وأكد الجرادي في منشور له على صفحته في الفيس بوك أن هناك رغبة لدى الرئيس وفريق حكمه في استمرار الصراع المسلح والسياسي بين جميع القوى والجماعات السياسية ليتسنى للرئيس وفريقه الحاكم الاستمرار في إدارة الدولة ومواردها بطريقة أسوأ بكثير مما كانت عليه في السابق.

 

وأشار إلى أن غياب الإدراك بان استمرار الصراع المسلح سيسقط الدولة ككيان جامع، وأن تعامل الرئيس وفريقه بطريقة إذكاء الصراعات ابتداء بتهجير أبناء دماج إلى سقوط حاشد ثم عمران وحصار العاصمة لم يكن ليضعف طرف سياسي كحزب الإصلاح بقدر ما مثل عامل رئيس لإسقاط الدولة، ولم يكن كذلك نصرا للحوثي بقدر ما كان أشبه بمن يلف الحبل حول عنقه، مؤكداً أن ذلك يتضح من خلال الثورة الشعبية ضد الحوثي في العاصمة وبقية المحافظات.

 

وأوضح بأن مشكلة اليمن اليوم ليست في عنف الحوثي ولا في عنصريته، بقدر ما هي في طبيعة القرار السياسي الذي اسقط الدولة وسمح للمليشيات بالحلول محلها، وأضاف أيضاً بأن مشكلة اليمن ليست في علي عبدالله صالح الذي يغذي الحروب والنزاعات، لكن المشكلة حد قوله في من يساعده على أن يظل عامل خراب ليحكم بالتوازنات.

 

وأضاف الجرادي بأن مشكلة اليمن ليست في الإخوان الذين يحاولون الاستحواذ حد قول البعض، لكن المشكلة في من يمدد الفترات الانتقالية ولا يريد إجراء أي انتخابات للخروج من حالة التيه وادعاء التمثيل الشعبي.

 

وقال أيضاً بأن المشكلة ليست في المؤامرات الخارجية، وإن وجدت، وإنما المشكلة في من يستخدم الفصل السابع لاستضعاف القوى الداخلية.

 

ونصح الجرادي في منشوره قيادة المشترك والمؤتمر والحوثي بأن يتفحصوا جيدا ما يقول لكم الرئيس في الغرف المظلمة، لأنها حتماً قد قال عكسها لخصومهم.

 

واستعرض الجرادي عدد من الوقائع السياسية التي تؤكد منهج الرئيس هادي وفريق حكمه الذي يقوم على إدامة عمر الصراع، والنفخ فيه، بدلاً من إيجاد حل له.

 

حيث قال أنه في إحدى المرات خاطب سلطان البركاني رئيس الجمهورية في اجتماع اللجنة الرئاسية المكلفة بالتفاوض مع الحوثي، حيث قال البركاني للرئيس أن عبد الملك الحوثي قال أكد بأنك يا سيادة الرئيس قد وعدتهم بضم محافظة حجه إلى إقليم آزال، وأنك لم تفي بوعدك، مشيراً إلى أن الرئيس حينها صمت ولم يجيب.

 

 وفي أحد الاجتماعات الموسعة للحكومة بحضور هادي وغياب باسندوة أوضح الرئيس هادي للحاضرين أنه قام بزيارة عمران أثناء تشييع جنازة القشيبي، ليطمئن سفراء واشنطن وبريطانيا اللذين كانوا ينوون مغادرة صنعاء، ومزاولة أعمالهم من جيبوتي، إلا أنه وفي نفس الأسبوع التقى السفراء بالقيادات السياسية، حيث أنهم عبروا عن استغرابهم مما قاله الرئيس هادي، وأن فكرة المغادرة إلى جيبوتي غير وارده  لديهم وأنها لم تطرح أبداً.

 

ومن الوقائع أيضاَ أن الرئيس هادي أثناء حصار الحوثي  لدماج، قام بإرسال لجنة إلى دماج، وحملها تخويفاً للسلفيين بأن الطائرات الأمريكية قد تقوم بضربهم إذا لم يخرجوا، رغم أن الحوثيين كانوا يطالبون فقط بإخراج الطلاب الأجانب.

 

كما أن هادي كان يقول لقيادات الثورة المطالبين بقرارات لصالح الثورة بأنه لا يستطيع القيام بشيء وأن صالح لا يزال يعرقل أي خطوات يمكن القيام بها، وأن المطلوب الضغط لعزله من على رئاسة المؤتمر وإخراجه من البلاد، إلا أنه حينما التقى بقيادات حزب المؤتمر أكد لهم بأنه يقوم بحمايتهم، وأنه وفر لهم فرصة البقاء كحزب بينما المشترك يريد إلغاءكم.

 

 وفي موقف آخر قال خلال زيارته لأولاد العميد القشيبي بأن علي صالح اتصل بقيادات الحملة العسكرية التي أرسلها هادي للقتال بجانب والدهم، ومنعهم من التقدم، في حين أن وزير الدفاع أكد في تصريحات له بأن الجيش يقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف.

 

وأضاف بأن هناك قرابة 16 موقعاً إخبارياً على الإنترنيت ممولة من الرئاسة، وجميع أخبارها وتقاريرها، تقول بأن علي صالح وعبد الملك الحوثي وحميد الأحمر وعلي محسن الأحمر كلهم متفقين ومتآمرين على الرئيس لأنه جنوبي وصراعهم مجرد تمثيلية، مؤكداً بأن ذلك يؤكد وجود رغبة لدى الرئيس وفريقه في إبقاء البلاد في دوامة الصراع.