أجمع سياسيون واستراتيجيون مصريون، على ضرورة فرض عقوبات اقتصادية شاملة على الحوثيين، مؤكدين أنها السلاح الفعال لردع الانقلاب وحمله على التراجع عن الهيمنة بالقوة على مفاصل الدولة. واعتبروا أن الضغط السياسي والدبلوماسي والشعبي ليس كافيا.
ووصف سفير مصر السابق في اليمن الدكتور محمد بدر الدين زايد، خلال حديثه لصحيفة "عكاظ" السعودية، الوضع في اليمن بأنه شديد التعقيد، داعيا الحوثيين إلى الاحتكام للحوار باعتباره السبيل الوحيد لتسوية الخلافات، واستنكر سعيهم لفرض سياسة الأمر الواقع، في ظل وجود تباينات كثيرة وخصوصية المجتمع اليمني التي تتسم بالقبلية. وطالب باللجوء إلى كل أدوات الضغط السياسي والاقتصادي، بالتزامن مع الجهود التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة، والإجراءات الخليجية والعربية.
وعبر مساعد وزير الخارجية المصري السابق للشؤون العربية السفير هاني خلاف، عن ثقته بأن الضغط عبر الشارع اليمني أو من مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والأمم المتحدة، سيكون سلاحا رادعا للحوثيين، إذ إنهم سيواجهون عزلة دولية وإقليمية لا قبل لهم بها، وهو ما سوف يحملهم على العودة عن الإجراءات الانقلابية والقبول بالحوار السياسي. وأكد أن الشارع اليمني يقع على عاتقه الدور الأكبر إذا وقف على قلب رجل واحد ورفض الإقرار بشرعية الانقلاب وأصر على مقاومته بكل السبل.
فيما اعتبر الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب السفير الدكتور جمال بيومي، أن الضغط الاقتصادي وفرض عقوبات على الحوثيين هما السلاح القوي، منوها بضرورة وجود حصار اقتصادي شامل من الدول العربية والسعي إلى توسيعه على النطاقين الإقليمي والدولي.
وأضاف أن استمرار الرهان على ضغط الشارع اليمني ورفض الاستسلام للانقلاب الحوثي من شأنه أن يثمر عن تراجع تلك العناصر عن ما تقوم به في اليمن.
أما الخبير الاستراتيجي في أكاديمية ناصر العسكرية اللواء نبيل فؤاد، فأكد أن السلاح الشعبي له دور كبير في مواجهة الحوثيين، لافتا إلى أن القبائل اليمنية تمتلك العدة ولها صوت مسموع في مواجهة التحديات، خاصة أنهم خاضوا حروبا سابقة ضد الإرهاب، وقال: إن دول الخليج تنظر بتقدير كبير إلى دور القبائل اليمنية لمواجهة مخطط الحوثيين.
وتوقع من خلال تجربته في اليمن خروج مشايخ القبائل لمواجهة تحديات الانقلاب، مطالبا بضرورة تجفيف منابع إمداد الحوثيين، خاصة أن هناك من يمدهم بالمال والسلاح، وأن قطع تلك المؤن سوف يكون له دور إيجابي.
وفيما يتعلق بالحل العسكري، عبر عن اعتقاده أنه سيؤدي إلى زيادة الإرهاب في دول المنطقة، خاصة أن القتال في المناطق الجبلية مكلفا، كما أنه يمكن أن يخلق عراقا جديدا في المنطقة، وسيؤدي إلى عراق جديد. واعتبر أن المسيرات الشعبية وغلق السفارات العربية والأجنبية رسالة قوية مفادها عدم شرعية الانقلاب.
