2013/12/01
أماني... أول يمنيّة تغنّي الراب
"إنّها صغيرة جدأ وساذجة.. تستحق أن تلعب وتدرس.. الكتب والألعاب مرمية.. إنها تبكي من الألم.. قل لي هل هذا صحيح؟ اللعنة على ماذا تقول.. لقد قتلت هذه الطفلة.."

هذه الكلمات كتبتها "أماني يحيى" الشابة اليمنية، ابنة العشرين سنة، لتغنيها باللغة الإنجليزية على إيقاع "الراب"، وتعبّر فيها عن حزن فتاة زُوِّجت في سن الطفولة.

أماني، طالبة سنة أولى طب أسنان في جامعة صنعاء، قررت أن تتحدى المجتمع وتختار نوعاً جديداً

من الفنّ لم تجرّبه أي فتاة يمنية من قبل. تلبس أماني القبعة "الكاب" وبنطالاً وقميصاً، فتبدو وكأنها شاب، في بلدٍ تلتزم نساؤه بارتداء العباءات السود.

تقول أماني في حوار معNOW: "اكتشفت هوايتي بالصدفة، حيث بدأت منذ عامين بكتابة كلمات تبين لي فيما بعد أن بالإمكان أن يتم غناؤها بطريقة موسيقى "الراب"، لكن موهبتي هذه لم تخرج عن نطاق صديقاتي، الى أن تمّت دعوتي من قبل منتدى التبادل المعرفي، وغنّيت هناك لأول مرة وفوجئت بأن الحضور أعجبوا بأدائي".

أماني "فتاة محظوظة" بالمقارنة مع غيرها من فتيات اليمن، فهي تحظى بتشجيع من قبل والديها، رغم الانتقادات التي قد تواجههم من المجتمع. تقول أماني: "أمي لم تعترض. ما يهمّها هو أن لا تؤثر موهبتي على دراستي الجامعية".

لكن هذا التشجيع تقابله تعليقات جارحة من قبل من لا يقدّر هذا النوع من الفن. "واجهتُ تعليقات جارحة، إذ استغرب البعض لباسي الصبياني وتساءل بعضهم: هل هذه بنت أم صبي؟ ما هذا "المسخ"؟، لكن هذه التعليقات لن تمنعني من الاستمرار، فأنا على علم مسبق بأنني سأواجه الكثير منها".

يهاجر الكثير من الفنانين اليمنيين خارج الوطن لإبراز مواهبهم بسبب تعرضهم للإهمال والمحاربة من قبل المجتمع، وهناك الكثير من مشاهير الطرب من دول عربية ترجع أصولهم إلى اليمن، لكنهم اختاروا الرحيل والحصول على جنسيات أخرى لكي يستطيعوا الاستمرار وتطوير فنهم. تقول أماني: "من المؤسف ان المجتمع لا يقدّر الفن بشكل عام، لذلك يواجه الفنانون صعوبة في الاستمرار وتطوير أنفسهم، فما بالك بغناء "الراب" الذي يعتبر فناً جديداً في مجتمعنا؟".

أماني تهتم بأن تكون كلمات الأغاني التي تؤديها معبّرة عن معاناة المرأة في اليمن، فهناك أغانٍ تمسّ حياتها الشخصية، وأغانٍ أخرى تناقش القضايا الرئيسية التي تواجهها المرأة اليمنية. "الكثير من اليمنيات يكبِتن مواهبهن خوفاً من رفض المجتمع. لذلك أنا أريد أن أوجّه نصيحة لكل فتاة تحمل موهبة من أي نوع وأقول لها: لا تخافي وأظهري موهبتك بكل جرأة. صحيح أنّ أهلي يشجعونني، لكن لو لم أكن أتحلى بالإصرار لما سمحوا لي بالغناء، لذلك أريد أن أقول لكل فتاة: تمسكي بموهبتك، وبالإصرار ستتمكنين من تحقيق طموحاتك".

*now
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news24592.html