قالت منظمة أتلانتك كاونسل الأمريكية أن جهود المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر لم تؤت ثمارها إلى الآن، مشيرةً في تقرير لها بعنوان «جمال بنعمر وصناعة السلام في اليمن»، إلى أنه  في الأسابيع الأخيرة كان هناك غضب متزايد بسبب الأزمة الاقتصادية المتصاعدة التي أدت إلى انعدام كبير للمشتقات النفطية وانقطاع الكهرباء والمياه، وأن بنعمر الذي يعتبره كثير من اليمنيين رمزاً لعملية الانتقال السلمي في بلادهم المدعومة دولياً، أصبح نقطة محورية للإحباطات التي يشعرون بها مع كل تعثر للعملية الانتقالية والدور العلني الذي تلعبه القوى الخارجية في السياسة الوطنية منذ الإطاحة بصالح.

 

وأشارت إلى أن المراقبين الذين يعرفون جيداً طريقة المبعوث الأممي الغامض في إدارة مهمته ليسوا واثقين تماماً مما إذا كانت مهمته في اليمن سوف تعمّد أو تشوه إرثه الطويل.

 

ونقلت المنظمة عن ديفيد هارلاند دبلوماسي نيوزلاندي عمل بشكل وثيق مع بنعمر في الماضي قوله أنه في مجال صًناع السلام فإن جمال بنعمر وصل في حالات إلى الحافة حيث كانت في خطر الوصول إلى الانهيار".

 

واستدركت  بالتأكيد على أن بنعمر في الغالب لعب دوراً أكبر من مجرد مسهل لأي عملية، لقد أعطى أو اقتطع مساحة وقوة كافية لبناء علامة فريدة لشخصية مبهمة تصنع الوساطة.

 

ونقلت المنظمة عن أحد المشاركين في المبادرة الخليجية أن بنعمر في الأساس قد خدع رعاة المبادرة والموقعين عليها في إقرار الآلية التنفيذية.

 

ويضيف هارلاند أن بنعمر سياسي محنك، وهو ليس بالرجل البسيط الذي يكون على استعداد لوضع كل أوراقه على الطاولة.

 

وأشارت المنظمة إلى أن البعض في اليمن ليس واثقاً مما قد تحقق في بلادهم منذ تنحي صالح وأن الخطط لإجراء انتخابات وطنية في فبراير الماضي خلفت يأساً والبطالة مرتفعة بشكل لا يصدق والاقتصاد في حالة يرثى لها، والوضع الأمني سيء أو غائب تماماً والخدمات الحكومية بالكاد تتجاوز العاصمة.

 

ونقلت المنظمة عن لاري دايموند أستاذة علم الاجتماع في جامعة ستانفورد التي تعمل في عمليات الانتقال السياسي من خلال التفاوض قولها «ليس مفيد أن يتوقع الناس حدوث معجزة، الهدف العام هو كسر الجمود السياسي وتسهيل العملية، وأي مبعوث أممي ينبغي عليه أولاً وقبل كل شيء أن يعمل على تسهيل الحوار بهدف محاولة الوصول إلى نوع من الإتفاق الذي يضمن السلام، وبعد ذلك يسهل في ظهور تسويه مستقرة وقابلة للحياد تحتوي على الكثير من المزايا الديمقراطية حتى لو لم تكن ديمقراطية تماماً».