وأضاف النوبة، في حديث لصحيفة "سبق" السعودية: "إن المملكة منحت القوى الانقلابية أكثر من فرصة، لكن هذه القوى أمعنت في غطرستها وتوجّهت بجحافلها إلى الجنوب، وهاجمت عاصمته عدن، بعد أن أكملت السيطرة على الشمال".

 

الدور السعودي

ولفت إلى أن الدور السعودي الحالي تجاوز عثرات التأخير في اتخاذ القرار وسجّل حضوراً عسكرياً عبر عاصفة الحزم غيَّر كل المعادلات في اليمن والمنطقة.

 

ودعا العميد النوبة، المملكة إلى إكمال مهمتها في تحرير اليمن من ميليشيات الحوثي وجيش المخلوع علي صالح، بكل الوسائل الممكنة؛ للوصول باليمن إلى تسوية سياسية جديدة تقوم على التكافؤ بين كل المكونات السياسية، وإنهاء سطوة ونفوذ التحالف القبلي الحوثي الصالحي المهيمن على البلاد ومقدراتها.

 

 وفي معرض تناوله الدور الإيراني في اليمن، قال النوبة: "إن طهران حرّكت جحافل حرسها الثوري إلى الأراضي العراقية لقتال "داعش"، مبررةً موقفها بأن" داعش" يمثل خطراً على أمنها القومي، وبناءً على ذلك، وقياساً عليه أيضاً، فإن التحرُّك السعودي في اليمن ينطلق من كون اليمن يمثل عمقاً إستراتيجياً للمملكة، السماح بوجود ميليشيات مسلحة، وجيش غير مهني، ومتمرد على قيادته، يمثل خطراً على الأمن القومي للمملكة ودول الخليج، والمنطقة بأكملها، نظراً للموقع الجغرافي المهم لليمن" .

 

وطالب النوبة، المملكة بلعب دورٍ مؤثرٍ في إعادة بناء الجيش اليمني، وعدم السماح بوجود جيش ميليشياوي ينصاع لأوامر شيوخ وقادة مغامرين، ومراهقين.

 

انحرافات الجيش

وذكر النوبة، أن "الجيش الحالي الذي يقتل المدنيين في عدن وشبوة وأبين وكل المحافظات، جرى بناؤه من أموال وخيرات هذا الشعب الذي يقتله الآن".

 

وأضاف أن "الجيش بانحرافاته تلك لم يعد جيشاً، بل ميليشيا وعصابات يجب حلها، وإعادة بناء الجيش على أسس مهنية وعسكرية احترافية، تقطع مع القبلية، والمناطقية، والولاءات الفوضوية، داخل المؤسسة العسكرية".

 

وحول رؤيته لمعالجة مشكلة تركيبة الجيش، شدّد النوبة على ضرورة تشكيل جسم عسكري جديد في اليمن تحت اسم الحرس الوطني، تتركز وحداته في كل المحافظات اليمنية، ويقتصر أفراد كل فرع من فروعه على أبناء المحافظة التي يُوجد فيها الفرع؛ ليحموا محافظتهم من أي تغول إرهابي سواء من التنظيمات المتطرفة، أو من الميليشيات كما هو حال ميليشيا الحوثي.

 

تركيبة الحوثيين

 كشف النوبة عن أن مراكز القوى والنفوذ في الشمال ذات تركيبة غريبة جمعت بين الدين، والسياسة، والقبيلة، والتجارة، والمافيا، وهي تطوع كل مقدرات الدولة لمصلحتها.

 

وأضاف أنه سبق أن حذّر الرئيس عبدربه منصور هادي، عقب انتخابه مباشرة من أنه لن يستطيع النجاح أو العمل، في وجود هذه المراكز المتشابكة، التي تنظر لبقية مناطق اليمن والجنوب على أنها تابعة فقط.

 وعن تقييمه نتائج العمليات الحربية في الجنوب وعدن، ذكر النوبة، أن عدن عاصمة الجنوب، وهي عاصمة التحرُّر، ولن تقبل بالغزاة مهما كان لونهم وخطابهم.

 

عدن ستطرد غزاتها

 أكد النوبة، أن عدن ستطرد الغزاة عاجلاً أم أجلاً، وكذلك كل مدن ومناطق الجنوب لن تركع للميليشيات الحوثية والجيش المتمرد مهما كانت التضحيات.

 

ودعا النوبة، قوات تحالف عاصفة الحزم إلى الاستفادة من الخبرات العسكرية لجيش الجنوب الذي يضم خبراءً وضباطاً قادرين على تغيير المعادلة على الأرض بالتنسيق مع كل القوى وعدم الركون إلى الطابع القبلي في المواجهات مع الحوثيين.

 

وقال: "إن الحوثيين يقاتلون بعسكر وميليشيا، ويجب مواجهتهم بخبرات متعددة وهناك كوادر عسكرية وضباط قادرون على أداء مهام قتالية وقيادية على أكمل وجه وينتظرون فقط إشراكهم في العمليات" .

 

يُشار إلى أن العميد النوبة، يرأس جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين، الذين كانوا ينتمون إلى جيش اليمن الجنوبي قبل الوحدة، وجرى تسريحهم من قِبل نظام المخلوع علي صالح بعد حرب صيف 1994م، التي قادها ضد الجنوب.