فاقمت مباريات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في البرازيل من حدة الطلب على المشتقات النفطية في اليمن، حيث سعى عشاق كرة القدم وأصحاب الفنادق والمنتزهات الخاصة التي تقدم خدمات عرض المباريات إلى تأمين حاجتهم من البنزين والديزل لتشغيل المولدات الكهربائية الخاصة في ظل الانطفاءات المتكررة للكهرباء.
وقال خالد حمود، 19 عاما، إنه توقف عن الذهاب إلى العمل من أجل التفرغ لتوفير بنزين للمولد الخاص في منزلهم، حيث إن شراء مادة البنزين راهنا في صنعاء يتطلب الوقوف في طوابير طويلة أمام محطات الوقود.
وأشار حمود إلى أنه حريص مع أسرته التي يصفها بـ"الرياضية" على مشاهدة مباريات كأس العالم، متمنيا وصول منتخب الجزائر إلى الأدوار النهائية كونه ممثل العرب الوحيد في المونديال.
بينما نجيب صالح، 34 عاما، وخمسة من زملائه فيعكفون على مشاهدة المباريات في الاستراحة التابعة لمقر عملهم الحكومي حيث تتوفر الطاقة الكهربائية باستمرار، كما قال للشرفة.
وأضاف أن "انعدام المشتقات النفطية زادت من معاناة الانطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي، وهو ما يدفعني وزملائي إلى المجيء إلى مكان العمل لمشاهدة المباريات".
من جهته، يتوجه محمد عبدالله، 31 عاما، إلى ملعب الظرافي وسط العاصمة كونه لا يستطيع توفير مستلزمات مشاهدة المباريات في المنزل بسبب ارتفاع سعرها، كما قال.
وأضاف في حديث للشرفة "أحرص على مشاهدة المباريات في ملعب الظرافي لقربه من منزلي وأيضا للأجواء التنافسية من المشجعين وكأننا في ملعب المباراة [في البرازيل]".
توفير شاشات عرض عام
وكانت وزارة الشباب والرياضة قد دشنت يوم 12 حزيران/يونيو تركيب 60 شاشة عملاقة في الساحات العامة والملاعب وفي صالات الأندية الرياضية بمختلف المحافظات اليمنية.
وفي التدشين، أكد وزير الشباب والرياضة معمر الأرياني أن الوزارة أقدمت على هذه الخطوة إدراكا منها بأهمية الحدث الرياضي العالمي.
وقال الأرياني في تصريح خاص للشرفة "إن الوزارة سعت لتوفير هذه الشاشات العملاقة لحرصها على توفير أفضل أجواء لمتابعة المباريات لليمنيين ومن أجل التغلب على المشاكل والصعوبات التي تواجه الكثير منهم والمتعلقة بتشفير المباريات [على الفضائيات] فضلا عن انقطاعات الكهرباء المتكررة".
وأكد الأرياني أن هذه التجهيزات ستصبح بعد البطولة ملكا للشباب لاستخدامها في الأنشطة والفعاليات المختلفة التوعوية والثقافية، فضلا عن إمكانية توسيع التجربة ونقل مباريات الدوريات الأوروبية المشفرة.
وأوضح أنه تم توفير الشاشات بالتعاون مع عدد من الشركات الراعية، وهي مزودة بأدوات تقنية شاملة البروجكتر والصوتيات وأجهزة كمبيوتر محمولة.
وقال الأرياني "إن هذه الشاشات وفرت خدمة وأجواء ممتازة من التنافس خصوصا بعد العرض الأول لنقل مباراة الافتتاح والتي تجمع حولها حوالي 4000 شخص في ملعب الظرافي وسط العاصمة".
من جهته، قال فؤاد قاسم مستشار وزير الشباب والرياضة في حديث للشرفة "إن بطولة العالم لكرة القدم أنست الناس معاناة الحياة العامة والظروف التي يمرون بها من أزمات سببها انعدام المشتقات النفطية والانقطاعات المتكررة للكهرباء".
ولفت إلى أن المواطنين ليسوا الوحيدين الذين يسعون إلى توفير المشتقات النفطية لمشاهدة المباريات، بل أيضا أصحاب الفنادق والمنتزهات الخاصة باعتبار أنه موسم ينتظرونه كل أربع سنوات لزيادة ربحهم.
وأضاف: "هذا زاد من أزمة المشتقات النفطية التي تباع بأضعاف سعرها في السوق السوداء نظرا لانقطاعات التيار الكهربائي".
وبهذا الصدد شدد قاسم على أهمية الشاشات العملاقة التي قامت وزارة الشباب بتركيبها مؤكدا أنها توفر الأجواء المناسبة لمشاهدة مباريات كأس العالم.
