الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٠ مساءً
اليمن يدخل النفق المظلم و«مبادرات الإنقاذ» تتسرب للخروج منه
مقترحات من

اليمن يدخل النفق المظلم و«مبادرات الإنقاذ» تتسرب للخروج منه

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

�ن يستقر اليمن لسنوات مقبلة.. لطالما ابتلاه الله برؤساء من دون رؤوس»، بهذه العبارة العابرة اختزل الاعلامي اليمني حمدي البكاري الوضع المنهار في اليمن، والذي أصبح عصياً على الفهم، في ظل الانهيار المتسارع لكل شيء فيه، حتى السلطة الرئاسية، فيما قال البرلماني القريب من الرئيس السابق علي صالح أحمد الكحلاني «اذا لم نتدارك الوضع، هناك حرب طائفية مفروضة قادمة في اليمن».
 
أصبح كل شيء في اليمن باعثاً على القلق والخوف والرعب من المستقبل المجهول، في ظل غياب السلطة المركزية في العاصمة صنعاء وإصابتها بالهزال الذي لا تقوى معه السلطة حتى على الحضور الشكلي، غياب كلي للأجهزة الأمنية والعسكرية، مسلحون حوثيون يفرضون حضورهم بقوة السلاح على الجميع، المواطنين والسلطة، لديهم أدواتهم الأمنية والقضائية الخاصة في ممارسة السلطة، في حين تقف الدولة موقف المتفرج.
 
وفي ظل هكذا وضع لم يعد أحد من اليمنيين يثق بالدولة وبسلطتها، في ظل انهيار هيبتها أمام فوهات بنادق الحوثيين، ولم يعد أحدا يأمن على نفسه وماله من صلف المسلحين ومن تهوّرهم في الاستخدام المفرط للقوة والمبالغة في إراقة الدماء، سواء كانوا المسلحين المحسوبين على الحوثيين أو الدخلاء على الوضع، استغلالا لغياب سلطة الدولة. قصص يومية تحكى في صنعاء عن العبث الكبير بأرواح الناس، بالأمس كشف الطبيب مصلح عباسة، خبرا وصفه بـ(مؤلم جدا جدا) قال فيه «قُتل قبل قليل وبدم بارد الدكتور وضاح الهتاري وهو دكتور يعمل معي في صيدليتي ـ أمام المستشفى الجمهوري، وسط صنعاء ـ وهو انسان وديع ومسكين وغلبان ولا علاقة له بالسياسة وعنده حالة نفسيه من زمان».
 
وأضاف «قتله احد المسلحين الحوثيين أمام الصيدلية دون ذنب، سوى أن هذا الدكتور الصيدلاني ملتح ومربي شعر رأسه.. ربما اعتقد هذا الحوثي أن الدكتور الهتاري من السلفيين أو يهودي…الحوثيون هرّبوا هذا القاتل المجرم».
 
جاءت هذه الحادثة بعد يوم واحد من العملية الانتحارية التي استهدفت تجمعا للحوثيين في ميدان التحرير صباح الخميس، وكشفت حادثة مقتل الطبيب الصيدلاني أمس الجمعة مدى القلق والتوتر والاستنفار لدى المسلحين الحوثيين من أي شيء، وإبقاءهم الأصبع على الزناد وفتح النار على الناس لمجرد الاشتباه، لأن القتل أصبح دون عقاب وإزهاق الأنفس أضحى أرخص من ذبح الخراف. أضحت صنعاء مدينة أشباح، خالية إلا من البعبع الحوثي الذي خيّم عليها، الكثير من سكانها غادرها منذ سقوطها في 21 من الشهر الماضي، لم يبق فيها سوى القلة القليلة من سكانها والرئيس عبدربه منصور هادي، المحاصر في قصره، «ربما انتظارا لليلة الاقتحام الكبير»، وفقا لبعض المراقبين.
 
وعلى الرغم من هذا القلق الكبير والمبالغة في تصوير الوضع الصعب، يرى البعض أنه لا زالت هناك بوارق أمل في إمكانية احتواء الوضع قبل انزلاق البلد إلى أتون حرب أهلية أو انهياره بالكامل، إذا ما عمل الجميع على احتواء الكارثة من الآن.
 
ويرى الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالعزيز الترب أنه «لا خوف علي اليمن اذا استطاعت قوى الخير استيعاب الوضع الراهن واستخلاص الدروس للانتقال الي يمن الغد». وقال لـ»القدس العربي» «هذه الارهاصات ضريبة لابد ان تدفع وبقناعة تامة».
 
وأوضح أن «الحل مرهون في ان يترك الساسة الميدان وكفاية سياسة وصراعات ومتاجرة باليمن..عليهم القبول بالآخر وترتيب انفسهم لانتخابات قادمة بعد الانتصار على قوى الفساد والنهب».
 
وشدد على أن «اليمن حتما سينتصر مهما كانت التضحيات ويتعافي الاقتصاد ويزدهر اذا احترم الساسة انفسهم وعملوا لليمن اولا واخيرا بعيدا عن سياسة الاقصاء وتصفية الحسابات».
 
وذكر انه من ضمن الحلول للوضع الراهن في اليمن تشكيل حكومة قدرات وكفاءات وعلى الاحزاب ان ترشح عقولها الفنية حتى يتسنى للرئيس هادي والمكلّف بتشكيل الحكومة اختيار الانسب منهم.
 
وقال «أراهن على اخراج اليمن من هذا الوضع اذا تعاون الساسة بإرادة وقرار ورؤى وادارة لتطبيق الحكم الرشيد بمبدأ الثواب والعقاب وعليهم الاستعداد لانتخابات قادمة بعد الاستفتاء على الدستور».
 
واتهم السلطة والأحزاب بإيصال اليمن الى هذا النفق المظلم وقال «هم من أوصلوا البلاد الى هذا النفق، حيث خرجت قوى نافذة ودخلت أخرى، وعلينا القبول بالتعايش بعيدا عن التفكير في اقصاء هذا التيار او ذاك مهما كانت الظروف».
 
مبادرات الانقاذ للوضع اليمني تعددت وبدأت تظهر الى السطح على استحياء، في ظل أجواء أمنية وسياسية متهالكة وانهيار شبه كلي للدولة، والتي استغلتها بعض القوى التي ربما أسهمت بطريقة أو بأخرى في إيصال البلد إلى هذا الوضع، للاعلان عن الـ(مخلّص) أو (المنقذ) لليمن من الانهيار، ضمن سيناريو مرسوم سلفا منذ انهيار النظام السابق.
 
إلى ذلك كشف الأمين العام لحزب اتحاد القوى الشعبية الدكتور محمد عبدالملك المتوكل عن تشكيل لجنة انقاذ وطني مهمتها التنسيق بين مختلف القوى السياسية ودفعها لبناء اليمن الديمقراطي العادل.
 
ونسبت وكالة خبر للأنباء الى المتوكل قوله «ان اللجنة قابلت عددا من قادة القوى السياسية، وان مهمة اللجنة تقريب وجهات النظر والسعي لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مخرجات الحوار الوطني والدستور»، وتوقع المتوكل أن تتوالى العمليات الإرهابية، خلال الفترة المقبلة نتيجة غياب الاستقرار وعدم وجود دولة.
 
وفي ظل اكتمال عوامل انهيار الوضع تبرز عملية البحث عن منقذ، وفقا لما قاله الناشط السياسي المحامي خالد الآنسي «بعد أن ترتفع الأصوات التي تطالب بالمنقذ وتسود فكرة أن اليمن بحاجة إلى سيسي، سوف يتم الدفع بنجل المخلوع (علي صالح) ليلعب هذا الدور وليوقف المد الإيراني في اليمن»، في إشارة الى اعادة النظام السابق للحكم ولو بوجوه جديدة، كما حصل في مصر، وتدمير كل مكتسبات الثورة الشعبية التي اندلعت في 2011 ضد نظام صالح.

* نقلا عن القدس العربي.

الخبر التالي : الرئيس هادي ينقل الطائرة الرئاسية إلى عدن خوفاً عليها من الحوثيين

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من