تظاهر عشرات آلاف اللبنانيين السبت وسط العاصمة بيروت استجابة لدعوات حملات شبابية رافضة للفساد، وترفع عدة مطالب تبدأ بحل أزمة النفايات وصولا لرحيل الحكومة وإجراء انتخابات جديدة.

وانطلقت المظاهرة من أمام وزارة الداخلية في منطقة الحمرا وصولا لساحة الشهداء وسط المدينة والقريبة من مقر الحكومة، حيث دعت لها عدة حملات أهلية في مقدمتها "طلعت ريحتكم، بدنا نحاسب، عالشارع"، وقدر مراقبون عدد المشاركين فيها بنحو 40 ألف لبناني ولبنانية.

ورفع المشاركون الأعلام اللبنانية إضافة إلى لافتات تهاجم الطبقة السياسية في البلاد، وتطالب باستقالة الحكومة ومحاسبة وزير الداخلية على خلفية استخدام القوة في فض مظاهرة سابقة أمام مقر الحكومة الأسبوع الماضي.

استقلالية الحراك
وفي ختام المظاهرة تلت إحدى الناشطات في حملة "طلعت ريحتكم" بيان الحملة الذي أكدت فيه استقلالية الحراك الشبابي بعيدا عن فريقي الرابع عشر من آذار بزعامة تيار المستقبل والثمن من آذار بزعامة حزب الله.

وقالت الحملة في بيانها: "نزلنا بعلم لبنان وباستقلالية عن 8 و 14 آذار/ مارس، كسرنا الحواجز وانفصلنا عن الارتباطات التي ترهن مستقبلنا، اليوم منعطف أساسي في حياتنا وبداية تغيير"، منددة بالطبقة السياسية التي تحكم البلاد.

وأضافت الحملة أن "معركتنا مازالت في أولها ومستمرة إلى أن يصبح عندنا رئيس جمهورية وقضاء مستقل، وأن يبقى شبابنا هنا، وأن تسترجع البلديات أموالها، وأن يقف الهدر والإستدانة، وأن ترجع الأملاك العامة إلى العموم، وألا نموت أمام المستشفيات، وأن تعيد الدولة المخطوفين"، في إشارة إلى العسكريين المختطفين في جرود عرسال.

مهلة 72 ساعة
وعن الأهداف من الحراك الذي تظاهرت في إطاره والمتضامنون معها اليوم، لفتت الحملة أنها تهدف إلى "تحقيق دولة مدنية، والاستمرار في التظاهر إلى أن يستقيل وزير البيئة محمد المشنوق، وأن نعرف من أطلق النار على المتظاهرين، ومحاسبة وزير الداخلية نهاد المشنوق، وإيجاد حل بيئي وصحي للنفايات، وحصول انتخابات نيابية شرعية".

وأمهلت الحملة الحكومة اللبنانية 72 ساعة لتنفيذ مطالبها، وختمت بيانها بالقول: "نحن هنا، وأمام الحكومة 72 ساعة لتنفذ مطالبنا، وإذا لم تستجب، فإننا ذاهبون إلى التصعيد ليل الثلاثاء المقبل"، دون الكشف عن طبيعة وشكل التصعيد.

مناوشات
وفي حين انفض غالبية المشاركين في التظاهرة بطلب من حملة "طلعت ريحتكم"، واصل آخرون من حملة "بدنا نحاسب" التظاهر في ساحة رياض الصلح أمام مقر الحكومة، حيث فرضت قوات الأمن طوقا مشددا لمنع الوصول إليه.

وسجت مناوشات بين المتظاهرين ورجال الأمن بعد أن عمد المتظاهرون إلى محاولة اجتياز الشريط الشائك التي وضعته قوات الأمن، حيث أعلنت قوى الأمن عبر حسابها في "تويتر" أن هناك "محاولة لنزع شريط الحماية ورمي المفرقعات في ساحة رياض الصلح وشارع المصارف، مطالبة "المواطنين المتواجدين في الساحة الحفاظ على الهدوء وعدم اجتياز الشريط الشائك".