وجهت جريدة مكلاتشي الأمريكية رسالة خاصة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مطالبة إياه بالسماح لمراسلها آدم بارون - الذي رحلته السلطات الأمنية اليمنية بداية مايو المنصرم - بالعودة إلى اليمن فورا.
وقالت المجلة في مقالة لمارك سيبل ، أحد كبار المحررين فيها ,أن الجريدة استنتجت أن العمل الصحفي لبارون كان وراء ما وصفته ب "الانفجار" لدى السلطات الأمنية حينما رحلته من اليمن , ونقلت الجريدة عن اندريس جاليهان (نائب الرئيس لشؤون الأخبار) قوله "إن ترحيل ادم من اليمن لم يكن عادلا, وانتهك الأعراف الدولية لمعاملة الصحفيين", مؤكدا أن السماح بعودة السيد بارون هو الطريقة الوحيدة لتصحيح هذا الخطأ , حيث أن ترحيله تسبب في انقطاع أخبار اليمن عن قراء مجموعة صحف مكلاتشي ( أكثر من 29 جريدة) في الولايات المتحدة وأوروبا ,حسب قوله.
وكانت الصحيفة قد طلبت من الرئيس هادي في الرسالة التي نشرت نصها , توجيه السلطات اليمنية بإصدار تأشيرة دخول جديدة للصحفي ادم بارون , مشيرة إلى أن قرار ترحيله من اليمن قد أحدث موجة غضب عارمة رسمية وفي وسائل التواصل الاجتماعي ، من قبل اولئك الذين اعتمدوا على مقالاته لمتابعة الوضع في اليمن ، حيث القليل جدا من الصحافيين الأجانب متواجدين على أرضها.
وهذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تخاطب فيها صحيفة أمريكية رئيسا يمنيا محتجة على قمع حريات الصحافة ، وارتفع الاهتمام الإعلامي الغربي بوضع الصحافة في المنطقة العربية مع ارتفاع نسبة الانتهاكات وبروز قضية صحافيي الجزيرة في مصر إلى الصفحات الأولى للإعلام الغربي.
وكانت السلطات الأمنية اليمنية قد رحلت الصحافي الأمريكي ادم بارون في مايو المنصرم دون إعطاء أية إيضاحات ,ومنعت من الدخول إلى البلد قبل ذلك وبعده صحفيين غربيين آخرين.
يأتي ذلك مع ارتفاع منسوب العنف في اليمن واضمحلال أخباره في الصحف الغربية ووسائل الإعلام الدولية.
"نص الرسالة"
فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي
أنا أكتب إليك آملا تدخلك بخصوص السيد آدم بارون ، مواطن امريكي ومقيم في اليمن منذ فترة طويلة طُلب منه بشكل غير عادل مغادرة بلدك في مايو المنصرم.
يود السيد ادم العودة الى اليمن وتريد جرائد مكلاتشي – ثالث أكبر دار نشر صحفية في الولايات المتحدة - أن تعتمد عليه مجددا لتغطية الاخبار اليمنية. انني ادعوك أن تعكي الاوامر لحكومتك لمنحه تاشيرة دخول واقامة جديدة.
إن إبعاد السيد بارون من اليمن كان امرا غير عادلا. في الخامس من مايو ، طًلب منه الحضور الى مصلحة الجوازات للتعامل مع ما وصف له بانه "مشكلة طفيفة" . في السادس من يونيو ، حينما حضر السيد بارون الى مصلحة الجوازات ، صودر منه جوازه ، وقال له ممثل لجهاز الامن القومي اليمني من دون اي تفسيرات اخرى بانه "لم يعد مرحبا به في اليمن" لقد تم وضعه في زنزانة حتى الساعة العاشرة مساء ، حينما تم اطلاق سراحه بعد ان تعهد احد الاصدقاء ان ادم سيغادر البلد خلال 24 ساعة. لقد طًلب من السيد ادم عدم محاولة الاحتجاج على قرار احتجازه وترحيله. لقد تم شطب فيزته واقامته في جوازه بحبر قلم ، ولم يعد اليه جوازه الا على متن الطائرة المتجهة الى القاهرة في ال7 من مايو.
حتى الان ، لم تقدم السلطات اليمنية اي تفسير لترحيلها للسيد بارون. ولذلك لم يعد يبقى لنا اي خيار ، الا الاستنتاج ان قرار ترحيله كان بسبب عمله كصحفي ، وان ترحيله الاجباري من اليمن قد انتهك الاعراف الدولية المتعلقة بمعاملة الصحفيين.
ان صحف مكلاتشي تعبر عن قلقها العميق من هذا الانتهاك ، خاصة ان السيد بارون كان قد حصل على فيزة دخوله اليمن بناء على مذكرة طلب من الجريدة الى وزارة الاعلام اليمنية في نوفمبر المنصرم. كاحد المراسلين القلائل المقيمين في اليمن والممثلين لوسال الاعلام الغربية ، ، فان عمل ادم لجريدة مكلاتشي – وهي تصدر صحفا متعددة في اكثر من 29 مدينة امريكية – فان تقاريره الصحافية كانت مقروءة بشكل واسع على امتداد الولايات المتحدة وامريكية.
انني على ثقة بان الحكومة اليمنية تتفهم اهمية حصول الصحافيين على المعلومة ، دون اي قيود. انا على امل انك ستتفق معي بان السماح للسيد ادم بالعودة الى اليمن هو السبيل الوحيد لاصلاح هذا الخطأ. اشكرك على اخذك الامر بعين الاعتبار.
