2014/10/04
العيد في اليمن .. أزمات بعضها فوق بعض
ينظر كثير من اليمنيون إلى عيد الأضحى الحالي باعتباره أصعب الأعياد التي عاشوها على الإطلاق، فبالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الذي يقف حائلا في وصول البسمة الى محيا آلاف الأسر الفقيرة، زادت الاوضاع الأمنية التي تعيشها العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات "الطين بلة".
 
وللمرة الأولى، تعيش صنعاء اليوم السبت أول عيد أضحى وهي تحت قبضة مليشيا مسلحة تتحكم في إدارتها وليس دولة، وذلك بعد سيطرة جماعة الحوثي المسلحة عليها في 21 سبتمبر الفائت، تحت مبرر القضاء على ما وصفوها بـ" حكومة الفساد".
 
ووصف سكان محليون العيد الحالي بالباهت "وبلا ملامح" في ظل التواجد الكثيف لمليشيات الحوثي المسلحة التي كهربت الجو العام، وجعلت كثير من السكان يهجرون العاصمة إلى قراهم البعيدة بحثا عن الأمان، حيث شوهدت الجوامع والمصليات وهي لا تكتظ بالمصلين كما هو في الاعياد.
 
وقالت ياسمين محمد وهي موظفة في شركة خاصة للأناضول "لم يتذوق الناس حلاوة العيد هذا العام؛ بسبب الاضطرابات الأمنية، العيد الحقيقي سيكون بخروج هذه المليشيا المسلحة من صنعاء".
 
وأضافت " الكثير من جيراننا في الحي نزحوا قبل الحرب، وآخرون هربوا قبل العيد إلى محافظاتهم بحثا عن الطمأنينة، ومن تبقى في العاصمة، لن يجرؤ على الذهاب الى متنزهات كان يقصدها في كل عيد مع الأهل".
 
وإضافة الى المتنزهات القليلة داخل العاصمة، كانت مناطق أثرية قريبة منها مثل "وادي ظهر" التي يتواجد فيها " دار الحجر " التاريخي، و"شلال بني مطر" تشكل متنفسا رئيسيا لسكان العاصمة في الأعياد، لكن تلك الأماكن التي شهدت اشتباكات عنيفة في الأسابيع الماضية وباتت تحت سيطرة كاملة للحوثيين بات من الصعوبة التفكير بالذهاب اليها.
 
ازدحام خانق شهدته المنافذ البرية للعاصمة خلال اليومين الفائتين لآلاف الأسر التي سافرت لقضاء إجازة العيد في الأرياف، إلا أن المئات أيضا فضّلوا البقاء في منازلهم؛ خشية أعمال النهب التي طالت العديد من المنازل، عقب دخول الحوثيين العاصمة واستيلائهم على مؤسساتها المدنية والأمنية.
 
وقال الصحفي غمدان اليوسفي لمراسل الأناضول إن "عمليات النهب تلك أثرت كثيرا على ثقة الناس وترك منازلهم في ظل هذا الوضع، وكثير ممن غادروا تركوا حراسات على منازلهم".
 
وأضاف اليوسفي أن العيد هذا العام أحد أصعب الأعياد بعد ما حدث ، وينتظر المواطن حاليا ولو القليل من تواجد مظهر الدولة فالأمر لا يطاق ، لا حكومة ولا أمن، كما أن هناك تدني في الخدمات وانعدام لمادة الغاز المنزلي".
 
وإضافة الى الهم الأمني، يسرق الهم الاقتصادي كالعادة، البسمة من وجوه آلاف الأسر اليمنية التي تعجز عن مواجهة متطلبات العيد، والتي تضطر لقضائه بأبسط الامكانيات المتاحة.
 
وقال محمد البعداني وهو ضابط متقاعد في الجيش "لا أعتقد أن الناس سيعرفون بهجة العيد المعهودة هذا العام، الأوجاع التي تعاني منها البلد زادت من غصة المواطن الذي كان يردد بتفاؤل مع قدوم هذه المناسبة كل عام : العيد عيد العافية "
 
وأضاف البعداني وهو أب لستة أولاد لمراسل الأناضول "هناك انهيار في معنويات الناس ومنتسبي المؤسسة الأمنية، يقابله ارتفاع جنوني في الأسعار، ليس بمقدور الموظف البسيط تلبية كل طلبات العيد، إما أن يفرط بملابس أطفاله أو بالأضحية، حيث وصل سعر الكبس (الخروف) إلى 40 ألف ريال (200 دولار)".
 
وإضافة إلى الأزمات الأمنية، تشهد غالبية المدن اليمنية أزمة اختفاء مادة الغاز المنزلي، الذي يكثر استهلاكه في عيد الأضحى بسبب الإقبال على شراء لحوم الأضاحي، حيث وصل سعر الاسطوانة الى 2500 ريال يمني ( 12 دولار أمريكي) .

* الأناضول.
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news36198.html