وبدا المسن الستيني وهو يتجه بخطوات واثقة إلى الجنود الذين احتمى بعضهم خلف شجرة فقال له أحدهم ابتعد من هنا، ولكنه أصرّ على التقدم نحوهم صارخاً في وجههم بغضب:”لن ابتعد من هنا لن ابتعد” وتابع متوجهاً بالكلام لأحدهم: “لا يجوز اخجل من نفسك لا ترفع السلاح على الأطفال” وخاطب آخر: “ابعد جنودك من هنا لا تطلق النار” وأضاف بجرأة إذا مات أحدهم– يقصد الأطفال المشاركين في الإحتجاجات– ستموتون أنتم أيضاً” وباغته أحد الجنود برصاصة مطاطية وهجم آخرون عليه ليضربوه لكن المسن قاومهم بشجاعة وهو يردد كلمة “اخجل اخجل ”

وعاود أحد الجنود الطلب منه أن يبتعد وإلا سيعتقله كما قال فأجابه المسن لا تستطيع، وأردف قائلاً: “لا تطلقوا النار” وهنا يبدأ الجنود بدفعه ليبتعد عن مكان تواجدهم، ولكنه يجيبهم بشجاعة: “لماذا.. هل تريدون أن تقتلوا المزيد لقد قبرنا اليوم شهيدين” واستدرك: “تريدون قتل المزيد ألا تخجلوا من أنفسكم” وخاطب أحدهم إذهب إلى أثيوبيا -في إشارة إلى أصول اليهود المغتصبين في فلسطين–وفجأة يسقط المسن على الأرض بسبب ما يبدو أنه غاز أطلقه الجنود”.

وشهدت الأراضي المحتلة في الأيام الماضية ولا تزال توتراً واسعا واصطدامات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي على خلفية اقتحامات مستوطنين للمسجد الأقصى، مما أدى إلى ارتقاء عدد من الشبان الفلسطينيين وإصابة المئات بجروح.