2014/08/07
دبلوماسي غربي: تزايد النفوذ الإيراني في المناطق الحدودية مع السعودية عبر بوابة جماعة الحوثي
كشف مصدر دبلوماسي غربي عن تراجع النفوذ السعودي في اليمن لصالح النفوذ الإيراني، بالتزامن مع الصعود القوي لجماعة الحوثي المسلحة التي أصبحت المركز الأقوى عسكرياً خارج إطار الدولة.
 
ونقلت صحيفة القدس العربي عن المصدر الدبلوماسي بأن المملكة العربية السعودية بدأت تفقد نفوذها في اليمن تدريجيا مع توسع النفوذ الايراني، عبر بوابة جماعة أنصار الله (جماعة الحوثي المسلحة) التي سيطرت بالكامل على محافظتي صعده وعمران، شمالي اليمن، بالإضافة الى سيطرتها الجزئية على بعض مناطق محافظات الجوف وحجة والمحويت ومحافظة صنعاء.
 
وأوضح المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه أنه «على الرغم من الدور الكبير الذي لعبته السعودية في اليمن خلال التاريخ الحديث منذ مطلع الستينات وحتى اليوم، والضخ بملايين الريالات السعودية شهريا من أجل كسب ولاءات مشائخ القبائل والنافذين في الدولة اليمنية إلا أن إيران استطاعت خلال فترة وجيزة عبر جماعة الحوثي من تشييع جزء لا يستهان به من الشارع اليمني ومن كسب ولاء عدد كبير من المسئولين في أهم المواقع العسكرية والأمنية والسياسية وبالذات من ابناء المذهب الزيدي المتشيّع».
 
وقال بأن السعودية تغاضت خلال الثلاث سنوات الأخيرة إذا لم تكن دعمت جماعة الحوثي من أجل إضعاف وجود التيار الاسلامي في السلطة، ممثلا بحزب الاصلاح الذي يعد الخصم اللدود للحوثيين ويحتفظ بثلاث حقائب وزارية هي وزارة التخطيط والتربية والتعليم والكهرباء.
 
مضيفاً بأن «السحر قد يكون انقلب على الساحر، إثر الصعود السريع والقوي لجماعة الحوثي التي استطاعت التمدد عبر العمليات المسلحة لسحق خصومها وعبر المدارس الشيعية التي تديرها، وأصبحت خطرا يهدد أمن المملكة بحكم سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة على الحدود مع السعودية وبحكم المد الشيعي الذي قد يحاصرها من الجنوب».
 
وقالت صحيفة القدس العربي أن المسلحون الحوثيون يسعون إلى السيطرة الكاملة على محافظة الجوف التي تعد من كبرى المحافظات اليمنية مساحة على الحدود مع السعودية ويعتقد أن فيها حقولا نفطية واعدة وكبيرة، وشهدت في الأسابيع القليلة الماضية مواجهات عنيفة مع القوات الحكومية توقفت بموجب اتفاق هدنة لوقف إطلاق النار قد لا تطول، حيث يخشى العديد من المراقبين أن تكرر جماعة الحوثي سيناريو إسقاط عمران في محافظة الجوف، في ظل اتهامات بتواطؤ قيادات عسكرية رفيعة مع جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء.
 
ويعتقد الكثير من المحللين السياسيين انه إذا سقطت محافظة الجوف اليمنية في أيدي جماعة الحوثي المسلحة فلن يكون سقوطها سقوطا للدولة اليمنية فحسب ولكن سقوطا كبيرا للنفوذ السعودي، والتي تعتبرها السعودية بوابة الحماية الخلفية لها، وبالذات أن سكانها من أقوى القبائل اليمنية.
 
مشيرةً إلى أن الخطر الأمني والأيديولوجي على السعودية من اتجاهين، الأول من الشمال من قبل جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) والثاني من الجنوب من قبل جماعة الحوثي والتي يسميها بعض اليمنيين (داحش)، وكليهما جماعتين مسلحتين وتحملان أيديولوجيا متطرفة ضد السعودية، وقد تكونا سببا في انهيار نظام الحكم السعودي عما قريب فيما اذا استمر الحال على ما هو عليه الآن من توسع عسكري ونفوذ دائم لهذه الجماعات.
 
ونقلت (القدس العربي) عن مصدر قبلي يمني تأكيده أن السعودية تخسر نفوذها في اليمن بشكل متسارع على الشريط الحدودي مع اراضيها، بعد أن كسرت شوكة القبائل اليمنية التي كانت موالية للسعودية في تلك المناطق، ولم يبق معها الا بعض المشائخ النافذين الذين فرقتهم السياسة وضعفت علاقتهم مع السعودية بسبب سياستها المضادة للثورة الشعبية في اليمن.
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news33812.html