2011/11/29
اليمن: مخاوف من أن يكون توقيع صالح على المبادرة "فخا جديدا" للإبقاء على أفراد عائلته في الحكم
أصيب الكثير من الشباب اليمنيين المعتصمين في ساحات الثورة بحالة إحباط كبيرة إثر عدم تغيّر الموقف السياسي والأمني في اليمن عقب توقيع الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية وآليتها المزمّنة، وأنه لا يزال يمارس نشاطه السياسي كـ(رئيس) بل وضاعف من حضوره السياسي والاعلامي في وسائل الاعلام الرسمية.

وعبر العديد من شباب الثورة اليمنية عن مخاوفهم من أن يكون توقيع صالح على المبادرة الخليجية مجرد (فخ) جديد، ضمن سلسلة مناوراته المعهودة الرامية إلى إطالة أمد بقائه في السلطة وأفراد عائلته.

ويخشون أن تسهم مناوراته الجديدة في تعكير صفو الحياة السياسية التي يطمح الفرقاء السياسيون من أحزاب السلطة والمعارضة الى التوصل إليها عبر التنفيذ السريع للمبادرة الخليجية، خاصة وأن المشهد السياسي والأمني في البلاد لم يتغير فيه شيء منذ توقيع الاتفاقية الخليجية من قبل صالح الأسبوع الماضي في الرياض.

وأكد العديد من شباب الثورة بصنعاء لـ'القدس العربي' أنه بقدر سرورهم بالتوقيع على المبادرة الخليجية من قبل صالح وآليتها التنفيذية والتي وضعت حدا للانهيار العسكري المتسارع الذي كان يتجه بالبلاد نحو حرب أهلية قريبة، بقدر ما أصيبوا بحالة إحباط كبيرة من أن تكون ضمن مناورات صالح ووسيلة لإجهاض الثورة اليمنية.

وقالوا 'اننا لم نلمس أي نوايا صادقة من قبل صالح وعائلته حتى الآن لتنفيذ المبادرة الخليجية على أرض الواقع وهو ما يعززه العديد من الشواهد'.

واستفزت كلمة مسجلة بالصوت والصورة لقائد الأمن المركزي يحيى محمد عبدالله صالح، وهو نجل شقيق الرئيس صالح التي وجّه فيها رسالة للمعتصمين 'انه بعد توقيع المبادرة الخليجية والآلية المزمّنة كفاية ويجب أن تمتلكون شيئا من الحياء والخجل وترفعوا مخلفاتكم من الأحياء وأن تعود الحياة إلى طبيعتها ونقول لكم إرحلوا من شوارعنا'.

وأثارت عبارة يحيى صالح 'إرحلوا من شوارعنا' ردود فعل كبيرة وسخطا واسعا في أوساط شباب الثورة وشعروا أن بقاء أفراد عائلة صالح في المؤسسات العسكرية والأمنية الهامة لن يغيّر شيئا من النظام شيئا حتى وإن رحل صالح عن الحكم، ولذا يواصل الشباب ضغوطهم على مختلف الأطراف لإجبار أفراد عائلة صالح على المغادرة العاجلة من مؤسسة الحكم، مشددين على انه 'إذا لم يغادر أفراد عائلة صالح من المؤسسات العسكرية فورا فإنهم لن يغادروا ساحات الاعتصامات حتى تتحقق كافة أهداف الثورة اليمنية، لأن بقاء هؤلاء يعني القضاء على رأس الحكم والابقاء على بقية الجسم قائما وهو ما لن يقبل به شباب الثورة'.

وأكدت مصادر قبلية مقتل ثمانية مدنيين وإصابة أكثر من 30 آخرين بينهم 4 نساء وطفلان في القصف المتواصل على مناطق أرحب القبلية شمال شرق صنعاء منذ التوقيع على المبادرة الخليجية الأربعاء الماضي في الرياض.

وكشف بيان صادر عن أبناء أرحب ونهم وبني جرموز عن 'تضرر ثلاثة مساجد وأكثر من 15 منزلاً بأضرار بليغة جراء القصف العشوائي والمستمر على قرى أرحب منذ توقيع المبادرة الخليجية'.

واتهم البيان نظام صالح 'بالاستمرار في ممارسات العقاب الجماعي والمتمثل في قطع شبكة الكهرباء قطعاً تاما ومنع وصول مادة الديزل للمواطنين ومنع وصول الغاز إلا بصعوبة بالغة وبأسعار باهظة'.

وقال 'إن جرائم الحرس العائلي في منطقة أرحب ونهم وبني جرموز مستمرة ومتواصلة والاعتداءات متتالية ومتكررة في الليل والنهار، وان تلك الاعتداءات زادت بوتيرة عالية وبمختلف الوسائل وعلى كل الأصعدة بعد أن تم توقيع صالح على المبادرة الخليجية الأربعاء الماضي'.

وتأتي هذه الخروقات للمبادرة الخليجية في ظل انشغال الوسط السياسي في السلطة والمعارضة بقضية تشكيل الحكومة الجديدة التي كلف بتشكيلها رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة محمد سالم باسندوة واختيار أعضائها والتي من المقرر أن تنظم انتخابات رئاسية في شباط (فبراير) المقبل خلفا لصالح.
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news4554.html