خففت جماعة الحوثي المسلحة من حدة خطابها اليوم تجاه الرئيس هادي والحكومة، ومختلف الأطراف الواقعة في مربع الاصطفاف الوطني، بعد ساعات فقط من مهاجمة الرئيس هادي للجماعة، واتهامه لها بأنها تسعى لإسقاط صنعاء، وأنه سيقاتل دفاعاً عن صنعاء حتى آخر لحظة.
وفي تحول ملحوظ في سياق الطرح الحوثي المستفز تمنى الناطق الرسمي بإسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام أن تتحرك رئاسة الجمهورية إلى ترجمة متطلبات الشعب اليمني إلى واقع يلمسه المواطن اليمني على الأرض، دون مراوغة أو مكابرة أو التعويل على عامل الوقت، أو بث الإشاعات ، أو محاولة تمييع المطالب بقضايا لا أساس لها من الصحة وإنما تأتي في جانب المزايدات والمناكفات السياسية.
ورحب عبد السلام في منشور له على صفحته في الفيس بوك بالمبادرات الصادقة التي صدرت من أغلب الأحزاب السياسية في البلد، والتي تناولت إعادة النظر في رفع الدعم عن المشتقات النفطية والبدء بتشكيل حكومة وحدة وطنيه والدخول في مراحل الشراكة السياسية وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، مشيراً إلى أن تلك المبادرات تلامس واقع الأزمة الراهنة وتنبئ عن حرص وطني في القبول بخيارات الشعب والتي هي خيارات المنطق والحق والصواب .
ويأتي هذا الحديث الناعم لناطق الحوثيين، في الوقت الذي تداولت المصادر معلومات حول اعتزام مجلس الأمن احتساب جماعة الحوثي ضمن المعرقلين للتسوية السياسية، وهو ما يدخلها تحت طائلة العقوبات والإجراءات الدولية.
وغابت عن التصريح الألفاظ الحادة، والاتهامات المتشنجة، والتهديد والوعيد، الأمر الذي يؤكد وجود قلق لدى الجماعة من نفاذ صبر قيادة الدولة، وكذا الدول العشر، إزاء ممارسات الجماعة العدوانية.
وقال عبد السلام مخاطباً الرئيس هادي «أن الحرص على الوطن يأتي من بوابة الإستجابة لمطالب الشعب وتلبية استحقاقاته الطبيعية وهو يخرج في مسيرات شعبية واسعة وبشكل يومي يطالب بأبسط وأقل الحقوق التي تلامس غذاءه وأمنه».
وقال بأن من خرجوا في الشوارع لرفض الجرعة والمطالبة بإقالة الحكومة لن يوقفهم الحرص المصطنع والضجيج، وإنما القرارات الصادقة المستجيبة لخيارات الشعب وتطلعاته إلى مستقبل زاهر وغد أفضل، وهو ما يؤكد بأن الجماعة ربما تكون قد اقتنعت بالاتفاق الذي عرضته اللجنة الرئاسية على زعيمها ، والذي يتضمن حلاً للخلاف.
زكان الرئيس هادي قد عقد اجتماعاً اليوم بهئية الاصطفاف الوطني، وهاجم خلاله جماعة الحوثي، مهدداً باستخدام عملية قيصرية لإخراج الحوثي من مداخل صنعاء، ومؤكداً بأنه لن يسمح بجر البلاد إلى حرب أهلية.
كما أن هادي جدد اتهامه لإأيران بالتدخل في شئون اليمن بشكل كبير، من خلال دعم جماعة الحوثي سعياً منها لمقايضة صنعاء بدمشق، مشيراً إلى أن هناك أربع قنوات تابعة لإيران تعمل ضد اليمن، بالإضافة إلة وجود مستشارين إيرانيين إلى جانب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
