الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٦ صباحاً
ضمن
مقترحات من

ضمن "رسائل سرية".. بن لادن لقيادي {القاعدة} الوحيشي: لا بد أن يبقى اليمن هادًئا وندخره جيًشا احتياطًيا

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

كان أسامة بن لادن٬ زعيم تنظيم القاعدة٬ مستغرًقا في إصدار تعليماته عبر وصايا مشّفرة على ذاكرة إلكترونية٬ محّذًرا من «الدرون» (الطائرات من دون طيار) الأميركية إبان عملية خروج نجليه محمد وحمزة وزوجته من إيران. وتخّير الليالي والأيام الغائمة في بيشاور لتبادل رسائله٬ عبر وسطاء مأمونين من الأنصار من أهل باكستان وأفغانستان. وكان يتم إجراء اللقاءات في أسواق مغلقة مغطاة٬ بل إنه في إحدى الرسائل قال: «(الدرون) لن تنال منكم ما لم تقعوا في أخطاء بشرية»٬ إلا أنه في ذلك الوقت ما كان يعلم أن الأقمار الصناعية الأميركية تراقبه على مدار الساعة قبل شهور من مقتله يوم 2 مايو (أيار) 2011 في مدينة أبوت آباد الباكستانية٬ حيث التقطت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) الأميركية آلاف الصور له وهو يتحرك في باحة منزله.
 
وتكشف رسائل أسامة بن لادن٬ التي حصلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية على نسخ منها٬ أنه كان على الدوام مسكوًنا بهاجس الأمن٬ وكان يصدر تحذيراته ووصاياه لرجاله وكبار قادته٬ مثل سعيد المحاسب (مصطفى أبو زيد)٬ الذي قتل بغارة من طائرة «درون» في وزيرستان ليخلفه الشيخ محمود (عطية الله) القيادي الليبي٬ وكذلك أبو بصير (ناصر الوحيشي) زعيم التنظيم في جزيرة العرب ­ الذي قتل أيًضا في يونيو (حزيران) الماضي٬ وخلفه قاسم الريمي٬ وعزام الأميركي (المتخّصص بترجمة خطاباته في المناسبات الكبرى إلى الإنجليزية).
 
كل هؤلاء كانوا يصغون لتعليماته وينفذونها. لكن وفق «أصوليين» قريبين من شؤون «القاعدة» في العاصمة البريطانية لندن٬ فإن بن لادن كان يهيم في الوقت ذاته بضرب «رأس الأفعى» أو تخطيط ضربات وهجمات جديدة ضد أميركا بعد هجمات سبتمبر (أيلول) 2001.
 
ويقول متخصصون في «الجماعات الأصولية»٬ لـ«الشرق الأوسط»٬ إن عملية الكوماندوز التي نفذت على مخبأ بن لادن وقتلته لم تضم فقط القوة العسكرية٬ بل بجانب الجنود الخمسين الذين شاركوا هناك ضمت نحو عشرين من عملاء «سي آي إيه» كانت مهمتهم وضع اليد على الكنز السّري لأرشيف بن لادن. خلال 40 دقيقة صادر هؤلاء 10 آلاف صفحة٬ و15 كومبيوترا٬ وعشر أسطوانات٬ ومئات من قطع الذاكرة الإلكترونية (يو إس بي)٬ ودفاتر صغيرة في حجم كف اليد كان يدّون فيها بن لادن مذكراته وملاحظاته ومفاتيح وأفكارا لمستقبل التنظيم.
 
ووفق «الأصوليين» الذين اطلعوا على نسخ من الرسائل فإنها في مجملها نصائح أمنية وتوجيهات من وإلى٬ أي من بن لادن إلى القيادات العليا في التنظيم٬ وأن الرسائل كانت تسلّم عبر طرف ثالث باليد في ذاكرة إلكترونية مشفرة٬ ولم يحدث أن التقى بن لادن مع نائبه أيمن الظواهري أو عطية الله الليبي أو الوحيشي أو عزام الأميركي منذ سقوط دولة طالبان نهاية عام ٬2001 ومغادرتهم تورا بورا٬ إذ توجه كل منهم إلى مخبأ ومقر آمن. ويشير هؤلاء أن وسطاء «القاعدة» في نقل الرسائل كانوا من الأنصار المأمونين٬ أي من أهل باكستان وأفغانستان٬ وهم الذين تولوا استئجار المنازل لقيادات «القاعدة» في باكستان وفي داخل الشريط الحدودي٬ مثل «أبو أحمد الكويتي» (رسول بن لادن) في أبوت آباد.
 
وتتضمن مجموعة الرسائل إلى بن لادن نصائح عن الأماكن الآمنة٬ منها تسليم الرسائل في أسواق مسقوفة٬ أي مغطاة٬ كي لا تتمكن «الدرون» من متابعة عناصر «القاعدة» أثناء «التسليم والتسلم». إذ يقول بن لادن في إحدى تلك الرسائل: «تخيروا الليالي الغائمة٬ ومعظم أيام بيشاور الحدودية غائمة. (الدرون) لا تستطيع أن تنال منكم إلا بخطأ بشري». وفي رسالة للقيادي الليبي عطية الله نصحه بألا يسمح بزيارة لأكثر من شخصين. ويضيف بن لادن: «أنا في مكان جالس هنا تسع سنوات٬ ومطبق التعليمات الأمنية على نفسي بلا ضجر أو ملل».
 
وعطية الله ­ أو عطية عبد الرحمن ­ هو جمال إبراهيم شتيوي المصراتي٬ رسول بن لادن إلى الإيرانيين٬ ولقد قتل في غارة أميركية في وزيرستان الشمالية عام 2010 بعدما رصدت واشنطن لرأسه مليون دولار. وكان بن لادن قد عينه ممثلا له في إيران لتجنيد المسلحين وتسهيل التواصل مع «جماعات إسلامية» أخرى لتنفيذ المخططات الإرهابية. وهو الفقيه الشرعي وخبير المتفجرات الذي تلقى العلوم الشرعية في موريتانيا من قدامى المقاتلين في أفغانستان. ومن مؤلفاته «رؤية كاشفة: حزب الله اللبناني والقضية الفلسطينية»٬ وعرض خلاله على المواقع المقربة من «القاعدة» للموقف من حزب الله وارتباطه بإيران٬ وحاول تقديم شرح لأهدافه.
 
وبرز اسم عطية الله كثيرا خلال الفترة التي كان فيها أبو مصعب الزرقاوي يتولى قيادة تنظيم القاعدة في العراق قبل مقتله عام 2006. ويقال إن الزرقاوي قدمه ووطد موقعه لحاجته إلى معرفته بالعلوم الدينية. ويعتقد البعض أن عطية الله٬ وهو اسم كنية٬ هو نفسه لويس عطية الله٬ واسمه الحقيقي جمال٬ وتخصص في الدفاع عن وجهة نظر تنظيم القاعدة بمشاركات في المواقع الإسلامية.
 
وفي رسالة أخرى يقول بن لادن: «ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار عند اختيار المناطق التي سيكون فيها الإخوة داخل باكستان ألا تكون من الأماكن التي تعرضت للفيضانات أو المحتمل تعرضها في المستقبل».
 
وفي رسالة إلى عطية الله يتحدث بن لادن عن ابنه حمزة٬ فيقول: «جزاكم الله على سعيكم لإخراجه من إيران٬ وأما بخصوص الخيارات فإنني أرى الخيار الثالث٬ وهو أن يخرج بأسرع ما يمكن إلى بلوشستان٬ على أن تكون طريقا للوصول إلى السند٬ ولا يقابل أًيا من الإخوة هناك٬ وبعد وصوله سيتصل بشخص في بيشاور٬ أرفقنا رقم هاتفه في رسالة إلى حمزة٬ ليتفق معه على مكان محدد في بيشاور٬ وهو شخص مضمون٬ وقد أبلغنا بأن حمزة سيتصل به وسيكون اسمه أحمد خان٬ وأن طريقة الخروج ستصل إلى حمزة بالتفاصيل».
 
ويضيف بن لادن في رسالته: «أما في ما يخص تلقيه للتدريبات٬ ريثما ترتبون له الخروج٬ فأرى أن يكمن في هذه المرحلة٬ ويؤجل التدريب إلى فرصة أخرى٬ فلا يخرج إلا لضرورة ملحة٬ وقد أشرت للشيخ سعيد رحمه الله من قبل بضرورة إبعاد غير المعنيين بالعمل ما دام في العمل احتمال خطر٬ فإبعاد الأطفال من باب أولى٬ بعد إصدار (سحاب) لشريط ظهر فيه طفل إلى جانب أحد الإخوة٬ وهو يعد متفجرات٬ وقد وجهت تعميما بهذا الشأن إلى الإخوة (ملاحظة في هذه الشريحة رقم هاتف أحد الإخوة ضمن رسالة حمزة٬ فأرجو أن يسجل حمزة الرقم على ورق قبل كسر الشريحة خشية وقوع الرقم)!».
 
ويتطرق بن لادن إلى الاتصالات بين نجليه محمد وحمزة٬ فيقول: «حبذا أن يتصل أحد الإخوة في الأماكن التي لا تخشون أمنيا الاتصالات فيها٬ ويبلغ محمد بأن والده يطلب منه أن يذهب هو ووالدته وإخوته جميعا بأسرع ما يمكن إلى قطر٬ ويقيموا فيها إلى أن يأتي الفرج٬ وهو قريب بإذن الله٬ وإن تعذر الذهاب بعد الأخذ بجميع الأسباب لتحقيقه يذهبون إلى الحجاز».
 
ويطلب بن لادن من رسوله محمود عطية الليبي في ما يتعلق بالأموال: «حبذا أن تفيدني عن المبالغ القادمة٬ من داخل باكستان ومن خارجها٬ مع ذكر المبالغ الواردة من كل قطر على حدة».
 
وضمن الاحتياطات الأمنية والنصائح التي لم يتوقف بن لادن عن إسدائها في رسائله يقول: «ثبت أن التكنولوجيا الأميركية٬ وأجهزتها٬ لا تستطيع القبض على أي من الإخوة٬ إن لم يرتكب خطأ أمنيا٬ يدلهم عليه٬ فالتزامه بالتعليمات الأمنية يجعل تقدمهم التكنولوجي خسارة وحسرة عليهم». ويؤكد بن لادن لمحمود: «أما الذين جربت أنهم قادرون على الانضباط٬ فترتب لهم منازل في أطراف الأحياء٬ لبعدها النسبي عن الناس٬ مما يقلل مخاطر أمنية كثيرة٬ ويكونون مع مرافقين أمناء٬ ويكون للمرافقين غطاء عمل٬ كأنهم يعيشون منه٬ خاصة الذين يكون بجوارهم جيران يراقبونهم».
 
ومن المسائل الأخرى التي لم تغب عن ذهن زعيم «القاعدة» الأطفال العرب في بيئة غريبة عنهم٬ فيقول في رسالة أخرى: «من أهم المسائل الأمنية في المدن ضبط الأولاد٬ بألا يخرجوا من البيت إلا للضرورات الملحة٬ كالعلاج٬ مع الحرص على تعليمهم اللغة المحلية٬ وألا يخرجوا في ساحة المنزل إلا ومعهم كبير قادر على ضبط أصواتهم٬ ونحن بفضل الله نلتزم هذه التعليمات٬ منذ تسع سنوات٬ ولم يصلني أن أحدا من الإخوة٬ الذين اعتقلوا بعد الأحداث٬ اعتقل وهو ملتزم بها».

وتمت كتابة رسائل بن لادن للقيادات العليا من التنظيم في الفترة ما بين سبتمبر 2006 وأبريل 2011 على حاسب آلي أو بخط اليد٬ وتبلغ 175 صفحة باللغة العربية (195 صفحة باللغة الإنجليزية)٬ وتم نشرها على موقع «مركز مكافحة الإرهاب» التابع للأكاديمية العسكرية في وست بوينت. وبحسب مسؤولين أميركيين ما زال هناك الآلاف من وثائق بن لادن قيد المراجعة الأمنية٬ في عهدة «سي آي إيه» لم تر النور بعد.
 
ونفى الباحث المصري د. هاني السباعي٬ مدير مركز المقريزي للدراسات بلندن٬ لـ«الشرق الأوسط»٬ أن بن لادن كان متردًدا تجاه مساعدة نائبه أيمن الظواهري٬ ويميل أكثر إلى عطية عبد الرحمن الليبي٬ وهو أحد المتشددين الذين برزوا في الجزائر في التسعينات٬ والذي بدعم من بن لادن بدأ في وضع قواعد سلوك لـ«القاعدة» والجماعات المرتبطة بها٬ محذًرا من أن قتل المسلمين الأبرياء سيؤذي المنظمة وينتهك الشريعة٬ إذ يرى أن قتل الأميركيين حتى من غير المقاتلين٬ أي من المدنيين٬ سيبقى مسموًحا به وحتى إنه ملزم.
 
ويكشف السباعي أن عطية الله كان رسول بن لادن إلى نائبه الظواهري٬ وبسبب المحاذير الأمنية ندرت الرسائل بين الطرفين٬ مشيرا إلى أن بن لادن كان مثل جنرال عسكري أو خبير أمني كبير٬ مهتم للغاية بالاحتياطات والتعاليم التي يجب أن يلتزم بها قياداته من جهة نقل الرسائل في أسواق مغلقة٬ وفي أيام تكثر فيها الغيوم. ونقل عن بن لادن قوله إنه موجود في مكان لم يتحرك منذ سنوات.
 
ويضيف السباعي٬ الذي اطلع على وثائق «القاعدة»٬ أن بن لادن كان يطالب بتعلم اللغات المحلية مثل الداري والبشتو٬ خصوصا بالنسبة للأطفال. وتطرق إلى انتقاد بن لادن لشريط فيديو لسعيد المحاسب٬ القيادي المصري٬ وفي الشريط يظهر طفل صغير٬ ويستشهد بوصايا بن لادن لقياداته: «عدم لعب الأطفال بصوت عال في ساحات المنازل٬ لأن لغتهم وصراخهم سيكشفان عن أصولهم العربية».
 
وفي أكثر من موضع يحذر بن لادن من الإجراءات الأمنية وضرورة الالتزام٬ وفي موضع نقل ابنه حمزة مع أمه من إيران كان يؤكد على ضرورة الفصل بين محمد وحمزة٬ وتبديل السيارات عدة مرات في أنفاق مغلقة٬ وأخذ الاحتياطات الأمنية وتجنب الحركة إلا في ضرورة ملحة٬ خصوصا القيادات الظاهرة على الإعلام٬ وأن تتجنب هذه القيادات لقاء الناس٬ وضرورة الابتعاد عن المطاعم ومحطات الوقود٬ وتزويد السيارات بالوقود قبل الرحلة٬ كونها من أساليب الاستخبارات٬ ووضع عناصر تعمل في محطات الوقود والمطاعم والاستراحات والمقاهي لجمع المعلومات.
 
وكان بن لادن٬ وكنيته بين رجاله أبو عبد الله وازموراي٬ بحسب توقيعه للرسائل٬ يحرص على التركيز على «رأس الأفعى» كما ورد في رسالة إلى أبو بصير الوحيشي «عدم استهداف الجيش والشرطة٬ ومرادنا هم الأميركيون الذين يقتلون أهلنا في غزة وفي غيرها من بلاد الإسلام٬ والتأكيد على العسكر بأن يحذروا ألا يكونوا دروعا تحمي الصليبيين».
 
وفي رسالة إلى أبو بصير الوحيشي٬ زعيم التنظيم في اليمن٬ يقول بن لادن: «أميركا هي العدو الأكبر رغم استهدافها واستنزافها عسكريا واقتصاديا قبل الحادي عشر وبعده٬ إلا أنها ما زالت تمتلك من المعطيات ما يمكنها من إسقاط أي دولة نقيمها٬ ولكم عبرة في إسقاط دولة طالبان. إن استنفار الخصوم في اليمن لا يقارن باستنفارهم في أفغانستان٬ فاليمن بالنسبة للأعداء كالذي هدده خطر داخل بيته٬ فهو قلب الخليج أكبر مخزون نفطي في العالم٬ فلا نرى أن نزج بأنفسنا وأهلنا في هذا الأمر في هذا الوقت قبل أن تتهيأ الأوضاع٬ فنكون كالذي يبني في مجرى سيل فإذا سال اجتاح البناء وأسقطه٬ فإنني أرى أن يبقى اليمن هادئا وندخره كجيش احتياطي للأمة٬ وبما أننا لا نرى التصعيد٬ لأننا ما زلنا في مرحلة الإعداد٬ فليس من المصلحة التسرع على إسقاط النظام٬ فهو رغم رداءته وسوء إدارته فإنه أخف ضررا٬ وعلي عبد الله صالح عاجز عن قمع النشاط الإسلامي٬ وهو رجل غير إسلامي ومواٍل للغرب».
 
ويضيف بن لادن في رسالة: «كان بمثابة مظلة لنشاطات الإخوان والسلفية والسلفية الجهادية». وفي الرسالة المطولة نفسها إلى أبو بصير يطالب بن لادن بأن «تكون قيادات الصف الأول من العناصر الممحصة تمحيصا جيدا٬ مع الحرص على أن يكون أحد قيادات التنظيم البارزين من الجنوب اليمني. وأما مسألة التخلي عن السلاح فغير واردة البتة٬ فبالكتاب والحديدُينصر الدين». كما يشير: «هو جزء من كياننا ومن تاريخنا٬ والرجل من غير سلاح لا شك أنه منتقص٬ والذين تركوا السلاح أصبحوا لا وزن لهم».
 
وركز بن لادن على رأس الكفر «أميركا» في أكثر من مناسبة ومقطع في رسائله إلى كبار قواده٬ باعتبار أن «العدو الأكبر خير وأولى»٬ وهي «أوضح كفرا وأعظم ضررا في هذه المرحلة».
 
وفي موضع آخر من الرسائل يقول بن لادن: «لا بد من توضيح السياسات العامة لـ(القاعدة) في التركيز على أميركا٬ وهو أن أعداء الأمة اليوم كشجرة خبيثة٬ ساقها أميركية قطرها 50 سم٬ وفروعها كثيرة متفاوتة الأحجام٬ منها دول الناتو وكثير من الأنظمة في المنطقة٬ ونحن نريد إسقاط هذه الشجرة بنشرها٬ في حين أن قوتنا محدودة٬ فطريقنا السليم والفعال لإسقاطها هو بتركيزنا المنشار على أصلها الأميركي»٬ وعد اللجوء إلى نشر الفروع الأخرى مثل البريطاني «تشتيًتا لجهدنا وطاقاتنا٬ ولو بقي النشر في عمق الساق الأميركي إلى أن يسقط فسيسقط الباقون بإذن الله».
 
وهنا يشير الدكتور السباعي إلى أن بن لادن كان مهتما بجانب المحاذير الأمنية بتغيير خطاب «القاعدة»٬ إذ يقول في أحد المقاطع: «لا بد من تطوير خطاب (القاعدة)٬ على أن يكون هادئا رصينا مقنعا٬ واضحا ملامسا لقضايا الجماهير٬ لا ينفر جماهير الأمة والرأي العام٬ وقد يستشهد بعض الإخوة بالأقوال الحادة للسلف (رضي الله عنهم)٬ أما في مثل حالنا اليوم فهو وضع مختلف٬ إذ ينبغي مراعاة الفرق بين حالة القوة وحالة الضعف».
 
ويضيف السباعي أن «بن لادن كان مهتما في رسائله باستخدام كلمات وعبارات تؤدي المطلوب٬ كاستخدام كلمة (وكلاء) بدلا من (عملاء)». ومضى بن لادن قائلا بحسب السباعي: «المطلوب أن نوصل الحق إلى الناس بألطف عبارة٬ فبعض الذوق العام ينفر من كلمة (عميل) ويعتبرها شتيمة٬ مع التأكيد على تجنب الكلمات التي ستؤثر سلبا على تعاطف الأمة معنا٬ ويجب أن نعرف أننا في خضم حملة عالمية لتشويه صورة (القاعدة)٬ بوصفها بما ينفر المسلمين منها٬ فلا بد من مراعاة الدقة في الكلمات والإصدارات٬ حتى لا نثبت في أذهان المسلمين بعض ما اتهمنا به الأعداء٬ من أننا متوحشون مستبدون نستلذ بسفك الدماء٬ ولا يخفى أن الأمة هي مدد وغطاء لنا٬ لذا يجب أن نترفق بالناس٬ بالطرح الشائق مع تجنب الهجوم الصارخ والنقد الساخر أو تحقير الخصوم».
 
ويصف بن لادن في موضع آخر من رسائله القنوات الفضائية بأنها «أشد من الشعراء الهجائين في العصر الجاهلي٬ فإن ركزت القنوات على شخص ما فإنها تريد التأثير عليه٬ وإننا اليوم تعادينا مع معظم القنوات٬ وأما (الجزيرة) فقد تقاطعت مصالحها مع مصالحنا٬ فقد يكون من المفيد ألا نمدحها أو نستعديها٬ مع أنها قد تحصل منها بعض الأخطاء ضدنا٬ إلا أنها محدودة. من الحكمة ألا نستعدي شعراء العصر الحديث ما لم تكن هناك ضرورة».
 
وفي رسالة أخرى يعزي بن لادن نفسه بوفاة سعيد المحاسب مسؤول «القاعدة» عن العمليات٬ وهو مصطفى أبو اليزيد الذي تمتد مسؤولياته من العمليات إلى جمع الأموال٬ والذي قتل في ضربة جوية صاروخية على المناطق القبلية في باكستان عام 2010.
 
ويقول بن لادن في رسالة إلى عطية الله: «أمضى سعيد المحاسب رحمه الله قرابة ثلاثة عقود وهو في ساحات القتال نصرة لدين الله٬ نحسبه والله حسيبه٬ وصمد صمود الجبال الراسيات ضد الحملات على وزيرستان صموًدا وصبًرا بقناعة ورضا واستعذاب٬ فلا شكوى ولا تسخط٬ حتى وإن هددت حياته وحياة فلذات كبده٬ نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحًدا. كما أعزي نفسي وإياكم في أخوينا الكريمين أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر اللذين قضيا نحبهما. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يأجرنا في مصيبتنا ويخلفنا خيًرا منها».
 
ويضيف: «وابتداًء أحيطكم علما بأنه قد تم تعيينك خلًفا للشيخ سعيد٬ رحمه الله٬ لمدة عامين من تاريخ وصول رسالتي هذه إليكم. أرجو الله سبحانه وتعالى أن يعينكم على القيام بهذه المسؤولية خير قيام٬ وأن يزيدكم توفيًقا وتمُّسًكا بالصبر والتقوى وبمحاسن الأخلاق التي إن تمَّسك بها أمير صلح حال رعيته». ويضيف أن: «من خير الناس أجمعهم للناس٬ ومن أهم ما يجمع الناس ويحافظ على بقائهم مع أميرهم حلمه وعفوه وعدله وصبره وحسن تعامله معهم ومداراته لهم وعدم تحميلهم من الأمر ما لا يستطيعون. ومما ينبغي أن نأخذه بعين الاعتبار ونتذكره دائًما أن إدارة الناس في مثل هذه الظروف أمر يستدعي زيادة في الحكمة والحلم والعفو والصبر والأناة٬ فهو ظرف معقد بمعظم المقاييس».

الخبر التالي : موظفو صحيفة الثورة يحذرون من انهيار الصحيفة ويزكّون أحد زملائهم رئيسا لمجلس إدارتها (وثيقة)

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من

اخترنا لكم

عدن

صنعاء

# اسم العملة بيع شراء
دولار أمريكي 792.00 727.00
ريال سعودي 208.00 204.00
كورونا واستغلال الازمات