الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥٧ مساءً

طاولة حوار أم "سرير ماخور ينتظر النزيف التالي"؟

محمد عبده العبسي
الثلاثاء ، ١٠ فبراير ٢٠١٥ الساعة ١٠:٠٩ صباحاً
اليوم، تُطالب أحزاب المشترك والمجتمع الدولي على حد سواء، جماعة الحوثي سحب الإعلان الدستوري، والعودة إلى طاولة الحوار (وكأنهم طردوه من الطاولة، والآن يحاولون مرضاته ليعود إليها وليس العكس)!
لنعد إلى الوراء قليلاً وفي أيدينا ورقة وقلم:
بالأمس، كانوا يطالبونه بالإفراج عن الرئيس هادي فقط.
قبل أسبوع، كانوا يطالبون بالعودة الى ما قبل 21 يناير واسقاط الرئاسة.
وقبل أسبوعين، كانوا يطالبون بالانسحاب من دار الرئاسة ومحيط منزل الرئيس.
ارجعوا إلى الوراء قليلاً ولاحظوا كيف ينخفض سقف المطالب:
قبل شهر، كانت الأحزاب والمجتمع الدولي يطالبونه بالإفراج عن بن مبارك.
قبل شهور، كانوا يطالبون بسحب المليشيا من صنعاء وتطبيق الملحق الأمني.
في أكتوبر 2014م كانوا يطالبون بإعادة الأسلحة المنهوبة من صنعاء (الفرقة والقيادة العامة للقوات المسلحة) دون الأسلحة المنهوبة من عمران.
في سبتمبر 2014 كانوا يطالبون برفع الحصار المفروض حول العاصمة.
في أغسطس 2014م كانوا يطالبون بتسليم عمران للدولة وإعادة السلاح المنهوب.
قبل 3 يوليو (سقوط عمران) كانوا يطالبون بتسليم سلاحه الثقيل الى الدولة وفق مزحة أو ملزمة الحوار الوطني المسماة مخرجات.
وهكذا،، يتقدم الحوثي وتتراجع الدولة.
وفي كل مرة يتقدم الحوثي خطوة للأمام ويسقط اتوماتيكياً بند من المطالب المشروعة بالتزامن مع تلويح مجلس الأمن بفرض عقوبات على المعرقلين، والتباهي حد التبجح، بتقدم العملية السياسية.
** **
ما القاسم المشترك بين كل ذلك؟
طاولة الحوار ومبعوث العناية الشيطانية جمال بن عمر.
وتفاهة وعبط محاوريه ومفاوضيه دون شك وسوء إدارتهم وحكمهم.
كيف تريدوننا إذن أن نثق في مباحثاكم التي لن تفضي إلا إلى انخفاض سقف الدولة وارتفاع سقف المليشيا، بسقوط مطلب جديد وإعلان حرب جديدة واجتياح مأرب على الأرجح.
فليقل الشارع كلمته، وليبدأ الشباب الحزبيون بأهل بيتهم من الجالسين على طاولة الحوار التي ينطبق عليها حرفياً قول الراحل عبدالله البردوني:
كسرير ماخور، يجفّف بعضه
بعضا، وينتظر النزيف التالي
مأرب أم تعز
أيهما يا ترى النزيف التالي؟

* من حائط الكاتب على موقع "فيس بوك"