السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٨ صباحاً

سجون غير شرعية .. تذبح كرامة الوطن .

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
يمن برس - خاص

أثيرت مؤخراً قضية السجون السياسية والقبلية في البرلمان اليمني وكشف للجميع مأساة شعب يعيش في هيمنة قبلية وطائفية وسياسية ..
كشف عن نفوس لا تشفى إلا بتعذيب ضحاياهم ورعاياهم بأساليب فاشيةٍ ومبتكرة، الديلمي كشف مؤخراً عن معاملة صهيونية أو ربما أشد داخل سجن الأمن السياسي ...
وأثار النائب سلطان البركاني قضية كبيرة ومؤلمة "سجون الشيوخ" التي تنتهك ما تبقى من كرامة هذا الوطن ..
هي مأساة أخرى توضح مدى ضعف الدولة – ان جاز تسميتها بذلك – .
هناك الكثير من السجون القبلية في مملكة الجعاشن وفي حاشد وفي يريم وفي العدين وفي ذمار وفي تعز وفي المخادر في مأرب والجوف وغيرها .. حيث ما زال النظام القبلي العفن مهيمناً فيها .
التعذيب هو أحد جزئيات هذه المأساة في هذه السجون الغير شرعية كما أن سجن الأمن السياسي غير شرعي أيضاً ذلك السجن المخفي عن العيون المجردة وغير المجردة .. السجن المقدس الذي لا تصل إليه سلطة القانون ولا سلطة القضاء .. يمارسوا الموت، وقد روى لنا خارجون من سجون الأمن السياسي .. أنّ التعذيب بحقهم لم يتوقف يوماً واحداً طوال عدة سنوات قضوها في السجون ، فلم يكن الهدف من التعذيب انتزاع اعتراف أو لأجل تحقيقٍ مخابراتيّ، الذي يمكن أن ينتهيّ في يومٍ أو أسبوع.. بل كان بهدف تحطيم النفس، والإذلال، والتشفّي، وإشباع الغريزة الانتقامية الحاقدة، المتجرّدة من كل معاني القيم والأخلاق والإنسانية !.. أما طريقة الاعتقالات التي يقوم بها الأمن السياسي أمراً فظيعاً رهيباً يعجز القلم عن وصفه !..


الجنود يداهمون الحارات و الشوارع والمنازل ليفتشوا عن المبلغ عنهم ، فيقبضون عليهم ويقومون باشهار الاسلحة والإهانة والضرب للمطلوبين قبل سحبهم وجرجرتهم إلى سياراتهم ..

لم ننسى بعد سامي الشرجبي أحد ضحايا التعذيب الوحشي من قبل (فِرَق الموت) التابعة للأمن السياسي .. لم ننسى الكثير ممن انتهكت كرامتهم وإنسانيتهم

أخيراً ..

نحن بحاجة تضامن كل الكتّاب والصحفيين والسياسيين والقانونيين وكل الشرفاء - وبغض النظر عن الولاءات السياسية – مع ضحايا هذه السجون غير الشرعية والوقوف الجادة أمام قتلة القيم الإنسانية..
وعلينا أن نرفض أي تصرف همجي ووحشي سواء كان قبلي أم سياسي سواء كان من جنود الأمن السياسي أو مرافقي المشائخ ..
وذلك من خلال رفع دعوى قضائية ضد شيوخ السجون وجهاز الأمن السياسي .