الأحد ، ١٩ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٢ صباحاً
هوليوود تعيد مطاردة بن لادن في فيلم كوميدي مأخوذ من أحداث حقيقية (1 من 2)
مقترحات من

هوليوود تعيد مطاردة بن لادن في فيلم كوميدي مأخوذ من أحداث حقيقية (1 من 2)

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

كان ذلك في عام 2009، وكنت وقتها في بريطانيا، وحين قرأت في صحيفة (صانداي تايمز) الشهيرة، ذلك الحوار مع الرجل غريب الأطوار، استمتعت بقصته جدًا، ورأيت أنها تصلح مادة للكتابة عن تأثير الشحن الإعلامي على المواطن العادي وإصابته بالهوس، لكني لم أكن أتوقع أن تتحول قصة الرجل إلى فيلم كوميدي، يجري تصويره الآن في المغرب، وينتظر الكثيرون منه أن يكون فيلمًا مصيريًا للنجم الشهير نيكولاس كيج، فإما ينقذه من عثراته السينمائية المتتالية، أو يكون الفيلم الذي يجهز عليه، ويؤكد انضمامه إلى قائمة النجوم الذين أدبرت الدنيا عنهم، بعد طول إقبال.
 
نيكولاس كيج ومخرج فيلمه الجديد راي تشارلز

 
أتحدث هنا عن فيلم (جيش من رجل واحد) الذي يخرجه المخرج الأمريكي لاري تشارلز، مخرج أفلام (بورات) و(برونو) و(الديكتاتور) ومسلسلات (ساينفيلد) و(اكبح حماسك) و(الكوميديانات) وغيرها من الأعمال الكوميدية الناجحة، يروي الفيلم قصة عامل البناء جاري بروكس فولكنر الذي تم العثور عليه في عام 2009 بين الحياة والموت، على الحدود الباكستانية الأفغانية، وحين استعاد صحته، اكتشفت السلطات الباكستانية أن ذلك الرجل الذي وجدوه بلحية طويلة غير مهذبة، مرتديًا مزيجًا من الملابس الباكستانية التقليدية والملابس المودرن، جاء من مكان لا يخطر لهم على بال، وهو ولاية كولورادو الأمريكية، لكي ينفذ في هذه البقعة النائية مهمة شخصية لم يكلفه بها أحد، وهي مطاردة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي كان وقتها ولسنوات طويلة المطلوب الأول عالميًا على أغلب قوائم المطلوبين الدولية، وليس الأمريكية فقط.
 
سيزول استغرابك من تحويل قصة مثل هذه تصلح لأفلام الأكشن والتشويق إلى فيلم كوميدي هزلي، من النوع الذي تخصص لاري تشارلز في إخراجه، إذا قرأت بعض تفاصيل حياة جاري فولكنر، الذي تحول منذ تم القبض عليه وعودته إلى أمريكا، إلى مادة إعلامية مسلية، تتبارى الصحف والبرامج في عرض غرابة أطواره، وكان من أهم تلك المعالجات الإعلامية، تحقيق صحفي مطول كتبه الصحفي كريس هيث ونشرته مجلة (جي كيو) الشهيرة، وهو الذي اعتمد عليه كاتبا سيناريو الفيلم سكوت روثمان وراجيف جوزيف، لكن مع ذلك تبقى صحيفة (صانداي تايمز) البريطانية صاحبة السبق الدولي في الكتابة عن شخصية جاري فولكنر؛ حيث التقى به مراسلها عقب القبض عليه مباشرة، وأجرى معه ذلك اللقاء الذي احتفظت به بين أوراقي لفترة طويلة، وأعدت قراءته بعد نشر أخبار الفيلم الذي يتم تصوير مشاهده الآن في المغرب، ويشترك في بطولته النجم البريطاني المثير للجدل راسل براند، وتشارك في إنتاجه شركة الأخوين بوب وهارفي وينستين، إحدى أهم شركات الإنتاج السينمائي الأمريكية.
 
راسل براند

حين كتب مراسل (صانداي تايمز) عن فولكنر، قال إنه برغم الحالة الصحية المزرية التي كان يمر بها حين عثرت السلطات الباكستانية عليه، كان يردد كثيرًا جملة تقول: “أعلم أين هو”، وحين التقى المراسل به بعد شهر من العثور عليه، عرف أنه كان يتحدث عن بن لادن، وأن الأدوات التي عثر عليها معه (سيف ومسدس وسكين لتقطيع شرائح اللحم وحشيش ومعدات للرؤية الليلية وإنجيل)، كانت هي الأدوات التي استخدمها طيلة أشهر خلال بحثه عن بن لادن، وأنه كان ينوي الاستمرار في مهمته بعد خروجه من المستشفى، مطمئنًا المراسل أنه لن يقتل بن لادن؛ لأن قتله سيصنع منه شهيدًا، وكل ما سيفعله هو أن يتحفظ عليه، ويسلمه للسلطات الباكستانية، حتى تقدمه للعدالة في باكستان، وليس في الولايات المتحدة الأمريكية؛ “لأن هذا سيجعلنا ننفق ملايين الدولارات على المحامين، كما أن المحاكمة ستستغرق سنوات وسنوات”، ولم يكن يدري أن السلطات الأمريكية، لن تنتبه إلى خطورة تحويل أسامة بن لادن إلى شهيد، حين نجحت في العثور عليه، بعد ذلك بسنوات، حين قررت التخلص من نفقات المحاكمة وتصفية بن لادن فورًا.
 
حين التقت الصانداي تايمز بفولكنر، كان قد زار باكستان سبع مرات للبحث عن بن لادن، وحين قال لمراسلها إنه سيعود من جديد، لم يأخذ المراسل كلامه بجدية؛ لأنه كان في حالة صحية يرثى لها، لكن السنين أثبتت جدية فولكنر، فقد زار باكستان أربع مرات بعد ذلك، ليصل إجمالي مرات بحثه عن بن لادن إلى 11 مرة، فقد كان فولكنر يؤمن بأنه الرجل المثالي لمهمة العثور على بن لادن؛ لأنه يعاني من نفس حالة الفشل الكلوي التي يعاني منها بن لادن، والأهم من ذلك هو أنه يشبه بن لادن في طريقة تفكيره أيضًا، طبقًا لمنطقه الذي قال فيه: “أنا أنتمي إلى المدرسة القديمة للغاية، أنا من العصور الوسطى أيضًا، ثم إنني صياد وخارج على القانون، فقط ألق نظرة على سجل السوابق الخاص بي لتكتشف أنني أنسب شخص يمكن أن يقبض على بن لادن”، لا يخجل فولكنر من إعلان سجل جرائمه ومخالفاته القانونية؛ لأنه يعتقد أن الاستشهاد بها في موضع مطاردة بن لادن يمنحه قيمة مضافة.
 
 لا يخجل جاري فولكنر أيضًا من إعلان أنه يدخن الماريجوانا مرتين يوميًا، وأنه كان يتعاطى أقوى أنواع المخدرات “إل إس دي”، في نفس الوقت الذي يعلن فيه عن تدينه الشديد، وأنه ظل يبحث عن بن لادن، ليس لأنه مهتم بالمكافآت المرصودة لرأسه من جهات متعددة، بدليل أنه يقوم بجمع تمويل بشكل فردي، للإنفاق على مهمته، التي لم يعقه عن تنفيذها من قبل منعه من دخول باكستان؛ لأنه يعتقد أن الإيمان الذي يسكنه سيكون أقوى من كل سلاح، ومع ذلك، وخلال المرات التي دخل فيها إلى باكستان، ظل فولكنر يشتري في السر أسلحة من السوق السوداء، ويخبئها في مناطق جبلية على الحدود الباكستانية الأفغانية، وكان أخطر هذه الأسلحة مسدس صيني الصنع، خبأه تحت صخرة في وادي بيمبورت حيث تم القبض عليه، لكنه قال للمراسل إنه ليس مكترثًا جدًا بوجود أسلحة نارية متطورة لديه؛ لأنه سيقبض على بن لادن بسلاح أو بدون سلاح، مضيفًا: “كلما توغل بن لادن في الجبال كلما توغلت أنا، وهذا الأمر لا يزعجني على الإطلاق، إن أحدنا على صواب والآخر على خطأ، لكن الرب سيحميني أنا”.
 
جاري فولكنر
 


ولد جاري فولكنر في 15 أغسطس 1959 في هوليوود -شخصيًا- بولاية لوس أنجلوس، أبوه كان مغنيًا وأمه كانت عاملة في شركة تليفونات، انتقل الاثنان إلى ولاية كولورادو وأقاما بها، توفي الأب بأزمة قلبية عن 45 عامًا، بعد أن أنجب 4 أبناء، لكنه ترك بصمة لدى أبنائه، خصوصًا ابنه الأكبر جاري، الذي ورث عن أبيه حب رياضة الصيد والقيادة العنيفة للسيارات والمغامرات. لم تكن عائلة فولكنر عائلة متدينة، حتى إنه لم يكن في بيتهم إنجيل، لكن ذلك تغير في بداية السبعينيات، حين ذهب أطفال الأسرة إلى معسكر مسيحي، فتعرفوا على تعاليم العهد الجديد، “وولدوا من جديد” حسب تعبير جاري. وهو ما جعل جاري يبكر في زواجه منعًا للوقوع في الخطيئة، فتزوج في العشرين من عمره من فتاة تدعى ماكسين، وأنجب طفلًا اسمه روبرت.
 
 لكن، التدين لم يغير شخصية جاري فولكنر إلا إلى الأسوأ، فقد انغمس في إدمان المخدرات، مجربًا كل شيء كان متاحًا أمامه، الحشيش والكوكايين والميث والهيروين، وبدأ يدخل في معارك عنيفة مع تجار المخدرات والعصابات المحلية، وهي معارك وصلت إلى حد استخدام المتفجرات التي كان يصنعها بنفسه، وكان طبيعيًا بعد حياة حافلة مثل هذه، أن يقضي 12 عامًا بين السجون والمراقبة وأقسام البوليس، محبوسًا بتهم يفتخر بها كلها؛ إلا تهمة الاعتداء على والدته التي قضى بسببها عامًا في السجن، لكنه ينكرها بشدة ويعتبرها كاذبة وملفقة؛ لأنه يمكن أن يفعل كل الموبقات إلا الاعتداء على والدته، وحين انتهت فترات سجن جاري، كان قد استعاد تدينه وعلاقته بالإنجيل الذي أدمن قراءته في السجن.
 
في عام 2001 كان جاري بروكس فولكنر في أسوأ حال يمكن تخيلها، زواجه انتهى وأصبح مثلًا سيئًا لابنه، وفقد بيته بسبب عدم دفعه المستحقات القانونية التي ترتبت على الطلاق، بدأ يعمل في البناء متنقلًا بين عدة ولايات، وحين وقعت أحداث 11 سبتمبر، رأى جاري  في الأخبار كيف يفتخر بن لادن بفعلته التي خطط لها ونفذها أنصاره، والتي تسببت في مقتل آلاف المدنيين، فقال لأخيه سكوت الطبيب، إن ما فعله بن لادن مذكور في الإنجيل، وإن “الرب يكره الجبناء، وأنا لا أريد أن أكون جبانًا ولن أتخلى عن شجاعتي، لقد أهان أسامة بن لادن بلادي وإلهي”، كان فولكنر يشعر بالحزن لأن حكومة بلاده فشلت في القبض على بن لادن وحماية مواطنيها؛ ولذلك قرر أن يأخذ على عاتقه تلك المهمة، وحين بدأ يعلن ذلك لمن حوله، لم يأخذه أحد مأخذ الجد، سوى أخيه الذي يتذكر كيف كان فولكنر منذ صغره يغيب عن المنزل لأيام عديدة، ثم يعود إلى البيت حاملًا طرائد صيد، وكيف كان يقضي في رحلات الصيد تلك فترات عصيبة لا يمكن أن يتحملها من هو في سنه.
 
ظل جاري فولكنر لمدة عامين يجمع التمويل اللازم لمهنته، حتى استطاع ادخار عشرة آلاف دولار، اشترى بها من مدينة جريلي بولاية كولورادو، يختًا وبندقية وبعض السيوف المنتقاة بعناية وزجاجات الخمر الكبيرة، وقام بنقل اليخت بصعوبة بالغة، إلى مدينة سان دييجو المطلة على المحيط الهادي، مقررًا أن يبحر إلى باكستان التي لم يكن يعلم أين تقع بالتحديد، لكنه كان يظن أنها على الطرف الآخر من المحيط، وهو بالمناسبة ليس أمرًا غريبًا على ملايين المواطنين الأمريكيين العاديين، الذين لا يملكون قدرًا كبيرًا من المعرفة بما يجري في العالم، ولا يسمعون عن أغلب دول العالم، إلا إذا كانت أمريكا ستحاربها، أو إذا عرفوا من وسائل الإعلام الأمريكية أن هذه الدولة تشكل خطرًا على أمن أمريكا.
 
 بعد أن أمضى فولكنر 22 عامًا في المحيط، تحطمت سفينته على مشارف أحد الشواطئ، ليكتشف أنه لم يصل إلى باكستان؛ بل وصل إلى المكسيك. لم ييأس جاري بعد عودته إلى مسقط رأسه، فقد واصل العمل مجددًا وجمع التمويل، ليشتري يختًا أرخص سعرًا بكلفة 3500 دولار، لينطلق به من ميناء آخر في الشمال الغربي هذه المرة، لكي يبتعد عن المكسيك، لكن رحلته لم تنطلق؛ لأنه تعرض لحادث قبل إقلاعه، حين كان ينظف مسدسه فأصابته إحدى الطلقات، ليلجأ فولكنر إلى الإنجيل لكي يرشده، إلى أفضل الطرق التي يمكن أن يحقق من خلالها مهمته، فتأخذ قصته منحى أكثر عبثية وغرائبية؛ حيث تملكنه الشعور أن مهمته لن تنجح إلا إذا حصل على رداء وغطاء رأس من مدينة أردنية عتيقة، يرد اسمها في الإنجيل بوصفها مدينة الرؤية والكشف، مبررًا قراره ذلك بقوله: “الكتاب المقدس كالخزينة إن لم تضع مفاتيحها بالشكل الصحيح لن تنفتح”. (ذكر تحقيق الصانداي تايمز أن اسم المدينة هو بوسير، ويبدو أن خلطًا قد وقع من قبل جاري فولكنر نفسه؛ لأن مدينة بوصير الأثرية تقع في تونس، وربما كان يقصد مدينة أم قيس الأثرية التي ورد اسمها في الكتاب المقدس والتي تقع على الحدود الأردنية وتطل على بحيرة  طبريا).
 
وجد جاري فولكنر أن دخوله إلى الأردن سيكون صعبًا وسيعرضه للمراقبة الأمنية؛ لذلك قرر أن يسافر إلى اسرائيل، التي سترحب بدخوله كمواطن أمريكي، على أن يعبر من خلالها الحدود إلى الأردن، ولأنه كان قد تعرض لتجربة سيئة مع البحر والمياه عمومًا؛ فقد قرر أن يعبر من فوق البحر الميت، بدلًا من أن يعبر البحر الميت، ولذلك قام بتهريب طائرة شراعية داخل حقيبة أدوات تزلج، لم تلفت أنظار العاملين في الجمرك؛ لأنهم لم يروا فيه خطرًا، وإلا لكانوا سألوا أنفسهم: “لماذا يأتي أمريكي للتزلج في إسرائيل أصلًا؟!”، بعد أن وضع فولكنر حقيبته في الفندق، قام بمغادرته باحثًا عن أقرب تل يمكن أن يطير من عليه، فوجد تلًا يبدو بعيدًا جدًا عن البحر الميت، لكن ذلك لم يحبطه، فبدأ في تركيب طائرته الشراعية، قائلًا لنفسه إنه حتى لو لم تنجح تجربته وسقط، سيسقط على سهل أخضر ليس وعرًا، وإن تجربة الطائرة الشراعية ستكون أكثر أمنًا من تجربته السابقتين مع اليخوت والبحر، لكن حسابات فولكنر اتضح أنها خاطئة كالعادة، فقد تحطمت طائرته الشراعية وسقطت به على الصخور، لينكسر ضلعه ويتمزق رسغه وتنخلع يده من مكانها، لكنه تماسك وظل سائرًا حتى عاد إلى الفندق دون أن يلحظ ما جرى له أحد، وهو ما جعله يقوم بوضع رباط للأضلع بدلًا من زيارة الطبيب، مقررًا العودة إلى الولايات المتحدة، ليأخذ استراحة محارب ويعيد التخطيط لمهمته من جديد.
 

الخبر التالي : مصدر سياسي: طائرة عربية ستقل سبعة من أعوان صالح الى صنعاء ومخاوف من نقلهم اموالا للمخلوع - اسماء

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من

اخترنا لكم

عدن

صنعاء

# اسم العملة بيع شراء
دولار أمريكي 792.00 727.00
ريال سعودي 208.00 204.00
كورونا واستغلال الازمات