كيف أًصابت إيران حلفائها الحوثيين بالإحباط ؟

قد يعجبك أيضا :

�في طهران منذ استولى الحوثيون على مقاليد السلطة في اليمن، وبسطوا نفوذهم على عدد من المحافظات اليمنية بقوة السلاح، لم تخفي علاقتها الحميمة بهذا الكيان المتطرف، بل وذهب مسئولوها أبعد من ذلك، من خلال الإعلان عن أن صنعاء،، العاصمة العربية الرابعة باتت تحت سيطرة إيران.

إيران تفاخرت كثيرا بما يقوم به حلفائها الحوثيين في اليمن، واعتبرت ما وصفته بـ"ثورة" الحوثيين في اليمن، جزء لا يتجزأ من الثورة الإسلامية في إيران.

بل وشرعت طهران من وقت مبكر في محاولة التوغل شيئا فشيئا في البنية المذهبية للبلاد، من خلال تصدير الفكر الإثناء عشري إلى اليمن، بالإضافة إلى تدريب المقاتلين الحوثيين، وإمدادهم بالسلاح لتقوية نفوذهم، الذي هو نفوذها أيضا على الحدود الجنوبية للملكة العربية السعودية.

لكن وما إن أعلن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية عن بدء عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين، وجدت طهران وكذلك حلفائها الحوثيين أنفسهم أمام اختبار حقيقي لمدى قدرة الطرفين على إسناد الآخر.

لم تخفي طهران رفضها المطلق وامتعاضها من عملية "عاصفة الحزم" التي قضت على أحلامها في احتلال المدينة العربية الرابعة، وبينما "عاصفة الحزم" تتقدم في دك معاقل وترسانة الحوثيين وحلفائهم، اكتفت إيران بالتصعيد الإعلامي في مواجهة تلك العمليات..

ودرءاً للإحراج الذي باتت عليه طهران أمام حلفائها الحوثيين، اختلقت قصة سفينة المساعدات، التي اتضح لاحقا أنها محملة بكميات من المياه المعدنية، معلنة أنها ستحرق المنطقة في حال اعترض التحالف على إيصالها إلى اليمن دون تفتيش.. !

إيران تريد من التضخيم الإعلامي لأمر السفينة، رفع معنويات الحوثيين، وإيهامهم بأنها إلى جانبهم، وكذا استخدام السفينة كورقة ضغط في المفاوضات الجارية لحل الأزمة في اليمن، لكن هذه كلها لم تنطلي على الحوثيين.

إذ خرج العديد منهم، معربا عن استياءه من موقف طهران السلبي إزاء الحوثيين، وهذا ما أفصح عنه بوضوح عضو المجلس السياسي لجماعة "أنصار الله" محمد علي العماد، حيث هاجم إيران، واصفا إياها بالانتهازية، مشيرا إلى تخاذلها عن مساعدة حلفائها الحوثيين.

وقال العماد في مقال صحفي : "من المعروف أن إيران حرّكت أسطولًا حربيًّا لحماية السفينة التي تحمل المساعدات لليمن، وقد رافق هذا تهديد ووعيد من جميع القيادة الإيرانية الانتهازية بأن السفينة سوف تبحر إلى ميناء الحديدة، ومن سيعترضها سوف يدفع ثمن ذلك غاليًا، وسيكون حجم الرد قاسيًا، سيغير من شكل خريطة المنطقة".

مستوى الإحباط الذي بلغه الحوثيون وصل إلى حد النكتة، حيث أستغرب البعض، من الضجة الإعلامية التي صنعها إيران لموضوع السفينة، في الوقت الذي اتضح أنها تحمل كميات من المياه المعدنية، حتى أن أحدهم قال ساخرا : "إنها مياه ثقيلة خاصة بالمفاعل النووي، وطمأن القراء: دلا دلا أول الماء وبعدا المفاعل "، بينما قال آخر: " متى تفهم إيران أن ما يحدث في اليمن حرب وليست صبة إسمنت". !

لم يتوقع الحوثيون هذا الخذلان الهائل الذي أبدته إيران تجاههم، كانوا يظنون أن طهران ستحرك سفنها الحربية، وستشعل حربا في المنطقة دفاعا عنهم، متجاهلين حقيقة أن طهران تحتاج اليوم إلى من ينقذها في سوريا والعراق وربما لبنان.

الخبر التالي : شاهد منزل «أحمد علي صالح» بعد قصفه من قبل قوات التحالف