وكان مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أعلن أمس الثلاثاء أن حصيلة المدنيين الذين قتلوا في هذا الصراع وصلت لـ1500 مدني , بينما تشير تقديرات أخرى إلى مقتل 3000 مدني منذ بداية الحرب الجوية ,بحسب تقرير نشرته صحيفة الجارديان على موقعها الإليكتروني الثلاثاء .

 

مشاهد مألوفة

تصف الجارديان مشاهد جروح الشظايا و الحروق التي يعانيها المصابين على إثر الغارات الجوية التي يشنها التحالف بالمشاهد الألوفة لدي أطباء مستشفى الشيخ عثمان في عدن جنوبي اليمن .

 

30 مدنيا هم أخر الضحايا الذين تدفقوا على العيادة الأثنين الماضي ,إثر غارة جوية إستهدفت سوقا للماشية بمحافظة لحج , القريبة من مدينة عدن .

هذه الغارة قتلت 50 شخصا في أكثر الأيام دموية  منذ ثلاثة أشهر من الحرب التي دمرت أفقر بلد عربي, بحسب وصف الجارديان .

 

وبحسب وسائل إعلام محلية , فإن 120 شخص قتل خلال  الغارات الجوية يوم الأثنين التي شنها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.

 

صراع لا ينتهي

"إن هذا أفظع صراع رأيته لأنه لا ينتهي , كل يوم قتلى و صرخات , لم يكن هناك يوما واحدا من الهدنة ", حسبما قال  "تييري جيفيو " رئيس بعثة منظمة  بلا حدود في اليمن .

 

كان تييري مبعوثا لمنظمة أطباء بلا حدود في الصومال و قطاع غزة , كما إنه مشرفا الأن على علاج ضحايا مدينة لحج .

 

بحسب الجارديان فإن هناك وسطاء يحاولون وقف إطلاق النار لبقية شهر رمضان بين الجانبين , و يرجع هذاإلى حد كبير إلى الضغوط الغربية بدلا من الإلتزام بالحل السلمي بين الأطراف المتحاربة, حيث إنهارت محادثات السلام في جنيف الشهر الماضي.

 

دماؤهم ليست نفطا

على صعيد التجاهل الدولي للأزمة الإنسانية في اليمن, يقول فارع المسلمي خبير يمني بمركز كارينجي لدراسات الشرق الأوسط و مقره بيروت "إن اليمن ليست على حدود إسرائيل ودمنا ليس نفطا لذا لا أحد يهتم بما يحدث هناك",بحسب الجارديان.

 

وكانت السعودية بدأت  الحرب الجوية منذ مارس الماضي على أمل وقف زحف الحوثيين المتحالفين مع إيران , الذين سيطروا على العاصمة اليمنية صنعاء في هجوم مفاجىء العام الماضي , ثم إنتقلوا بعد ذلك إلى مدينة عدن الجنوبية التي إحتمى بها الرئيس عبد ربه منصور هادي و نفوه إلى الممكلة العربية السعودية التي تدعمه .

 

وعلى الرغم من إن الضربات الجوية التي شنها التحالف العربي بقيادة السعودية حالت دون إستيلاء الحوثيين و حلفائهم و السيطرة على كل اليمن إلا إنها لم تستطع إيقافهم .

 

من المستفيد ؟

في غمر الفوضى التي تعم اليمن, تستعد الجماعات الجهادية مثل تنظيم الدولة الإسلامية و تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من الإستفادة من إطالة أمد الحرب و كسب نفوذ وسط هذه الفوضى , بخاصة القاعدة , التى لها إمتياز قوي و جذور في هذه المنطقة.

 

لم يكن لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" تواجد في اليمن قبل التفجيرات الإنتحارية التي نفذها في مساجد للحوثيين بالعاصمة صنعاء منذ مارس الماضي, بينما واصل تنظم القاعدة الإستيلاء على الأراضي  في شرق اليمن دون أن تعيقه الطائرات الأمريكية بدون طيار, كما كانت سابقا .

 

قالت الجارديان إنه من الواضح إن الرئيس اليمني هادي لن يعود رئيسا لليمن في الفترة المقبلة , كما إنه لن يتم التوصل إلى حل سياسي مالم تتنازل السعودية عن هدفها بعودة عبد ربه منصور هادي رئيسا لليمن , أما الحوثيين فهم يفعلون ما يجب عليهم فعله للفوز في هذا الصراع.

 

فيما يؤكد المسلمي "إن إحتمالية عودة الشاه من قبره ليحكم إيران أكبر من إحتمالية عودة هادي إلى اليمن " , مضيفا إنه حتى يقبل السعوديون بهذا الواقع سيظلوا يقصفون الغابة لقتل الثعبان حتى لو تلك الغابة بها 25 مليون يمني.

 

تجنيد الأطفال

بينما لا يزال يعاني الشعب اليمني من الحصار الذي  أدى إلى نقص الطعام و الوقود و الماء و حرب تجاوزت الخلافات الوطنية , ويعتقد أن 20 مليون يحتاجون إلى مساعدات إنسانية , و أكثر من مليون   نازح منذ مارس الماضي ,المئات ربما الألاف من الأطفال تم تجنيدهم للقتال في هذا الصراع.

 

 " الناس يصرخون علينا , توقفوا , انهو هذه الحرب " ,  ربما يكون هذا مطلب اليمنيين الوحيد الأن , و بالأخص أولئك المصابين الذين يعالجون في مستشفى الشيخ عثمان بعدن ,بحسب ما قاله "تييري جيفيو" مبعوث منظمة أطباء بلا حدود  للجارديان.