الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٣ مساءً

من هو الزعيم الشعبي القادم؟!

فكري قاسم
الثلاثاء ، ١٠ فبراير ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٠٥ مساءً
كلنا في هذه الحياة بشر نعيش لنموت في يوم آخر. والواضح أن جماعة الحوثي اختارت الشكل المناسب لموتها قبل أن تختار الشكل المناسب لحياتها واستمراريتها.

وأمس وقبله خرجت في تعز وعدن وإب وصنعاء مظاهرات جماهيرية ترفض الانقلاب الحوثي، وفي ذمار "كرسي الزيدية في اليمن" خرجت أمس السبت مظاهرة ظريفة حملت جنازة رمزية لجماهير شيعوا من خلالها المذهبية المقيتة ومشروع الحوثي المذهبي السلالي، حد قولهم.

الشارع اليمني غاضب الآن ومهيأ تماما لركل هذا الانقلاب الحوثي المتهور، وينقصهم – فقط- حامل وطني موثوق به.

وبالتأكيد لن يقبل أحد أن يكون "الإخوان" في هذه المرة هم أصحاب هذا المشروع حتى لو تقافزوا بميكرفوناتهم وأدعيتهم المأثورة إلى الشوارع. لقد كان لليمنيين معهم في 2011 تجربة مريرة، وبأن "الخُبر" كله، وما فيش داعي لأي عباطات محتملة، ليس لأنه لم يعد بوسع اليمنيين احتمال المزيد من الكذب واللف والدوران وتبني خطاب أعمى يحرض على الكراهية ويضرب على وتر الروافض والقوارض ومن هذا الهدار الفاضي، بل لأنه لا يمكن مواجهة الإيديولوجيا بأيدلوجيا أخرى.

على أن أفضل وأنجع وسائل مواجهة الأيديولوجيات ليس بالسلاح وإنما بالفنون وفعاليات المجتمع المدني. ومعلوم أن انتهازيي فبراير 2011 أفسدوا كل شيء، وقدموا أنفسهم بديلا لكل شيء، لكنهم، وبسرعة فائقة، خسروا كل شيء.

وانتهازيو مارس 2014 خربوا كل شيء، وأصبحوا هم الآن كل شيء، وخلال وقت قصير بيخسروا كل شيء بالتأكيد، والسبب بسيط جدا، كلا الطرفين استخفا بأحلام اليمنيين وكذبا عليهم، واستخدما الله وكل المٌقدسات سُلما للوصول، وفي لحظة الصدق شاهدنا صورتين متقاربتين للسارق المبهرر، وفي 6 فبراير تحديدا شاهدنا الغرور وهو يتمشى في القصر الجمهوري على رجلين.

وفي حين تعيش البلاد الآن حالة فراغ دستوري مروع، يعيش غالبية اليمنيين الآن حالة فراغ ثوري مُهمل في انتظار زعيم شعبي – بلا أحقاد- يأتي من أوساط الناس حاملا لكل اليمنيين - بلا استثناء- مشروع الخلاص من كل هذا العماء الذهني الذي يقود البلاد إلى أسفل سافلين .

والسؤال الذي يشغل بال الجميع: من هو الزعيم القادم الذي ينتظره كل اليمنيين التواقين إلى الحياة بسلام ليبدأوا معه خطوة الألف ميل باتجاه حلم الدولة اليمنية الحديثة؟ هذا ما يفترض أن تكشف عنه الأسابيع القادمة، وأغلب الظن أنه لن يكون واحدا من أطراف اللعبة السياسية اللي عصدت أبو هذه البلاد طيلة الخمسة والثلاثين الفائتة حتى أحالتها إلى مجمع عصابات مبندقة أضنت حياة اليمنيين وعطلت أحلامهم.