاء عبد الرزاق في حوار مع

المثقف مستهدف من السياسى الذى يخاف صوته وفاعليته بالمجتمع

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

�رس - خاص - حوار أحمد طايل ..ذات ليلة وعند قيامى بمراجعة ماتم من كتابى الذى أعكف عليه حاليا ..طرأت براسى فكرة ..الكتاب يتضمن حوارات مع كتاب وادباء مصريين وهذا جانب من الثقافة العربية ...فلماذا لاأضيف اليه حوارا مع بعض الكتاب أو الكاتبات العرب ..اختمرت الفكرة برأسى واقتنعت بها ..أخذت اصابعى تداعب مفاتيح الكمبيوتر وعالم بحثا عما أرغب ..توصلت الى العديد من الأسماء ..وضعت خطوطا تحت بعض الاسماء تأكيدا على ضرورة الاتصال بها لطرح فكرة اجراء حوار معها وكانت الشاعرة العراقية المقيمة بلندن ( وفاء عبد الرازق )أول أسماء القائمة..أرسلت اليها برسالة عبر بريدها الالكترونى عارضا عليها فكرة اجراء حوار معها ..المفاجاة أن الرد لم يتأخر كثيرا ..جاء الترحيب على الفور ..وامتد بيننا التواصل والحوار عبر الانترنت حتى وردت إليً اجاباتها الرائعة على كافة تساؤلاتى .... وكان حوارى التالى مع الشاعرة العراقية وفاء عبد الرازق .... تعريف وفاء عبد الرزاق العراق البصرة 1952 اقيم حاليا في لندن دبلوم محاسبة 15 سنة خبرة مصرفية العضوية : 1- عضو في مؤسسة فكّر ببناء العراق ثقافيا 2- عضو في منتدى الكتاب المغتربين لندن 3 - رئيسة اللجنة الثقافية في المنتدى العراقي لندن + ( تحرير جريدة المنتدى ) لندن 4 – عضو في الملتقى الثقافي البحرين 5 – عضو في الملتقى الثقافي العراقي سوريا 6 – عضو في منظمة كتاب بلا حدود المانيا 7 – عضو في رابطة اديبات الامارات 8 – عضو في اتحاد الكتاب ابوظبي 9 - عضو في جمعية الشعرا ء الشعبيين العراق 10 – عضو في منتدى القصة السورية سوريا 11 – عضو في اتحاد كتاب الانترنيت العرب 12- اضافة الى عضوية المنتديات الالكترونية ( الكشكول ، يامال الشام ، مجموعة نضال نجار ، مجموعة فاطمة ناعوت ، مجلة عشتار ، مجالس بابل الأدبية ، البيت العراقي ، الكاتب العراقي ، رابطة أديبات الأمارات ، الأقلام ، مدد الثقافية ، مجلة واتا الألكترونية ،نساء سوريا ، القصة السورية ، القصة العراقية ، فصول ، ومنتديات أخرى ، موقع ادبيات ، بيت الشعر العراقي أ - نشرتُ في العديد من الصحف والمجلات العربية ب - تُرجمتْ بعض اعمالي الى اللغة الانجليزية والفارسية ج – ساهمت في العديد من المهرجانات الشعرية والأمسيات الثقافية النتاجات الادبية في الشعر الفصيح : 1- هذا المساء لا يعرفني 2 – حين يكون المفتاح أعمى 3 – للمرايا شمسٌ مبلولة الاهداب 4 - امنحُني نفسي والخارطة 5 - نافذة ٌفلتت من جدران البيت 6 – حكاية ٌ منغولية ( مخطوطة ) في الشعر الشعبي : 1 – مزامير الجنوب 2 – آنة وشويّة مطر 3 – وقوّسَت ظهر البحر 4- بالقلب غصّة 5 – عبد الله نبتة لم تُقرأ في حقل الله( مخطوطة) 6 – ( عدد 6 ) سي دي شعر شعبي (القاء وموسيقى ) المجاميع القصصية : 1 - إذن الليل بخير 2 - بعضٌ من لياليها الكتابات الروائية : 1 - تفاصيل لا تسعف الذاكرة ( رواية شعرية ) 2 - بيتٌ في مدينة الانتظار 3 - اقصى الجنون الفراغُ يهذي 4 - السماء تعود الى اهلها .... * حدثينا عن رحلتك الابداعية .. متى بدأت والمناخ والظروف التى ساعدت على هذه الرحلة؟ - بدأت الرحلة الإبداعية في بصرة المربد بصرة الشعر والشعراء ، في هذه الأرض المعطاء ولدتُ لأبوين شاعرين كانا الماء الأول لكتابتي في الشعر الشعبي ، اذ هما يرتجلانه ويتباريان به في حياتهما اليومية ، ومن أخي الكبير الذي يكتب الشعر الفصيح و من مكتبته نمت بداخلي بذرة الشعر الفصيح والقصة القصيرة ، أول محاولاتي الشعرية كانت وأنا في التاسعة من العمر ، وكانت في الشعر الشعبي ، لأني تعودت سماعه في المطارحات الشعرية التي تدور في بيتنا وقت زيارة الأقارب والأصدقاء ، ولاحظت أن معضم أقاربي يكتبون نوعاً معيناً من الشعر الشعبي ( الأبوذيّة) ، لذا أول ما نطقت به هو بيت من الأبوذيّة وزيادة في التعريف به ( هو نوع من أنواع الشعر الشعبي الذي ظهر في الأرياف العراقية ويتكون من اربعة اشطر ثلاثة منها تنتهي بجناس واحد والرابع يجب ان ينتهي بالياء والتاء المدغمة ، ومنه اشتقت العتابة ايضا وانتشرت بعد ذلك في العالم العربي وبالاخص في سورية ولبنان كما انتشر الموال من العراق الى مصر والبلدان العربية الأخرى ) . لكن محاولاتي في الشعر الفصيح كانت بعد سنتين حيث كنت اجهل الاوزان العشرية لذلك التجأت الى مكتبة المنزل واضعة امامي احد الأبيات لشاعر ما وعليه وزنت ما كنت اتصوره شعرا في ذالك الوقت ، رغم اني عندما أ عطيت مدرستي محاولاتي لتطلع عليها لم تصدقني وقتها واعتبرتني اكذب ، ولكني حين انتقلت الى مرحلة دراسية أخرى وأذكر هذا للأمانة استعنت بمدرسة اللغة العربية وهي التي زودتني بما احتاجه لصقل موهبتي اضافة الى استعانتي بأخي ، ومنذ تلك اللحظة اي لحظة البذرة الأولى والشعر يتملكني لدرجة اني جننت به وجن هو بي ، ان توقفت يوما عن الشعر يعني اني حكمت على نفسي بالموت . * لماذا تكتبين ومن أجل من ؟ - اعتقد ان نهاية جوابي في السؤال الأول هي بداية جوابي هنا ، أعيش ولأهب هذه الحياة لغيري، لمن يحب أن يقرأ حياة الشعر ويمد جسراً من التواصل بين الكلمة والسمو الأخلاقي والانساني ، أقول لك بصراحة اني حتى في الأمور الحياتية الأخرى أتصرف شعراً ، فبالشعر والتصرف الشاعري اكتسبت أ صدقاء ومحبين بيني وبينهم لغة التسامح والحب والشعر والحياة ، وما أجمل أن تهب حياة بكل قيمها الانسانية والأخلاقية وترتقي بها لتصبح انت الآخر ويصبح الآخرون انت . * ما اسم العمل الابداعى الذى قدمك بقوة لعالم الكتاب والمبدعين ؟ - كشاعرة شعبية عُرفتُ من خلال المهرجانات الشعرية والأمسيات التي اقامتها لي المنتديات الادبية ، اضافة الى ديواني الأول ( مزامير الجنوب ) ولكن كشاعرة لها ما يلفت نظر الشعراء والكتاب ‘عُرفت من خلال ديواني ( هذا المساء لا يعرفني ) ومجموعتي القصصية ( إذنْ الليل بخير ) ثم روايتي الشعرية( تفاصيل لا تسعف الذاكرة) انها رواية مختلفة تعتني بالتوثيق للأماكن والعادات والتقاليد في البصرة إضافة إلى الأهازيج الشعبية أي بمعنى ذاكرة الناس والشارع ، كتبت الرواية هنا بروح الشاعرة فكانت المدينة هي موسيقاي اذ هي البطلة الأولى وانا والشاعر بدر شاكر السياب الأبطال المرافقون لها ،تجولنا في المدينة شارعا فشارع حارة فحارة مرورًا بناسها ودكاكينها ، شيبها وشبابها إضافة إلى إسقاطات لشخصيات بصرية قديمة لها حضورها التاريخي والثقافي، وكذلك التجوال في حدائق مبدعيها الذين مايزالون على قيد الحياة . *الشعر ديوان العرب .. هل لا تزال هذه المقولة قائمة .. والى أى مدى تصدق على عصرنا الراهن .. وما هى القصيدة المعاصرة اذن .. هل هى قصيدة النثر .. أم القصيدة المحافظة على الشكل الخليلى أم كلتاهما معا .. ماهى وجهة نظرك فى ذلك ؟ - السؤال هنا متشعب حول الشعر ديوان العرب ، نعم الشعر ديوان العرب وسيبقى مخترقا الأزمنة لأنه للأ زمنة كلها ، كما اني أضيف هنا ان الشعر لغة العالم ، لغتةالإنسانية وعندما تتأنسن اللغة تصبح للعالم كله .أضرب لك مثلا على كلامي ، مرة حاولنا أنا وشاعرةإيرانية ان نترجم لبعضنا ، اللغة المشتركة بيننا هي الأنجليزية والتي لا تفي بغرض الترجمة لأن الترجمة يعني الإلمام التام باللغتين ، وانا لا أتكلم الإيرانية وهي لا تنطق حرفا بالعربية .استعنا باحد الأصدقاء الذي هوأيضا درايته بالانجليزية لا تفي بالغرض ، ولكن كانت الشاعرة تفهم مني أكثر من المترجم وأفهم منها أكثر دون استعانة بأحد ، وترجمنا أجمل الأشعار ونالت إعجاب الجميع ، والدليل على ذلك ان لغة الشعر هي لغة إنسانية لا تحتاج إلى واسطة للوصول إلى القلب، وفي موقعي ستجد ترجمتها وترجمتي، علما اني من خلالها عُرفت لعالم الأدب الفارسي وأقيمت ندوات نقدية حول شعري المنشور في المواقع التي نُشرتْ فيها لقصائد ، هذا يفسر أن لغة الشعر لاهوية لها سوى الإنسان . القصيدة المعاصرة هي القصيدة النثرية وبلا منازع لأنها القصيدة التي لا تُقَولَب ولا تحب الأطر ، حرة بذاتها ومتجددة بذاتها .وأبشر بقصيدة النثر لأنني أرغب بمفهوم جديد للصورة الشعرية و للفكرة و صناعة المشهد الشعري بتلك العلاقة الإندماجية بين الشعر والعالم ، بين الخاص والعام ، بين الجمعي والانا الفردية ، ومن خلال النور في الصورة أرى العتمة في الحياة ، من حياة القصيدةأقدم نفسي لمن يحب أن يكتشف ، تلك هي قصيدة النثر التي لازمن لها ولا مكان ، بل لها كل الأزمنة والأمكنة ، انها خارج الساعات و الأحداث بما تحويه من علاقات بين عناصرها لخلق صورة لا مثيل لها ، شكلها بمتناقضاتها ، فهي تقتنص اللحظة الهاربة من مألوفها وتوحد بين النادر و الغريب لتعطي العبارة مبدأ جمالياً لم تتناوله القصائد السابقة والمستهلكة للأشياء من حولها ،. و بتساؤلاتها تخلق ثورتها . ما تعانيه قصيدة النثر هو قصور في الفهم الحداثي ، لانها تعاني عدم اهتمام الجهات الثقافية في الدول و أقصد العربية بالذات ومن عدم دراستها وتدريسها ضمن البرامج الدراسية ، لم ننشأ على فهم قصيدة النثر لأننا نحتاج لحداثة الوعي نحتاج أن نتمتع بوعي انساني شمولي يتفاعل وغموض القصيدة النثرية وتحليل والمها والخوض في بحارها المتعددة ، وان نعرف كيفية الوصول إلى نبضها الموجود في قلب البشرية جمعاء وهذا النبض لا يفهمه الأيدلوجيون ولا يراه السياسيون ، بل نحن ، نحن المحاصرون بقلوبنا النابضة . * فى فترات ازدهار الأدب العربى بالاندلس كان هناك تنافس بين المشرقين ( الوطن العربى ) وبين المغربين( شعراء الاندلس ) فى رايك ماذا تبقى من هذا التراث التنافسى ؟ - أنت أجبت على سؤالك ( ماتبقى هو التراث الشعري) * اين تقع قضية القضايا العربية (فلسطين ) على خريطة الشعر العربى ؟ - فلسطين على خارطة الشعر كما هي على خارطة السياسة لا تستطيع أن تفصل بين الحالتين هذا إذا قصدت بسؤالك فلسطين على خارطة الشعر من الناحية العربية ، أما الشعر الفلسطيني على خارطة فلسطين فاقول إن للشعراء الفلسطينين إسهامات مباشرة في التعبير عن قضيتهم الوطنية وعن مأساتهم كشعب عانى ما عاناه من معاملة غير إنسانية داخل الوطن .واستطاعوا أن يحفزوا ا الأصوات المنادية معهم بحرية هذا الوطن وسيادته من خلال رؤيتهم العميقة في التجديد في بنية النص الشعري وليس الخطاب الشعري السياسي فقط ، وقصيدتهم أخذت شكلها الخاص بها حيث برزت منهم ظواهر شعرية لها دورها الكبير على خارطة الشعر العربي وخير دليل على ذلك ( محمود درويش في جداريته وفي لماذا تركت الحصان وحيداً) ومعضم أشعاره أو أغلبها طرحت مفهوم الثورة والنضال من أجل الحياة الحرة ، وما أصبح محمود درويش ظاهرة لموقفه السياسي فقط بل لنوع القصيدة التي يطرحها . * هل ترين ان العصر الحالى هو عصر الرواية كما شاع بين الكثير من المثقفين ولماذا ؟ لا نستطيع أن نقيّم العصر بالرواية أو الشعر فالروايات كثيرة والأشعار ببلاش حمّل وشيل كما يقال في اللهجة الدارجة ، ولكن بنوعية العمل الذي يقدمه الكاتب أو الشاعر ومدى أهميته للقارىء العادي والمثقف ، ,ما هو المشروع الانساني الذي يحويه ، وما هو الهم العام الذي يطرحه وبأية رؤية فنية ومدى التجديد في ما يُقدم ؟ - هناك كاتب خلاق وشاعر خلاق ومعاصر ، فالشاعر المعاصر يقف في مواجهة الشعرية العالمية ولا بد أن يضيف ويجدد ويواصل لا بل يجب أن يتخطى عملية الإبداع ويحطم الأسوار التقليدية وبالمثل الكاتب أيضاً. وله حرية اختيار ما يلائم ذوقه الإبداعي والشكل الذي يرغب. * بماذا تفسرين خروج العديد من الشعراء من عباءة الشعر وارتداء عباءة الرواية ؟ - سواء جاءت الكتابة على شكل قصيدة أم قصة أم رواية بشرط أن يجيد ، ولا ضير من التعدد.لذلك لا أعتبرها مسألة خروج إنما مواصلة لحالة إبداعية اقتضت الضرورة أن تتبنى مشروعاً روائياً وبالطبع القصيدة لا تستطيع أن تستوعب كل المواصفات الروائية من إلغاء الحياة وإعادة صياغتها بصفة روائية جديدة ، وعاء القصيدة أصغر من هذا الاستيعاب ، المهم في النهاية أن الأدب في خدمة الإنسان أي في خدمة طاقاته المادية والروحية من أجل الشعور بالعافية والوجود الأنبل والأكمل ومن أجل أن يمنح الرخاء الروحي الخالص من شوائب القلق وعبودية الخوف والضياع . * أى الاجناس الادبية اقرب اليك ؟ 15أي عمل أشعر اني رضيت عنه أجده قريبا إلى نفسي لأني لا أرضى على عمل دون أن أتاكد من أني كتبته من الشعب وإلى الشعب ، من الشارع وإلى الشارع ، من الوجدان الذاتي إلى الوجدان الجمعي ، حتى عنما أقدم عملا ذاتيا هو من وفاء الشاعرة ووفاء الإنسانة إلى كل القلوب ، فالكتابة ليست خيط انفعالي تؤديه القصيدة أو الاقصوصة ،بل نسيج فكري وحضاري، أي فضاء تتتداخل به عناصر ذاتية وعامة وتحتضن الزمن . * ازمة النقد العربى .. الى اى مدى تصلح هذه العبارة للمناقشة ؟ - هناك حداثة فنية ، افتتاح آفاق تجريبية جديدة في ممارسات الكتابة وابتكار طرق جديدة هي رؤيا جديدة وتساؤل واحتجاج ، لكن لا توجد بالمقابل حداثة نقدية توازي حداثة المنتَج الإبداعي ، الأسلوب النقدي مهترىء لا يملك غير مدارس أكل عليها الزمن وشرب ، لم يواكب عصر الشعر ،فلكل عصر نهجه في التجديد ، لكن النقد اغترف من الغرب نظرياته القديمة وبقي على النظريات ذاتها دون تقديم ما هو في صالح النص الحديث ، أو النص المتطور لذلك نجد فجوة بين المبدع اليوم والناقد ، وبما انه حدث انقلاب في الحداثة الإبداعية ، يجب أن نرى انقلاباً نقدياً أيضا ً، كما يجب أن تختلف نظرة النقد للشعر الحديث أو الكتابة الحديثة ، وأن تكون نظرة مغايرة للمفهوم القديم ، وبدءاً من هذا المفهوم يجب أن ينظر النقد للعمل الإبداعي من خلال تراكيبه اللغوية والعلاقات بين الرموز والصور خصوصا بالقصيدة ، لأن القصيدة الحديثة تقودنا إلى المجهول ومهمة النقد اكتشاف هذا المجهول ، إن الكتابة تؤسس نفسها على الرغبة في الإكتشاف واختراق العادة ،وعلى النقد أن يخترق أيضا و يمثل أصوات عديدة لهذا الإكتشاف ، إضافة الى صوت الكاتب وصوت القارىء وصوته هو حيث يدخل النقاش والمناظرة ويعيش حالات المبدع بكل إرهاصاتها لا أن يبين الرديىء أو الجميل ، ليس الشعر جمالاً أو قبحاً فقط ، إنه بناء وانبثاق بذرة من تربة الروح ، تخترق القلب والأحاسيس والتصور والخيال لتاخذ لها مساحة على الورق ، أي أنها تكوين لأظهار الحياة بدءاً من بذرتها ، والناقد الذي تصله شجرة القصيدة المورقة لا ينظر لها كشجرة جاهزة بل يعيد تكوينها ويعيش دورتها الحياتية فيبدع هو الآخر ويتجلى مع النص ليوصل القارىء الى ماهية الشعر ويتركه يكتشف.النقد زمان لم يبحث له عن هوية أو خصوصية عربية ، فأغلب النقاد الذين اطلعوا على ثقافات الغرب طبقوا نظريات بعيدة عن واقع النص ، إذا كانت القصائد تختلف من شاعر لشاعر وقصائد الشاعر الواحد تختلف عن بعضها فكيف لنا أن نتناولها بالتحليل بقواعد ثابتة وغريبة عنها ؟صحيح أن لنا في العالم العربي نقاد لهم دورهم في إثراء الثقافة العربية مثل طه حسين ومحمد عابد الجابري والعقاد وفاضل ثامر ، لكن بقي الخطاب النقدي غير مواز لخطاب النص الإبداعي في الوقت الذي طرح النص نظرية ما بعد الحداثة ، أنا أحترم كل الكتابات النقدية ولكني أرغب بناقد يكتشف الظواهر العربية لأن هناك نصوص بحجم الإكتشاف ، طبعاً باستثناء الناقد محمد الغذامي لأنه الناقد المكتشف وله مدرسته الخاصة واسلوبه الخاص . * لا شك ان النقد العربى يواجه العديد من العثرات الضخمة منها كثرة المبدعين وغزارة ما يبدعون وتقدم صناعة الطبع ووفرة المنتج وتعدد المذاهب والمدارس الادبية مما يفتح الباب امام ادعياء الادب والنقد ..ما هى وجهة نظرك فى هذا الامر ؟ - هو من وضع نفسه بهذا المأزق لأنه يتعامل مع النص بفوقية عالية ، فاغلب النقاد في الصحف أو المجلات الثقافية نقودهم غير مجدية لأن الناقد يتحدث عن نفسه وعن نظريته التي تصبح كالسيف لقطع رقبة المبدع وانتاجاته ، هذا إذا تجرد من الخصوصيات والمحسوبيا ت ، النقد الذي يتبنى فكرة بنا الحياة في العمل والذي يكون تلك الشحنة من الطاقات التي رافقت المبدع اثناء مخاض الكتابة قليل ، والنقاد المبدعون يُعدون على الأصابع ، والوضع يحرضني على قول إن الساحة لاتخلو من مدعين سواء على الصعيد الابداعي أو النقدي وللأسف الشديد هناك من تأتيهم الأعمال كاملة وتسجل بأسمائهم ،إني اتساءل كيف يكذب الإنسان على نفسه ، ويأتي ناقد كاذب ليكمل الدورة. أصنف النقاد إلى ثلاثة أنواع ، ناقد يبحث عن المبدع الإسم الذي يضيف إليه ولا يبحث عن النص ويتعب نفسه في الوصول إليه ، يغربل ويبحث للحصول على انتاجات لم يتعرف عليها النقاد للأسباب ذاتها ، وناقد ينتظر مئة دولار أو أية خصوصية نفعية ليرفع النص إلى السماء ويمارس علمه التنظيري وكأن النص وصاحبه آية قرآنية وعلى الجميع أن يحفظها غيباً كما حفظ هو ثمنها في الجيب ، وناقد مبدع يملك الأمانة الفنية ، بمعنى أنه ينحاز للعمل لا لهوية صاحب العمل أو مركزه ، أما النوع الرابع والذي لم أعده ضمن الثلاثة السابقين فهو الناقد الهدام وكأن مهمته التشريح ولو كتب هو مرة ستجد نصوصه خاوية والمصيبة انهم يتكلمون بنرجسية عالية . * هل تختلف الاغراض التى يقصد اليها الشعر من عصر الى عصر باختلاف الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما هو موقف الشعراء من المد العولمى الطاغى على بلادنا ؟ - الحالات الانسانية واحدة في كل العصور ، لأن الإنسان هو الإنسان لم يتغير فيه غير الأسلوب في نهج الحياة وبالتالي تتغير طرائق التعبير حسب الوضع الخاص للشاعر وحسب مؤثرات الزمان والمكان، طبعا ليس بمعزل عن الوضع العام .ما من ناحية العولمة ، فان الثقافة العربية لم تتحصن تجاه هذا المد ، كما ليس لديها استعدادات كافية لتقبل ايجابياتها وسلبياتها ( العولمة ) ، الخوض في هذا المجال يطول ولا أريد أن أكون متشائمة ولكني أقول نحن أمة مستوردة وليست منتجة ، صحيح ان الأدب العربي بدأ يتنفس بجائزة نجيب محفوظ لكننا لازلنا في محنة القمع الثقافي والذي يكون وراءه القمع السياسي ، كيف تواجه ثقافتنا هذا المد وهي لا تملك ديمقراطيتها ؟ لاتزال ثقافتنا تتنفس هواءً فاسداً ، لا نزال نملك من يحمل الآراء القديمة الغير قابلة للتطور والتي تتصدى لما هو حديث في الشعر أو القصة أو الرواية ، ثم أين دور المثقف كإنسان؟ من هنا يجب أن تكون البداية حيث يحمل الشاعر أوالكاتب على عاتقه تحرير الإنسان من أية عبودية تستهدفه، وهذا لم ولن يحدث مادمنا نرى الشعراء المجندين للسلطات والمطبلين المروجين للزيف. *وزراء الثقافة العرب وحاجة المواطن العربي الى المد الثقافي المستمر ..الى اى مدى يستطيعون تحقيق هذه الامنية وهل هم قادرون على تحقيقها بالفعل ؟ - يستطيع وزراء الثقافة ان يمدوا جسوراً بين الثقافات العربية وأن يسدوا هذه الفجوة التي خلقها القمع السياسي بشرط أن يتخلى عن دوره لسياسي ليكون من أجل الثقافة الخالصة وهذا مجرد حلم ، لأن وزراء الثقافة لم يتبوء وا هذه المكانة إلا لكونهم ينتمون لأيدلوجيات معينة تتوافق والسياسة العامة للدولة .* نحو غد عربي أفضل .. هذه المقولة العريقة جدا .. ايكون هذا لتحقيق حلم الوحدة العربية المستحيل .. وهل من الممكن ان يحدث بتغير الانظمة التى تاكلت بالسوس والسياسة ..وهل هو لنهضة ثقافية لتطلع المجتمعات على واقعها وما يمكن ان تؤدى اليه ام لهؤلاء جميعا ام ماذا ؟ - يبدو انك يا أخ أحمد لم تخرج من حلمك أو من حسرة الحلم العام ، نحن في المجتمع العربي لاحرية لنا لكشف ذواتنا لأننا مقيدون بسلاسل ، والذات الإنسانية مستهدفة ومرهقة بضغوط متعبة وهي لا تكتب حقيقتها بوضوح إن رغبت بالبوح عن هذه الحقيقة، أي لا تستطيع أن تستكشف كينونتها ، نحن عالم تسيطر عليه المؤسسات سواء الدينية أو السلطوية أو الغيبية ، فهل بكل هذه القيود يمكن لنا أن نحلم . * حائر عربى يتساءل .. الخبز ثم الثقافة ام الثقافة ثم الخبز ام خبز بدون ثقافة ام ثقافة بلا خبز ..ايهما معقول وايهما لا يعقل .. وهل هناك رابط بينهم وما اهمية ان نتناقش فى مثل هذه الامور ؟ - أبدأ الجواب على سؤالك من الاخير ، ما أهمية أن نناقش مثل هذه الأمور في وقت نحتاج فيه للخبز أي لملىء البطون لا العقول ، وهذا الحائر العربي الذي يتساءل أقول له خذ خبزك أولا واملأ بطون عيالك فالمثقفون الحقيقيون لا يملكون سد إيجار الدار ولا تسديد أقساط مدارس أولادهم ، المثقف مستهدف من السياسي الذي يخاف صوته وفعاليته في المجتمع فبالتالي يتركه مشغولا في أمور أخرى تحد من نشاطه الغول كما يتصوره السياسي ، لو وجدنا مؤسسات ثقافية من أجل الثقافة تتبنى الإنجازات الثقافية والكتابية بصورة عامة وتأخذ على عاتقها المسؤولية التامة لانجاز مشروعاً حضارياً لرفاهية الإنسان والمجتمع ، نفكر حينها بكيفية الخيار بين الخبز والثقافة . * الفجوة بين المبدعين و جمهور الناس .. هل هى من صنع الانظمة الحاكمة كما يدعى الكثيرين ام انها فجوة طبيعية نشأت بسبب العزلة التى فرضها المبدعون على انفسهم فى مواجهة واقع سئ وهل هناك من كيفية او آليه لانهاء هذه العزله ؟ - أنا معك هناك فجوة كبيرة بين المبدعين والناس وهي مفروضة عليهم مسبقاً ، هم لم يضعوا أنفسهم بزاوية الإنعزال ، والأسباب كثيرة منها الجو الثقافي نفسه وما حوي في بطانته من تناقضات المبدعين وعدم التوافق بين ما يحملونه من أفكار وما يطبقونه على الواقع ودخولهم في الشللية أو الثقافة الحزبية والتي تؤدي بدورها إلى الغاء الآخر وإبعاده عن تكتلاتهم التناحر أو التنابز بالقاب وأسماء لا تليق بمستوى ما نقرأ لهم من آراء ومفاهيم في كتبهم ، وأيضاً ظهور الثقافة الغير نظيفة والتي تفتقد للنزاهة وخاصة من القائمين على المهرجانات أو المؤسسات الثقافية ، فيؤدي ذلك إلى انعزال المبدع الرافض للمساومة وتقوقعه على نفسه .اضافة الى ان المثقف لايستطيع المشاركة في القرار السياسي بينما السياسي هو صاحب القرار الأول والأخير في الشأن الثقافي وعلى هذا الأساس ارتفعت أصوات عالياً وانخفضت أصوات وأسماء لها قيمتها لثقافية والإبداعية لكنها عُزلت بسبب تخلي السياسة عن ما يمكن أن يرفع المستوى العام للفرد برقي الكلمة الحرة والرأي الحر .أما كيفية القضاء أو تقليص هذه الظاهرة يرجع إلى المؤسسات الثقافية والوزارات بالذات لتعطي اهتماما كاملا بوعي الفرد مبتدئة من مراحل التعليم .فقد تعلمت الأجيال أن تردد كالببغاء لا أن تنصت للشعر الحديث مثلا ، علما بأن المناهج الدراسية مقصرة في إدخال الشعر الحر أو الرواية ذات النص المفتوح أو الحداثة المستقبلية وكيفية الوصول إليها ضمن المناهج المقررة للطلبة لكسر وردم الهوة بين القارىء والمبدع ، القارىء يجب أن نعلمة كيفية قراءة النص وفهمه وتحليله ليقترب أكثر من النص وليكون هو أي القارىء صاحب القرار في اختياره ، نحن نعاني من مشكلات متنوعة وأعتقد أن المعنيين بالأمر يقرّون بوجود مشكلة من هذا النوع ، إذ المحور الأساسي يبدأ من التعليم ، وفي حقل التعليم لابد من وجود لجان خاصة لاكتشاف لمواهب وتبنيها لأن العلم في مدارسنا مجرد حشو معلومات رياضيات فيزياء ، تاريخ وما شابه ذلك ، يجب أن تكون مساحة للروح، لروح الطفل كي يحب من خلالها العلوم الأخرى ، أتذكر حين كنت في مرحلة الابتدائية والإعدادية كانت حصص الفن تؤخذ لتدريس المادة العلمية ، وهناك جانب آخر ومهم جدا ، يجب أن تكون هناك جهات من قبل الدولة للإهتمام بالأدباء والفنانين وتمويل مشاريعهم الثقافية والفنية ، كيف نجابه عولمة ثقافية ونحن نفرض على طلابنا مقطوعات معينة يجب حفظها غيبا ، وبالمقابل نترك المبدع يتخبط بأرض الغربة سواء غربته داخل الوطن أو خارجه ، بقصد أو دون أن نقصد نساهم في إبعاده هذا إذا لم نتهمه بالإلحاد ونكفره لأفكاره المتنورة ، نحن نخنق الطفل بما نفرضه عليه دون أن نترك له مجال اختيار نصوصه، لابد من تهيئة جيل يتساءل ويجادل يختار ويرفض ، وإذا بادرنقوم بتنمية اختياره ونعلمه كيف يكون له صوته الخاص يعني لا بد من وعي شعبي جمعي لخلق قوة مضادة تجاه الجهل والتمتع بحرية فهم الآخر واستيعابه بجو ديمقراطي وروح ديمقراطية مستندة على إعطاء حق الغير بموازاة حقوقنا إذا لم تكن قبلها. حين يجد المثقف و المبدع هذه الأمانة وهذا الجو من الديمقراطية لا يلجأ الى الإختباء وراء الأساطير والرموز التي تصعب على القارىء العادي حل شفرتها خوفا على عائلته أو رقبته .علينا وعلى وزارات الثقافة قاطبة أن تخلق إرادة إنسانية تعمل بعزيمة وجد من أجل خلق مفاهيم جديدة وواقعاً جديداً لا واقعاً مهزوماً يساهم في تكريس هذه الفجوة . * يمثل الكتاب العربى 1%من الاصدارات العالمية حسب احصائيات المؤسسات المختصة ...ماهى الأسباب ..والنتائج القريبة والبعيدة المترتبة على هذا ...وماهو الأسلوب الأمثل لعلاج هذا لتخلف ..وماهى أسباب الفجوة الثقافية الكبيرة بيننا وبين العالم الغربى؟ - الثقافة دائما هي ضحية استغلال السلطة الرسمية ، والمثقف العربي يجد نفسه متأخراً لا يستطيع اللحاق بركب الثقافة العالمية وإن أراد الوصول عليه أن يترك عالمه العربي هاربا إلى أحضان الثقافات الأخرى باحثا عن مساحة من الحرية . سابقا تُرجمت أعمالنا ومن قبل المستشرقين وانتشرت ثقافتنا على نطاق واسع في الغرب ، اليوم نسبة كبيرة من الكتاب يطبعون كتبهم بجهودهم الخاصة ، يقتطع الكاتب او الشاعر ثمن كتابه من قوت عياله ليدفع بكتابه للنشر ، ولعدم وعي السلطة الثقافية وتبنيها الإنتاج الإبداعي ظهرت الطحالب في الساحة الانتاجية للإبداع أو بالأحرى سماسرة الكتاب الذين يتاجرون بعرقنا وسهر الليالي الطوال على رواية أو كتاب شعر أو أي مُنتَج أدبي وثقافي ، غياب الرقابة عن هؤلاء السماسرة الذين يضخون كل موسم الغث والدون المستوى المطلوب بسبب ألف دولار أو ألفين في الجيب ، فبالتالي لا يعنيهم النوع بقدر الكم ، وإضافة إلى ذلك يعتبر نفسه متكرما على المبدع حين يشتري المبدع منه ( أي السمسار) بعضا من كتبه بعد طبعها ، بالله عليكم هذه حالة؟ أليست مزرية؟ثم ان دور النشر التي تترجم الكتاب العربي تاخذ بالإعتبار إسم الكاتب وانتشاره عالميا وعربيا لتترجم كتبه ولتكسب من اسمه أموالا ً ، بمعنى تهتم بالمعيار المادي تاركة الكثير ممن يتسولون الرضا والقبول على طبع نصوصهم وبعرق جبينهم . هذه النوعية من دور النشر تصعد على اكتاف المبدعين المعروفين عالمياً لتوهم نفسها والآخرين بأنها في خدمة الثقافة العربية .الحل الأمثل بيد الدولة ، المؤسسة الثقافية الرسمية لتأخذ على عاتقها هماً إبداعياً محايداً على يد لجان مختصة لتقييم العمل وترجمته ليعرف الغرب من نحن .لكني أرجع وأتساءل هل نعرف من نحن؟ هل لنا أحقية في أن نعرف ؟ إرحمونا ياساسة وانتبهوا لمبدعيكم ، والله التفاتة صغيرة فقط و تجدون اسم الكاتب العربي يعلو على كل الأسماء فنحن ثقافة متأصلة لها جذورها الحضارية وقيمتها عبر التاريخ . * ماهو رأيك فيما يسمى بالأدب النسائى ؟ - الأدب النسائي هل هو ما يُكتب عن النساء؟ إذا كان هذا قصدك فقد تناول الكثير من المبدعين المرأة وعوالمها ، ولكن إذا تقصد ما تكتبه النساء فانا ضد هذه المقولة ، لأن الأدب هو الأدب نتاج فكري ثقافي و بوح إنساني ، ما يقيمه كإبداع هو قدرة العقل والقلب والروح في صياغته وبناء افكاره بشكل فعال ضمن نسيج لغوي قادر على إيصال مبتغاه سواء كان شعراً أو نثراً ، لا تحدد مثل هذه الأعمال هوية الكاتب وجنسه . * من وجهة نظرك لماذا اختفى الشاعر النجم؟ - اختفاء الشاعر النجم سببه القطيعة التي ذكرناها سابقا وانتشار التكنلوجيا العلمية من تلفزة وكومبيوتر و وو، بحيث أصبح شراء الكتاب والاستماع الى برنامج ثقافي يعتبر من الترف أو وقت فائض لابد من استغلاله بشيىء مادي . هذا من جانب ومن جانب آخر تقصير الإعلام المرئي في البرامج الثقافية واللقاءات التي تعرف الناس بالمبدع ، كيف نريده أن يصبح نجماً ومئات المعوقات تحيل دون وصوله للناس ؟ مانجده في أغلب القنوات الفضائية برامجاً تسيىء للمتفرج الواعي وتستدرج المتفرج السطحي لتمضية وقته بالتسلية وقزقزة اللب اثناء تفرجه على ميوعة صبيانية ومذيعات لا يملكن مقومات المذيعة بما فيه أسلوبهن في الكلام أو اللبس الغير محتشم ، الإعلام المرئي رسالة وللأسف شفرة الرسائل اليوم مسمومة . ألا تكفينا سموم الأخبار السياسية والمذابح التي نشاهدها يوميا ؟ ثم لا ننسى نوعية البرامج التي لا تسمن ولا تغني من جوع والبرامج التي تشوش عقلية الطفل و المراهق . * بمن كان تأثرك عربيا؟ - في الشعر الشعبي شدني مظفر النواب وشاكر السماوي سابقا لانه يمتلك مفردة جبارة بكل معنى الكلمة وغير مطروقة من قبل، ومظفر برقته وصوفياته ، أما على صعيد الفصحى فعالمي هو أدونيس لا أنام يوماً دون قراءته .* السيرة الذاتية ..نوع سائد من الكتابة ..ماهى المقومات المطلوبة لكتابة هذا النوع من الكتابة؟ - كتابة السيرة الذاتية شيىء جميل لأنها تحوي من الصدق والدقة في التفاصيل والمشاعر، بشرط أن تكون للكاتب القدرة على إظهار الحقائق بشكل فني واستيفاء شروط البناء واللغة والمتعة والتشويق مع إضافة أهمية معينة تعني جميع القراء وتخدمهم بإبراز ما كان مخفيا عن الأنظار. السيرة الذاتية لها سحرها الخاص لكاتبها وقارئها وهي استعادة لحياة كانت ملك الكاتب وحده ، كما ان هناك فضول من القارىء لمعرفة الكثير عن الكاتب ، وتأتي أهمية السيرة الذاتية بأهمية الإنسان الذي عاشها ولا أقصد هنا الدور السياسي بل المعانات الإنسانية الخالصة والأثر الذي تركته هذه العلاقات الانسانية في روحه، من هنا تنشأ علاقة من الثقة بين القارىء والكاتب . * ماهو رأيك فى مسألة التحديث الابداعى؟ - يشدني كثيرا نص الشباب ، الجيل الجديد لأني أشعر انهم أقرب إلى أفكاري وأسلوبي في تناول القصيدة ، لدينا شعراء تصدروا الريادة في التحديث منهم من واصل وتخطى تجريته ا لسابقة الى عوالم أخرى وواكب التطور الحياتي ، ومنهم من بقي على زمنه رغم مكانته الأدبية ، لذا أجد فتوراً بيني وبينه ، وقصيدته لا تفتح لي صدرها لأتغلغل بين رئتي الشاعر ، وللأسف هؤلاء كثيرون ، وكأنهم يرفضون الوصول إلينا بل يريدون منا أن نرجع إليهم ، أنا شخصياً لا أرغب بالرجوع و عيني دائما باتجاه الغد. من خلال قراءاتي الشعرية أتعامل مع النص وليس مع الشاعر ، قد أجد على النت شاعراً لم يتعود أن تسبق اسمه الألقاب ، مثل الشاعر الكبير والشاعر المهم وما شابه ذلك ، أشعر عند قراءة قصيدته أنه أهم من الكثير من الأسماء التي خدمتها أمور كثيرة ، خلاصة كلامي ، أن الأهمية ترجع إلىكون النص نقلني إلى نظرة تستكشف الغد وما بعده ، هنا اجد أنه احدث من تناول الحداثة . الذي يكتب السيرة الذاتية عليه ان يكون أمينا على مصداقية الأحداث التي يتناولها بكل تفاصيلها ، إذا بهّرها وتبلها تصير غير فاعلة وبلا قيمة كذلك من أهم المقومات في كتاب السيرة هو دور كاتب السيرة في الحياة تاثيره ومؤثراته ، قيمه الأخلاقية ووجوده الخلاق . * بمن كان تأثرك غربيا؟ - هي ليست حالة من التاثر ، بل من السحر والجاذبية لكاتب دون سواه وشاعر دون سواه ، الشاعر الإيراني ( سهراب ) له سحر علي لا يوصف وبابلونيرودا ، و فيكتور هوغو وطاغور وريلكة وناظم حكمت ، وهناك الكثير ممن تركوا أثراً في نفسي وأرجع إلى اشعارهم مرات عديدة ، أما عربيا فالأسماء كثيرة قديمها وحديثها المهم ليس التاثر بل التفاعل مع المقروء واستيعابه هو الأهم .وبقدر ما تستوعب تعطي . * قصيدة النثر ..هناك من يهاجمها وهناك من يرحب بها ويقف بجانبها ويرى أن من يكتبها لابد وأن يكون على درجة عالية من الموهبة ورهافة المشاعر ...تعليقك على هذا؟ - تصور نحن نتعامل مع الكومبيوتر والموبايل والتكنولوجيا بكل أنواعها وننظر لقصيدة النثر بعين المريب ، نتعامل مع الحداثة الثورية بنظرياتها والعلمية في إعادتها النظر في معرفة الطبيعة والسيطرة عليها ونلوم الحداثة الفنية في آفاقها التجريبية وابتكاراتها الجديدة في ممارسة الكتابة ، اليس في هذا تناقض ؟ والسبب في ذلك راجع إلى أننا لانملك حداثة علمية وثورية مثل الغرب ونملك حداثة شعرية، الشعراء الحداثيون لو كتبوا عن وضعية اقتصادية او اجتماعية سيكون نتاجهم سطحي أو وثائقي مكتوب بصورة شعر ، الحديث لا يمكن أن ينشأ إلا بالتعارض مع القديم وبالتفاعل مع روافد أخرى من تراث الشعوب ، والنقلة التي حدثت في الشعر من الشعر الجاهلي إلى الشعر العباسي خير دليل على ما اقول إذ كان التاثير واضحاً بالمُنتج اليوناني والفارسي والهندي إضافة إلى التراث الراسخ في الذاكرة مثل تراث سومر وبابل وآشور, و التراث الفرعوني والآرامي والسرياني ، لا يمكن أن تقوم ثقافة شعب ما بذاتها إذا لم تتفاعل مع ثقافات أخرى، الحداثة بدأت بالشعر العربي قبل فرنسا وأوربا وشعر بشار بن برد وأبو نؤاس اثار الجدل، في كل بلد حداثة سواء في الغرب أو في الدول العربية ولكن لكل بلد محدثاتها الخاصة وسياقاتها ودلالاتها ، الحداثة اختلاف وأئتلاف اختلاف مع القديم وبحث عن جديد حسب متطلبات الحياة الجديدة وائتلاف مع القديم ليبقى متأصلا . ما يحصل اليوم هو تفاعلنا وتاثرنا بالمنتَج الغربي وليس العقل المنتِج ولهذا السبب يحدث تعارض بين ما نستخدمه يوميا وما نؤمن به وماهو محرم يجب عدم المساس به . * لوعاد بك الزمان ..الى أى عصر كنت تتمنين الانتماء له وأسباب تلك الأمنية؟ - لو عاد بي الزمن لبقيت على طفولتي وتمنيت أن أبقى في هذا العالم دون مغادرة ، لأن الطفولة هي النقاء الحقيقي للنفس وهي الأصدق حتى في كذبها . * هل ترين أن الكتاب والمثقفين والمبدعين استطاعوا تحقيق ولو جزءا بسيطا من أحلامهم فى عالمنا العربى تحديدا؟ - إذا كان حلم الكتاب والمثقفين في عمل ما أو إنتاج ما ، فهذا يعني اننا حققنا ولو الربع مما نريد ، ولكن الحلم الذي أريد مختلف ، هو أن يتعامل الكاتب والمثقف مع إبن الشارع والحارة كإنسان له من الشفافية ما يجرح جناح فراشة وأن ينظر إبن الشارع والحارة إلى المبدع كالهواء الذي تطير به أجنحته.هل تعتقد انه من الممكن تحقيق ذلك ؟ * امتهان مهنة الصحافة يصنع منها مقبرة للأدب ..مدى صحة هذه المقولة؟ - الصحافة تقضي على المبدع وتستهلك كل قواه الإبداعية لأنه عمل يومي يجعل من المبدع آلة حرْ فية وحرَفية . * ماهو مشروعك الأدبى الذى تدعين اليه من خلال كتاباتك؟ - دائما أكتب عن حقنا في الإنسانية وهذا الحق المسلوب هو ثورتي ضد كل القيم التي تسلبه مني ومن الشعرب . * متى يكون التاريخ أدبا والأدب تاريخا؟ - التاريخ لن يصبح أدباً ولكن الأدب يضيف الخلود على التاريخ وعلى الزمان والمكان عبر إضافة حالة من التوهج والألق إلى تفاصيل عادية لينقلها إلى حالة من السحر . * فى تصورى أن الكتابة للطفل هى التربة الرئيسية والساسية لتنشئة وايجاد أجيال قادرة على استيعاب مايمر بها من أحداث ومتغيرات ومؤثرات ...هل ترين أننا ننهج هذا النهج فى عالمنا العربى ...واذا فكرت بالكتابة للطفل ..ماذا تقولين له ؟ - اذا قررت أن اكتب للطفل علي أن أفكر بطريقته ، أكره وأحب وأغضب مثله تماما وأنظر من حولي بمنظاره،، لكن الحياة والوضع الراهن يعيقاني من الولوج في عالم الطفولة ، مايحصل في العراق من ذبح وهدم للبنى التحتية وللهوية العراقية والإنسان العراقي ، ماتكابده أرضي من احتلال وقصف واقصاء وقطع رقاب الأكاديمين والمثقفين وعامة الشعب ، ما تعانيه الطفولة التي فقدت طفولتها ، ما يقوم به المغرضون في حاولة طمر وتشويش للحقائق والكذب على الذقون بحجة النعرة الطائفية مرة وبحجج واهية مرات ومرات ، و المستهدف هو العراق بعراقيت الحضارية والثقافية والتاريخية ، والإ نسان العراقي بعراقيته التي لا تُهزم .العراقي الذي أثرى ثقافات الشعوب بثرائه الحضاري وعطائه الثقافي والعلمي يُعامل هكذا ؟ إنها جريمة التاريخ ، و خوفي خوفي عميق على مستقبل هذا الطفل الذي أتمنى أن أدخل عالمه وأكتب له بأحاسيسه وانفعالاته لاأن أصبح كمعلمة تاريخ وكواعضة لأني أكره هذا النوع من التثقيف ، ياترى بماذا يفكر الطفل العراقي وكيف سأتعامل معه ، وما حجم الخلل الذي ستتركه هذه المؤثرات في نفسه .

الخبر التالي : عندما تشعر بأنك بايخ؟!

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من