2016/11/28
ولد الشيخ يعود إلى اليمن بأجندة سلام معدلة على ساعة رحيل إدارة أوباما
 تزامنت عودة المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى المنطقة ومحاولته تحريك العملية السلمية، بتصعيد كبير في القتال بين القوات الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المدعومة من التحالف العربي، والمتمرّدين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، قرأ فيه متابعون للشأن اليمني توجّها جادّا من قبل معسكر الرئيس هادي لحسم الملف عسكريا بعد ترسّخ قناعة لديه بعدم جدوى المضي في مسار السلام نظرا إلى عدم جدية الطرف المقابل في الاستجابة لمقتضيات الحلّ السلمي، فيما رأى آخرون أنّ الهدف من التصعيد هو تحسين شروط التفاوض استعدادا لجولة جديدة من الحراك الإقليمي والدولي الهادف للخروج باليمن من واقع الحرب.

واستهلّ ولد الشيخ حراكه الجديد من العاصمة العمانية مسقط داعيا إلى جولة مفاوضات قصيرة حول التسوية في اليمن، لا تتجاوز 10 أيام للتوقيع على اتفاق نهائي.

ومن خلال تحديد هذه المدّة بالغة القصر لحلّ ملف في غاية من التشابك والتعقيد، يبدو المبعوث الأممي في عجلة من أمره.. عجلة يشاركه فيها وزير الخارجية الأميركي جون كيري. فيما لا يستبعد أن حراك الرجلين معدّل على ساعة رحيل إدارة الرئيس أوباما من البيت الأبيض في يناير القادم ورغبتها في تحقيق اختراق في الملف اليمني يحسب في رصيدها الضحل من الإنجازات.

والتقى المبعوث الأممي، الأحد، في العاصمة السعودية الرياض، سفراء الدول الـ18 المعتمدين لدى اليمن، من أجل التشاور حول خارطة الطريق لحل الأزمة اليمنية.

وقال مصدر حكومي تفاوضي لوكالة الأناضول إن ولد الشيخ كشف عن نيته التوجّه إلى عدن خلال اليومين القادمين، للقاء الرئيس عبدربه منصور هادي الذي غادر الرياض، السبت، متوجها إلى العاصمة المؤقتة لبلاده.

وعقّد سفر الرئيس هادي من مهمة المبعوث الأممي في الرياض. ووفقا للمصدر الحكومي، فإن رئيس الوفد التفاوضي، عبدالملك المخلافي، وعددا من أعضاء الوفد، يتواجدون في عدن أيضا برفقة الرئيس.

وخلال الأسبايع الماضية، أنهى المسؤول الأممي زيارة إلى الرياض دون أن يلتقيه أي مسؤول من الجانب الحكومي اليمني، وذلك بسبب خلافات حول خارطة الطريق الأممية التي تهمش دور الرئيس هادي المستقبلي، وتمنح صلاحياته لنائب رئيس جمهورية جديد.

وكان ولد الشيخ قد أجرى السبت في العاصمة العمانية ثلاثة لقاءات مع ممثلين عن المتمرّدين الحوثيين قال على إثرها إنّه لمس لديهم “جدية” في التوجّه نحو السلام مشدّدا على ضرورة “التحضير لجولة جديدة من المحادثات اليمنية”.

كما أعلن المبعوث الأممي عن إجرائه لاتصالات وصفها بالمكثفة مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ناقلا عن الأخير قوله إنّ ثمة “فرصة تاريخية لا تعوض لتحقيق السلام في اليمن”.

وواقعيا لا تبدو هذه الفرصة قائمة بالفعل فحكومة الرئيس هادي ترفض إلى حدّ الآن أي مبادرة تقفز على القرار الأممي القاضي بانسحاب الحوثيين وقوات صالح من المناطق التي يحتلونها وتسليم السلاح والسلطة، بينما المتمرّدون لا يستجيبون لتلك المطالب ويواصلون تلقي الدعم بالسلاح من إيران في دليل على استعدادهم لمواصلة الحرب.

وجاءت تحرّكات ولد الشيخ بعد حوالي أسبوع من انتهاء هدنة لثمان وأربعين ساعة أعلنها التحالف العربي، إلا أنها تعرضت لخروقات كثيرة.

ومنذ ذلك الحين اشتعلت جبهات القتال في اليمن، فيما راج خطاب سياسي من أطراف محسوبة على حكومة الرئيس هادي يبشّر بدخول مرحلة الحسم العسكري النهائي ضدّ المتمرّدين.

وتعكس جبهات القتال ذلك التوجه نحو التصعيد حيث أعلن الجيش اليمني، الأحد، مقتل 50 من مسلحي الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، خلال مواجهات في محافظة حجة المحاذية للحدود السعودية شمال غربي البلاد.

وجاء ذلك في بيان نشره المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة التابعة للجيش، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وقال البيان إنّ 22 عنصرا من ميليشيا الحوثي وصالح قتلوا، وجرح 17 آخرون في قصف لمدفعية التحالف العربي والجيش الوطني، وفي اشتباكات شمال شرق مدينة ميدي التابعة لمحافظة حجة، خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأضاف أن “12 من الطرفين قتلوا، وجرح 14 آخرون بينهم 4 إصابتهم خطيرة في قصف للتحالف والجيش استهدف اجتماعا لقيادات ميدانية تابعة للانقلابيين في منطقة حرض الحدودية خلال الفترة نفسها”.

وفي جبهة حرض أيضا، لقي 16 من مسلحي الحوثي وقوات علي عبدالله صالح، مصرعهم إثر غارة للتحالف على إحدى المزارع التي يتلقون تدريبا عسكريا فيها، وفق البيان.

وبمحافظة تعز بجنوب غرب اليمن، شنت مقاتلات التحالف العربي، الأحد، سلسلة غارات على مواقع الحوثيين وقوات صالح. وجاء ذلك فيما أكّدت مصادر في المقاومة الشعبية بأن رجال الجيش والمقاومة تمكنوا من صد هجوم للمتمرّدين في منطقة المديهين بذات المحافظة، بعد معارك عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news86494.html