قرر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، اليوم الثلاثاء، تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة وتخفيض أسعار الوقود، ضمن مبادرة لحل الأزمة المتفاقمة مع الحوثيين، وابعاد اليمن من حافة الحرب الأهلية، على أن يتم تكليف رئيس للحكومة الجديدة في غضون أسبوع.
وتبنّى هادي الذي ترأس لقاءً وطنياً موسعاً مبادرة اللجنة الرئاسية المكلفة التفاوض مع الحوثيين، فيما قال مستشار الرئيس الإعلامي فارس السقاف، "نأمل أن ينضم الحوثيون إلى هذه العملية، ولكن في كل الأحوال، فإن الرئيس سيمضي قدماً في المبادرة التي تحظى بالتفاف يمني واسع بغض النظر عن موقف الحوثيين".
وسارع المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، للتأكيد على أن "أنصار الله" (الحوثيون) لم يوافقوا على هذه المبادرة التي قال انها تمثل "التفاقاً" على المطالب.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن عبد السلام، قوله إنه "لم يصدر أي موافقة بخصوص ما تم تداوله في بعض وسائل الاعلام عن مبادرة قدمتها اللجنة الحكومية".
وأضاف "نؤكد أن ما صدر من اللجنة موقف يمثلها ولسنا موافقين عليه وأن موقفنا ما زال إلى جانب الشعب اليمني الذي خرج في ثورته الشعبية المباركة، ليطالب بحقوق مشروعة وعادلة ونعتبر المحاولات التي تسعى إلى تمييع المطالب الشعبية هدفها الالتفاف على مطالب الشعب اليمني".
وأعلن أيضاً حزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح "مباركته وتأييده لمبادرة اللجنة الوطنية الرئاسية التي أقرها اللقاء الوطني الموسع".
وذكر الحزب على موقعه على الانترنت أن "هذه المبادرة قد وضعت الأمور في نصابها"، معبراً عن أمله في أن تؤدي إلى إنهاء الأزمة الحالية، مؤكداً وقوفه خلف رئيس الجمهورية لإنجاز جميع المهام المحددة في المبادرة.
ونصّت مبادرة اللجنة الرئاسية، على تشكيل حكومة وحدة وطنية بما يضمن تحقيق الكفاءة والنزاهة والشراكة الوطنية على أساس الآليات التالية: إعلان الرئيس في اجتماع اللقاء الوطني الموسع أنه سيقوم خلال أسبوع بتكليف من سيشكل الحكومة بالتشاور مع المكونات السياسية، ويحق للرئيس اختيار وتعيين الوزراء في الوزارات السيادية وهي وزارات، الدفاع، الداخلية، الخارجية، والمالية.
ويحدد الرئيس بالتشاور مع المكونات السياسية متطلبات تجسيد الشراكة الوطنية والكفاءة والنزاهة بما في ذلك تحديد حجم مشاركة طرفي المبادرة الخليجية، والقوى السياسية الأخرى والحوثيين والحراك الجنوبي السلمي والمرأة والشباب.
ويُختار الوزراء على أساس التخصص والكفاءة والنزاهة وعلى المكون الذي سيشارك تقديم اسمين لكل منصب وزاري محدد لها إلى الرئيس الذي يختار بالتشاور مع رئيس الوزراء اسما من بين الإسمين المُقدمين.
كما يحدد الرئيس للمكونات السياسية فترة زمنية محددة لتقديم مرشحيها للحكومة وأي طرف لا يقدم مرشحيه في الموعد المحدد أو يعزف عن المشاركة في الحكومة، يحق عندها للرئيس اتخاذ القرار الذي يراه مناسباً وفقاً لصلاحياته الدستورية.
ويصدر الرئيس قرارا بإعادة النظر في الكلفة المضافة على السعر الدولي بما يؤدي إلى تخفيض سعر كل من مادتي الديزل والبترول 2.5 دولاراً أميركياً ويصبح سعر مادة الديزل حوالي 16 دولاراً وسعر مادة البترول حوالي 17 دولاراً.
ويتضمن برنامج الحكومة الجديدة إعادة النظر في السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية وتنفيذ حزمة من الإصلاحات العميقة بما في ذلك إعادة النظر بطرق الشراء لمادتي الديزل والبترول، بما يضمن جعل السعر متحركاً وفقاً للأسعار الدولية، مما يؤدي إلى مزيد من تخفيض السعر وجعل المشتريات النفطية علنية وبعيدة عن تعدد الوسطاء والعمولات واتخاذ قرارات اقتصادية لمعالجة آثار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، للتخفيف عن المزارعين والصيادين وتحسين التحصيل الضريبي.
ويتضمن برنامج الحكومة الجديدة رفع الحد الأدنى للأجور، والتأكيد والالتزام من جميع المكونات والفعاليات السياسية بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وفقاً لآليات مزمنة، واستكمال المهام المتبقية لصيانة وإقرار الدستور والاستفتاء عليه.
وتلتزم المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة والأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل بتبنّي سياسة إعلامية وخطاب إعلامي داعم للعملية السياسية بشكل عام، ولمخرجات الحوار الوطني بشكل خاص، وتلتزم بعدم النيل من الأشخاص وكرامتهم وخصوصياتهم أو تبني ما يدعو للصراعات المذهبية والطائفية والمناطقية، أو التحريض على الكراهية والعنف وتكلف حكومة الوحدة الوطنية بوضع الآليات المناسبة لذلك.
كما يتضمن برنامج الحكومة التأكيد والالتزام من جميع المكونات والفعاليات السياسية بنبذ ورفض العنف والتطرف والأعمال المخلة بأمن واستقرار البلاد، بدءاً بإزالة أسباب التوتر المتمثلة في التجمعات المحيطة بصنعاء وداخلها من خلال إزالة المخيمات وفضّ الاعتصامات واستكمال بسط سيطرة الدولة على محافظة عمران، ووقف المواجهات المسلحة في محافظة الجوف وبسط سيطرة الدولة على كافة أراضيها.
ويدعو اللقاء الوطني الموسع والمكونات والفعاليات السياسية زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، و"أنصار الله" للمشاركة في هذا الحل الوطني، تجسيداً للشراكة الوطنية وحفاظاً على أمن واستقرار ووحدة اليمن من خلال تنفيذ ما عليه من التزامات في الاتفاق.
